Saturday, November 19, 2011

هل يرتبط الشتاء لديك بـ"الحب"؟


رشا عبيد 
نقلا عن اون اسلام

تغني فيروز فتقول: "حبيتك في الصيف.. حبيتك في الشتاء".. وتغني إليسا " كنا في أواخر الشتاء قبل ال فات.." أما المسلسل الكوري "winter sonata" المعروف باسم "أغاني الشتاء" فكانت قصته الرئيسية تدور حول قصة الحب بين البطلين وذكرياتهما التي تكونت كلها في فصل الشتاء مع تساقط قطرات الثلج من السماء.


 كثير من الزوجات ينتظرن فصل الشتاء حتى تعاودهن ذكريات التعلق الأول بشريك حياتهن . إلا أنه رغم ارتباط  فصل الشتاء بكثير من قصص الحب؛يحذر الكثير من الأطباء النفسيين من اكتئاب الشتاء -مع بداية انخفاض درجات الحرارة- حيث الغيوم والنهار القصير.


وأنت بماذا تتذكر الشتاء الماضي؟ وهل يروادك حلم أن تجد شريك حياتك وتقترن به هذا الشتاء؟


 مواسم الحب


تقول منى (35) سنة، بمجرد أن ينتهي فصل الصيف بحره وضيقه وبمجرد أن تبدأ تلك النسمات الصباحية الباردة في دخول شباك بيتنا حتى تتأجج لدي مشاعر الشوق والحب لزوجي، فتلك النسمات اللطيفة وبعدها قطرات المطر أشعر أنها تطهرني من كل تعب الحياة ومشكلاتها؛ ولا أتذكر سوى مشاعر الحب التي أكنها لزوجي كما أتذكر تلك الأيام الأولى التي تعرفت عليه فيها وتمنيت لو يجعله الله زوجا لي وقد كان والحمد لله.


وتستطرد منى قائلة: أنها لا تشعر بنفس البهجة والحاجة إلى الحب في فصل الصيف؛ لأنها لا تحب الجو الحار وتشعر بالضيق والانفعال وأنه لا مساحة من الهدوء النفسي الذي يبعث على الحب.


 أما محمود (40) عاما فيقول أن "الحب" ليس له مواسم، فزيادة مشاعر الحب أو نقصانها، وجودها من عدمه لا يجب أن يرتبط بالفصول وتغيرها؛ لأن مشاعر الحب الصادقة لا تعني سوى أنك ستحب بنفس الطريقة هذا الشخص الذي يستحق تلك المشاعر، فلا مجال أن تمنحه حبا في الصيف وتحرمه منه في الشتاء أو العكس.


رشا (27) عاما تقول: أنا فعلا إنسانة "مودية" جدا وحالتي النفسية تتأثر كتيرا بالفصول المختلفة فمثلا أكون متضايقة جدا ومخنوقة وأشعر أن حبي وارتباطي بالناس يقل في فصلي الخريف والربيع أي قبل الصيف وقبل الشتاء، وأعتقد أن هذا له علاقة بتغير الفصول والانتقال من فصل لآخر، أما الشتاء مع برودة الجو وشرب المشروبات الدافئة فأشعر أنه يبعث على الشعور بالراحة والاستجمام، وكذلك الصيف فهو لا يمثل لي مشكلة هو الآخر.. ممكن لأنني لا أعمل ولا أنزل إلى الشارع وبالتالي لا أشعر بدرجات الحرارة العالية.


 وتؤكد نهى (30) عاما قلقها من اقتراب فصل الشتاء نظرا للاكتئاب الشديد الذي تصاب به أثناء نزول المطر وأثناء رؤية الغيوم.. وهي عادة تميل للانفراد بنفسها عندما تصاب بهذا الاكتئاب. وبالتالي فهي لا ترى أي علاقة منطقية بين الحب والشتاء.. كما أنها لا ترى وجود علاقة أصلا بين الحب وعامل الوقت؛ فالإنسان يحب عندما يحين وقت الحب والارتباط وليس عندما تمطر الدنيا أو تشتد درجة الحرارة.


 الغيوم والاكتئاب


 وفي تعليقها على هذا الموضوع تقول أميرة بدران الأخصائية النفسية بموقع أون إسلام: "الله سبحانه وتعالى جعل كونه يتناغم ويتداخل بين كل المخلوقات، فنجد دراسات تثبت أن صيام ثلاثة أيام من الشهر العربي وقت ذروة المد والجزر له أثر بالغ في تناغم الجهاز العصبي عند الإنسان بسبب الصيام!، ونجد أنه يوجد دراسات أخرى أثبتت أن ضوء الشمس له علاقة مباشرة بالموصلات العصبية المسئولة عن الإحساس بالاكتئاب، وكلما زادت الأجسام تعرضاً للشمس كلما خف الإحساس بالاكتئاب والعكس صحيح".


 وتضيف: ففي فصل الشتاء تزداد السحب ويكثر الظلام وتغيب أشعة الشمس، فنجد أن تلك التغيرات المناخية يتبعها تغيرات نفسية تتعلق بالرغبة في الشعور بالدفء ووجود أنيس في تلك الظروف الموحشة، فلا عجب من وجود معدلات انتحار كبيرة في أقصى الصقيع على الأرض والبلاد التي تشهد برودة مثل سويسرا.


 البحث عن الدفء


وترجع أميرة ارتباط الحب لدى البعض بفصل الشتاء لهذا الاحتياج بالشعور بالوجود والمؤازرة، حيث نجد أن كثير من الناس تتأثر نشاطاتها في الشتاء فتقل علاقاتها الاجتماعية وأنشطة الحركة والعطاء والأخذ، فتهفو النفس لتعويض ذلك بالتلاحم مع أفراد قريبة منها فنجد أن الرجل يزداد تواجداً في المنزل بين أفراد أسرته في الشتاء، ونجد أن الأسرة تلتف حول  مسلسل تليفزيوني في مكان واحد صغير لتتآزر وتشعر بالدفء.


وترى أميرة أن الكثير من الشباب والفتيات يتحدثن بوعي أو بدون وعي عن الشعور الذي يدفعهم تجاه التواجد مع شخص يبثها الدفء والإحساس بالدعم والمساندة في فصل الشتاء؛ ولعل ذلك يفسر ظهور حالات حب في الشتاء تختلف اختلاف كلي عن حالات الحب التي تحدث في الصيف والتي تصبغ أيضاً بصبغته التي تظهر في كونها حالات حب خفيفة سريعة غير عميقة.


وفي الختام تؤكد أميرة أن هناك تأثير في المشاعر بسبب فصل الشتاء له صلة علمية وثيقة تتعلق بالارتباط بين التعرض لأشعة الشمس والموصلات العصبية المسئولة عن الإحساس بالاكتئاب، وذلك بسبب التغيرات المناخية التي تستدعي مشاعر البحث عن الدفء والدعم على المستوى الوجداني، لكن في النهاية "الحب" الحقيقي يعيش في الصيف والشتاء رغم كل تقلبات والظروف المناخية.

1 comment:

Anonymous said...

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .جعله الله حجاً مبروراً وسعياً مشكورا وكل عام وأنت بخير ياعزيزي