Saturday, July 28, 2007

تصميمات فرانكفورت


فرانكفورت هنا ليس البلد ولكنها مصممة المجوهرات المعروفة ليزيان فرانكفورت التي اشتهرت بالتصميمات الذهبية الأنيقة المحلاة بالماس الوردي والتقاطعات الدائرية والخطوط الملتفة



تقول فرانكفورت أنها تصمم المجوهرات التي يمكن أن تعتقد عندما تراها أنها قديمة كما يمكن أن أيضا أن تبدو حديثة



تتسم تصميماتها إنها لا تنتمي لعصر بعينه بالرغم من أنها قد درست تاريخ الفن جيدا بدون أن تحاول أن تستوحي تصميماتها من حقبة بعينها.



تصمم مجوهراتها من الذهب وتطعمه بالأحجار خاصة الزمرد والتورمالين واللؤلؤ والماس هو الحجر المفضل لديها



تفضل فرانكفورت التعامل في أحجار الماس كما هي في الطبيعة ولا تحب الماس المصقول ذا الأوجه المتعددة



كيف ترتدي مجوهرات فرانكفورت: للصباح يمكن ارتداء مجوهراتها مع الملابس البسيطة مثل شورت أما للمساء فمع بلوزة بأكمام طويلة وبنطلون



من أشهر الذين يحبون تصميمات فرانكفورت سيندي كروفرد وديمي مور وكريستيان تايلر

Tuesday, July 17, 2007

لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك


بقلمعائض القرني


Image

نفر من الناس تدور في نفوسهم حرب عالمية، وهم على فرش النوم، فإذا وضعت الحرب أوزارها غنموا قرحة المعدة، وضغط الدم والسكري. يحترقون مع الأحداث، فهم في انزعاج دائم، وقلق واصب {يحسبون كل صيحةٍ عليهم}.

ونصيحتي لك ألا تحمل الكرة الأرضية على رأسك، دع الأحداث على الأرض ولا تضعها في أمعائك، إن البعض عنده قلب كالإسفنجة يتشرب الشائعات والأراجيف, ينزعج للتوافه، يهتز للواردات، يضطرب لكل شيء، وهذا القلب كفيل أن يحطم صاحبه وأن يهدم كيان حامله.

أهل المبدأ الحق تزيدهم العبر والعظات إيمانا إلى إيمانهم، وأهل الخور تزيدهم الزلازل خوفا إلى خوفهم، وليس أنفع أمام الزوابع والدواهي من قلبٍ شجاع، فإن المقدام الباسل واسع البطان، ثابت الجأش، راسخ اليقين، بارد الأعصاب، منشرح الصدر، أما الجبان فهو يذبح نفسه كل يوم مرات بسيف التوقعات والأراجيف والأوهام والأحلام.

فإن كنت تريد الحياة المستقرة فواجه الأمور بشجاعة وجلد ولا يستخفـنك الذين لا يوقنون، ولا تك في ضيق مما يمكرون، كن أصلب من الأحداث، وأعتى من رياح الأزمات، وأقوى من الأعاصير.

وارحمتاه لأصحاب القلوب الضعيفة كم تهزهم الأيام هزًا {لتجدنهم أحرص الناس على حياةٍ} (البقرة:96)، وأما الأباة فهم من الله في مدد، وعلى الوعد في ثقة {فأنزل السكينة عليهم} (الفتح: 18).

بين الناجح والفاشل.. نمط تفكير في كلمات

اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم والعن أعداءهم إلى قيام يوم الدين



سؤالٌ كثيرٌ ما طرح على مسامعنا
لماذا فلان من الناس ناجح
ولماذا فلان من الناس .. فااااااشل؟

فلنر
الإيجابية ثورة
إننا بحاجة إلى ثورة إيجابية تبدأ بالنفس وتنتقل إلى
محيطنا الأسري ثم إلى بيئة العمل، ثم إلى المجتمع
ثم إلى العالم كله.
إني أجزم.. أننا نملك المؤهلات ذلك أننا نملك ما لا
يملكه البقية.. ولكن المشكلة تكمن في العملاق النائم
داخلنا.. من يوقظه؟!!

- الأشخاص الناجحون وجهوا أسئلة أفضل:
وبالتالي توصلوا لإجابات أفضل، أي.. نوعية حياة أفضل.
الجواب الأجمل هو لمن يطرح سؤالاً أكثر جمالا.

- من لا يستطيع أن يسأل لا يمكنه أن يعيش:
ليست الحوادث هي التي تشكل حياتنا وتقرر نوعية مشاعرنا
بل الطريقة التي نفسر بها تجارب حياتنا.
أسئلتنا هي التي تحدد أفكارنا
لو سألتك: ما هو التفكير بالضبط؟!!
إنه عملية طرح أسئلة والإجابة عليها..
وإذا أردنا أن نغير نوعية حياتنا فعلينا أن نغير الأسئلة
التي اعتدنا عليها.

- تحدث بأسلوب إيجابي:
ما يغلب على تفكيرك
سواءً عن قصد أو بدون قصد، ينعكس في صورة سلوك واقع.
لذا.. فكر في السلامة بدلاً من الضرر
والسعادة بدلاً من الشقاء
والصحة بدلاً من المرض
والإنجاز بدلاً من المماطلة

- استخدم (كيف) بدلا من (لماذا) :
ليس لماذا أنا متوتر؟ -وإنما- كيف أكون هادئا؟!!
ليس لماذا أنا غير سعيد؟ -وإنما- كيف أكون سعيداً؟!!
ليس لماذا والدي لا يحبني؟
-وإنما- كيف أكسب محبة والدي؟!!
وهكذا..

- تحدث بأسلوب إيجابي وانظر الفرق
بين طريقة تفكير الناجح وطريقة تفكير الفاشل
:

الناجح: يعتبر الإنجاز إلتزاماً يلبيه
الفاشل: لا يرى في الإنجاز أكثر من وعد يعطيه
وكم تحسر عمر بن الخطاب لما احتال عليه القائد الفارسي الهرمزان، حيث لما أراد عمر قتل الهرمزان استسقى ماء، فأتوه بقدح فيه ماء، فأمسكه الهرمزان في يده واضطرب. فقال له عمر: لا بأس عليك حتى تشربه، فألقى الهرمزان القدح من يده، فأمر عمر بقتله، قال الهرمزان: أوَ لم تُؤمِّني؟ فقال عمر: كيف أمنتك؟ قال الهرمزان: قلت لا بأس عليك حتى تشربه، وقولك لا بأس عليك أمان، ولم أشربه، فقال عمر: قاتلك الله أخذت مني أماناً ولم أشعر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناجح: لديه أحلام يحققها
الفاشل: لديه أوهام وأضغاث أحلام يبددها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناجح: يفكر في الحل
الفاشل: يفكر في المشكلة
رُوي أن رجلاً جاء إلى سليمان بن داود عليه السلام وقال: يا نبي الله، إن جيراناً يسرقون إوزي فلا أعرف السارق، فنادى: الصلاة جامعة، ثم خطبهم، وقال في خطبته: إن أحدكم ليسرق إوز جاره ثم يدخل المسجد والريش على رأسه، فمسح الرجل رأسه، فقال سليمان: خذوه فهو صاحبكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناجح: لا تنضب أفكاره
الفاشل: لا تنضب أعذاره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناجح: يساعد الآخرين
والفاشل: يتوقع المساعدة من الآخرين
قال الضحاك بن مزاحم لنصراني: لو أسلمت! فقال: ما زلت محباً للإسلام إلا أنه يمنعني منه حبي للخمر، قال: أسلم واشربها، فلما أسلم قال له الضحاك: قد أسلمت فإن شربتها حددناك، وإن ارتددت قتلناك، فاختر لنفسك، فاختار الإسلام وحسن إسلامه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناجح يقول: عامل الناس كما تحب أن يعاملوك به
والفاشل يقول: اخدع الناس قبل أن يخدعوك. (صدى الحياة)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناجح: يرى في العمل أملاً
والفاشل: يرى في العمل ألماً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناجح: يرى حلاً لكل مشكلة
الفاشل: يرى مشكلة في كل حل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناجح يقول: الحل صعب، لكنه ممكن
الفاشل يقول: الحل ممكن لكنه صعب
فقد أتي معن بن زائدة بثلاث مئة أسير من حضرموت، فأمر بضرب أعناقهم، فقام منهم غلام فقال: أنشدك الله ألا تقتلنا ونحن عطاش، فقال: اسقوهم، فلما شربوا، قال: اضربوا أعناقهم، فقال الغلام: أنشدك الله ألا تقتل ضيفانك، قال: أحسنت، وأمر بإطلاقهم.
ــــــــــــــــ وأخيــراً ــــــــــــــــ
الناجح يصنع الأحداث
والفاشل تصنعه الأحداث
فقد روي أن رجلاً قصد الحج فاستودع إنساناً مالاً، فلما عاد طلبه منه، فجحده المستودع، فأخبر بذلك القاضي إياساً، فقال: أعَلِمَ بأنك قد جئتني؟، قال: لا، فقال: عد إليَّ بعد يومين، ثم إن القاضي إياساً بعث إلى ذلك الرجل فأحضره، ثم قال له: قد تحصلت عندي أموال كثيرة لأيتام وغيرهم وودائع للناس وإني مسافر سفراً بعيداً، وأريد أن أودعها عندك لما بلغني من دينك وتحصين منزلك، فقال الرجل: حباً وكرامة، قال إياس بن معاوية: فاذهب وهيئ موضعاً للمال وقوماً يحملونه. فذهب الرجل وجاء صاحب الوديعة، فقال له القاضي إياس: امض إلى صاحب، وقل له: ادفع إليَّ مالي وإلا شكوتك للقاضي إياس، فلما جاء وقال له ذلك، دفع إليه ماله واعتذر إليه، فأخذه وأتى إلى القاضي إياس وأخبره. ثم بعد ذلك أتى الرجل ومعه الحمالون لطلب الأموال التي ذكرها له القاضي، فقال له القاضي: بدا لي ترك السفر، امض لشأنك، لا أكثر الله في الناس من أمثالك.
لا يجب أن تقول كل ما تعرف ولكن يجب أن تعرف كل ما تقول
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالك
راقب أفعالك لأنها ستصبح عاداتك
رقب عاداتك لأنها ستصبح طباعك
رقب طباعك لأنها ستصبح مصيرك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأيهما ستختار؟!! وأيهما ستختارين؟!!
وأيهما أنتم عليه الآن؟!!

إن أردت أن تتغير.. ستتغير.. فقط:
راقب ألفاظك لأنها ستحدد سير حياتك
نسألكم الدعاء

Monday, July 16, 2007

أمراض شائعة في السفر.. يمكن الوقاية منه

ا

من أهمها الإسهال وضربات الشمس ولدغ الحشرات والأمراض الجنسية الخطيرة

جدة: «الشرق الأوسط»
قيل قديما: سافر ففي الأسفار خمس فوائد، ونقول لا بأس.. ففيها ترويح عن النفس بعد طول عناء واستجمام للجسم بعد عمل دؤوب ومتواصل لعدة شهور. وفي نفس الوقت يجب أخذ الحيطة والحذر من مخاطر السفر التي لا تعد ولا تحصى، وتأتي في أهميتها الأخطار الصحية التي قد يكون البعض منها مميتا.

يعتبر تلوث الطعام من المشاكل الصحية الشائعة على مدار السنة، وتزداد نسبة حدوثه في فصل الصيف، خاصة عند التنقل الى خارج المنزل أو الى بلد آخر. وانتقال العدوى بواسطة المأكولات والمشروبات في بلد وجهة السفر، مهمة جدا، كتلوث المياه بأنواع مختلفة من البكتيريا، مثل الشجيلا والكوليرا والتيفوئيد والالتهاب الكبدي الوبائي- إيه، والدوسنتاريا الأميبية والجارديا، وأيضا لحوم الطيور فهي مصدر خطير جدا لبكتيريا المعدة والسالمونيلا، وكذلك الأسماك التي يمكن أن تنقل التيفوئيد، والحليب غير المبستر الذي يمكن أن ينقل مرض السل والحمى.

الدكتور سمير موسى استشاري طب الأسرة والمتخصص في طب السفر يقدم النصائح التالية لتجنب مثل هذه المشاكل:

ـ ضرورة غلي الماء أو إضافة الكلور أو شرب المياه المعدنية المعروفة.

ـ تجنب شرب الحليب غير المبستر.

ـ عدم شراء الأطعمة من الباعة الجائلين.

ـ تجنب أكل الخضر والفاكهة الطازجة.

ـ أكل الأطعمة المطبوخة جيدا، فقط.

ـ تجنب أكل الأسماك النيئة.

ـ تجنب أكل الأطعمة المحفوظة.

* اسهال السفر

* ويضيف الدكتور سمير موسى أن هناك مرضا خطيرا جدا ومشهورا وارتبط اسمه بالسفر، هو إسهال السفر، وهو منتشر في كل بلدان العالم، ويكثر في البلدان الأفريقية والآسيوية، و70 في المائة من الحالات تحدث من بكتيريا إي- كولاي E-Coli، وأيضا الكامبيلوباكتر Campylobacter والسالمونيلا والشجيلا والأميبيا والجارديا.

ومن أعراض هذا المرض الإسهال المائي الذي يسبب الجفاف، أو الإسهال المدمم وصعوبة التبرز وكثرته أيضا، كذلك القيء والغثيان والتقلصات الباطنية الشديدة.

وللوقاية من هذا المرض، يجب تناول مضادات حيوية، مع الأخذ في الاعتبار آثارها الجانبية، لذلك لا بد أن تؤخذ لكبار السن والمعاقين، كذلك المرضى الذين لديهم ميل لذلك. أما العلاج، فيتم عند حدوث الحالة، بتناول أدوية مثل لموتيل او ايموديم وأيضا تناول كميات كبيرة من السوائل والأملاح، ولا يكفي الماء فقط من السوائل، نظرا لفقد كمية كبيرة من الأملاح.

* الشمس والحرارة

* يتعرض المسافرون أيضا لضربات الشمس في البلدان الحارة والرطبة، لذلك يجب عليهم استشارة وكيلهم السياحي أو معرفة حالة الطقس للبلدان المتجهين إليها.

وننصح بالابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس الحارة والمباشرة، ويكفي التعرض التدريجي يوميا لمدة ربع ساعة ثم تزويد الزمن يوميا للضعف مع استعمال واقي الحرارة وتجنب شمس الظهيرة والإكثار من الكريم الواقي من أشعة الشمس حتى لا يصاب الجلد بالحروق أو حساسية الشمس، وكذلك ضربات الشمس.

ويتعرض المسافرون أيضا لمرض "حمو النيل"، وهو عبارة عن ظهور بثرات جلدية نتيجة تجمع الكيراتين على الجلد الذي يغلق المسام العرقية ويتسرب العرق بعد ذلك للأنسجة في المناطق غير المكشوفة للتبخر، مثل منطقة الصدر والظهر وتحت الإبط، مما يتسبب في حكة شديدة ومضايقات بهذه المناطق.

وننصح بشرب السوائل والأملاح بكثرة، والتهوية لتقليل كمية العرق مع ارتداء الملابس القطنية الماصة للعرق المفرز من الجسم، وأيضا السباحة والاستحمام بكثرة، واستخدام الشماسي، وتقليل النشاط العضلي، واستخدام المراوح الكهربائية، واستخدام بودرة التلك، كذلك دهان الكالامينا المهدئ.

* لدغ الحشرات والملاريا

* ومن أخطار السفر بعد الوصول الى البلد المقصود، التعرض للدغ الحشرات الناقلة للأمراض الخطيرة، مثل الملاريا والحمى والليشمانيا.

لذلك ننصح بلبس الملابس ذات الأكمام الطويلة، وكذلك السراويل الطويلة لتغطية الجلد المعرض للدغ، وعدم السير حافي القدمين واستخدام الناموسيات عند النوم، وأيضا استخدام الكريمات الطاردة للحشرات.

وبما أن الملاريا من الأمراض الخطيرة والقاتلة ويكثر البعوض الناقل لها في مناطق الأحراش والمياه الراكدة، فيجب الابتعاد عن هذه الأماكن لتجنب لدغ البعوض، كذلك البدء بابتلاع الدواء الواقي قبل أسبوع من السفر وأثناء السفر وبعد الحضور من السفر إلى أرض الوطن بأربعة إلى ستة أسابيع (ويجب أن يكون تحت إشراف الطبيب بعد استشارته قبل السفر بمدة كافية). وفي حالة النسيان وعدم أخذ ولو جرعة واحدة من الدواء الواقي، فإن المسافر يكون في حدود خطر الإصابة. فلا بد من الانتظام بتعاطي الجرعات، ويجب أن نعلم أن هذه الأدوية هي للوقاية وليست للعلاج، وأنها تعطي حماية من 60 ـ 90 في المائة، ولهذا عند حدوث أي ارتفاع في درجة الحرارة خلال الشهرين التاليين، يجب استشارة الطبيب وابلاغه بذلك فورا. وأنواع العلاج معروفة.

* الأمراض الجنسية

* الأمراض الجنسية أيضا تحمل من الخطورة الكثير، فهي أمراض قاتلة وليس لها أي علاج أو وقاية مثل مرض الايدز، كذلك الالتهاب الكبدي الوبائي.

إن تعاليم ديننا الحنيف تأمرنا بالابتعاد عن هذه الممارسات الرذيلة والمشينة. وحتى أطباء الغرب فإنهم ينصحون بذلك، ومع ذلك يجب استخدام الواقي الذكري، وأيضا التبول بعد الحدث، لكن الابتعاد أفضل بكثير من أي وسيلة وقاية أخرى.

كما أن حوادث السير وعدم الأمان في الحركة ليلا أو نهارا خاصة في الأماكن الخالية هي من مشاكل السفر الشائعة، ويجب السير مع رفيق معروف، وتجنب الأماكن المزدحمة، وكذلك اتباع تعليمات المرور والسير في الطرقات بحرص حتى لا يتعرض المسافر لما لا يحمد عقباه.

ونصائح التطعيمات أيضا مهمة جدا، خصوصا عند السفر إلى أماكن موبوءة، وهذه النصائح يجب أن تؤخذ من طبيب الأسرة أو الطبيب المتخصص في مشكلات السفر.

Saturday, July 14, 2007

أخطاء الزوجات في اللقاء الحميم!




تراجعت مساحة الرضا عن اللقاء الزوجي الحميم بين الزوجات، وتزايدت الشكاوى من الأزواج وتضاعفت كلمات اللوم والانتقاد، فضلا عن نظرات العتاب وما يتبع ذلك من انسحاب الزوجة بعيدًا عن الزوج أو التعامل معه بعدوانية وتصيد الهفوات للانتقام منه.

هذا بعض من كثير علمته بحكم الاقتراب الشديد من عالم المتزوجات والاستماع بإنصات واحترام بالغين لمرارات الزوجات في هذا الشأن، ولاحظت أن هناك الكثير من الأخطاء القاتلة للزوجات هي التي تحرمهن من الاستمتاع بهذا اللقاء ا
لحميم وتحول دون أن يكون وسيلة للمزيد من التقارب العاطفي والحسي؛ فيصبح بدلا من ذلك وسيلة لتغذية الشعور بالتنافر والجفاء بين الزوجين.

إنه يستغلني

ولنبدأ بما قالته زوجة في منتصف الثلاثينيات حيث صرخت قائلة: زوجي مليء بالعيوب ويضايقني طوال اليوم ولا يريد أن يلبي طلباتي ولا يأخذ بآرائي؛ أي إنه ليس بالرجل المثالي في نظري في أثناء جميع تفاصيل حياتنا؛ فكيف أمنع نفسي من التفكير في هذا الأمر وأتناساه وأقوم "بتمثيل" دور الزوجة العاشقة في أثناء هذا اللقاء؟!

إنني أتهرب منه قدر استطاعتي، وعندما لا أتمكن من ذلك أتعامل معه من منطق أداء الواجب الثقيل وأشعر أنه يستغلني بدلا من اللجوء إلى الحرام، وأنه لا يرغب فيَّ لذاتي بقدر ما يريد إشباع الغريزة؛ وهو ما يضايقني ويؤلمني؛ فأرد له الصاع صاعين وأحرص على إظهار عدم تجاوبي معه... و... و...

وأكتفي بهذا القدر من كلام هذه السيدة التي تألمتُ كثيرًا لكلامها؛ لأنها تؤذي نفسها أبلغ الأذى؛ فكما قيل عن حق إن ما لا نستطيع الحصول عليه كله فمن الذكاء ألا نتركه كله، وأنه من الأفضل أن "تستفيد" من هذا اللقاء الحميم بتدعيم علاقتها بزوجها وبإشعاره أنه رجلها المنشود وبالتخلي (مؤقتا) عن التفكير في عيوبه.

وبتذكر أنه لا يوجد إنسان بلا عيوب وأن استمرارها في التعامل مع زوجها بهذه الطريقة سيدفعه إما إلى خيانتها أو الزواج بأخرى، أو الانتقام منها بعد ذلك بإساءة معاملتها ردا على انتقاصها من رجولته، وما كان أغناها من ذلك لو منحت نفسها فرصة للاستراحة من (تنفس) النكد والصراع الزوجي المستمر من خلال الاستمتاع بهذا اللقاء الزوجي والإحساس بأنوثتها من خلال التجاوب الحسي والعاطفي مع زوجها.

لا للسيطرة ولا المواجهة

بعض الزوجات يلجأن إلى استخدام اللقاء الحميم كوسيلة للسيطرة على الأزواج، حيث تبالغ الزوجة في ارتداء الملابس المغرية وتهيئة الجو ثم تبدأ بمطالبة زوجها بما رفضه مسبقا، وتضعه شرطا لإتمام اللقاء الزوجي.

وهنا تضع الزوجة نفسها في مكانة لا نرضاها لها على الإطلاق ولا نريد وصفها.. كما تعرض نفسها لكراهية زوجها، وإن استجاب أحيانا، فإن ذلك - ومع مرور الوقت - سيجعله يفقد الرغبة في الاقتراب منها، كما سيعرضها للخسائر على المدى البعيد.

فضلا عن أن بعض الأزواج يردون على هذا الأسلوب بالحصول على الحق الزوجي بالعنف؛ وهو ما يفسد العلاقة الزوجية بصورة شائنة.

وبعض الزوجات لديهن توقعات غير واقعية عن اللقاء الزوجي.

وأتذكر أن زوجة شابة في العشرينيات من عمرها أخبرتني أنها تريد الطلاق من زوجها؛ لأنه لا يشبعها جنسيا كما يفعل أزواج صديقاتها، فمنهن من أخبرتها بأن اللقاء الزوجي يستمر ساعتين، وأخرى قالت إنه يكرر اللقاء عدة مرات يوميا، وثالثة أخبرتها أنها تريد الطلاق لكثرة إلحاح زوجها في هذا الشأن، ورابعة وخامسة.

وأجهشت الزوجة في البكاء وأضافت: لقد أخبرت زوجي بتقصيره البشع وخيرته بين الطلاق أو العلاج ونشبت بيننا مشاجرات وتبادلنا أبشع الشتائم.

وانتظرت حتى هدأت تماما وسألتها: كيف كنت ستتصرفين لو أخبرك زوجك أنك لا تشبعينه جنسيا؟ ردت بسرعة: كنت سأشعر بالجرح البالغ ولن أسامحه أبدا. فسألتها مرة أخرى: وهل تتوقعين أن زوجك لم يشعر بالجرح؟ كيف تتوقعين أن يقبل عليك كأنثى في اللقاء الزوجي وهو يعلم أنك ترينه ضعيفا؟ ألن يشعر بعدم الثقة بالنفس مما يدفعه إلى الارتباك والأداء السيئ؟ ألن يحس أنه معرض للامتحان والتقييم من قبلك مما سينعكس بالسلب على مشاعره نحوك؟

أجابت: لم أفكر في ذلك.فرددت: أصدقك فقد اندفعت تحت وطأة ما سمعته من صديقاتك وتناسيت أن دينك حرم إفشاء أسرار اللقاء الزوجي، وأن الزوجة السعيدة حسيا لا تتحدث عن ذلك خوفا من الحسد، وأن صديقاتك يكذبن ويبالغن لمضايقتك، وأنه من الطبيعي أن تقل فترات اللقاء الزوجي بعد مرور فترة على الزواج.

وأن الزوجة الذكية تتعمد التجديد في تفاصيل علاقتها بزوجها وتلقي المزيد من النعومة في تعاملاتها مع الزوج خلال معاملاتها اليومية العادية وليس في أثناء اللقاء فقط، وتغير أسلوبها في التجمل والتعطر، وتختار ملابس خاصة لهذا اللقاء، وتكون وسطا بين الابتعاد حينا عن زوجها وبين الإقبال عليه؛ فقد ثبت أن الإقبال الشديد يقتل اللهفة، ويجب على الزوجة أن تنمي علاقة الصداقة مع زوجها وتهتم بشئونه وتشعره بحبها له وتحرص على القيام ببعض الأنشطة الترفيهية لإنعاش الحب بينهما.

لا للإلحاح

ومن أكثر الأخطاء القاتلة للزوجات، الإلحاح على الأزواج والمطالبة بذلك بصراحة فجة، وكما قالت لي إحدى الزوجات: أقول لزوجي هذا حقي ويجب أن تعطيه لي كلما أردته.

والحقيقة أن هذه الزوجة تظلم نفسها، فلا شك أننا نمنح الآخرين بإرادتنا الحرة أضعاف ما نمنحه بعد الإلحاح أو المطالبة الفجة.

وكما أكد الكثير من الأزواج أن المرأة التي تتعامل بجرأة زائدة تفقد الكثير من أنوثتها وتجعل الرجل "يزهد" فيها كأنثى، في حين أن المرأة التي تتمتع بقدر لطيف من الحياء تكون أكثر جمالا ويقبل عليها الرجل بصورة أفضل.

ونتوقف عند خطأ إهمال المظهر والبدانة وترك التزين وتناسي أهمية ذلك في الحصول على انجذاب الزوج وتجديد رغبته.

والحقيقة أن الزوجة الذكية هي التي تحرص على أن تكون جميلة في كل الأوقات وفي كل الأعمار، وأن تكون أكثر جمالا وفتنة في هذا اللقاء.

وتخطئ أيضا بعض الزوجات عندما تتعامل مع زوجها بندية وتحدٍ خلال ساعات اليوم وتأتي في المساء لتتزين وتضع العطور ثم "تتوقع" أن يلبي رغبتها على الفور، فإن لم يفعل "تصرخ" في وجهه وتتهمه بنقص الرجولة، كما أخبرتني إحداهن.

وقد تناست أن الرجل يجب أن يشعر برجولته مع زوجته خلال اليوم كله وليس في أثناء وقت اللقاء الزوجي فقط، وقد أكدت دراسة حديثة أن الزوجة المعاصرة تحصل على قدر أقل بكثير من العلاقة الجسدية بعكس أمهاتنا وجداتنا اللاتي كن ينعمن بأضعافها؛ لأنهن كن يتمتعن باللطف والنعومة والأنوثة مع الأزواج ولا يلجأن إلى العصبية والصراخ والصوت العالي والتحدي ومحاولة فرض الرأي.

أخطاء متنوعة

كما تخطئ بعض الزوجات عندما تسرف في ارتداء الملابس المغرية للزوج دون مراعاة لحالته النفسية، ثم التجول بها أمامه والحديث عن جمالها بصورة فجة وكأنها بائع متجول يحاول الحصول على مشتر.

وأتذكر زوجة أخبرتني أنها كانت تشعر بالحرمان الحسي فراحت تتقرب من زوجها بصورة زائدة فما كان منه إلا أن ابتعد وسألها بفزع: ماذا حدث؟ وكان الأذكى أن تهدئ نفسها بدلا من أن تظهر بهذه الصورة المهينة التي تساهم في نفوره منها بدلا من إقباله عليها.

ومن الأخطاء القاتلة عقاب الزوج على أي شيء بترك حجرة الزوجية والنوم مع الأولاد، أو الانتقال إليهم بحجة الرعاية.

وفي ذلك حرمان الزوجة من التواصل الجسدي والقرب الإنساني من الزوج؛ وهو ما يساعد في زيادة الفجوة العاطفية بينهما؛ وهو ما يؤدي إلى أن ينتهي بهما الأمر إلى أنهما مجرد شريكين في البيت والأبناء ويحرض الزوج على البحث خارج البيت عمن تشعره بأنها تقبل به كرجل بدون شروط.

ومن الأخطاء القاتلة أيضا أن تقوم الزوجة بالمن على زوجها بهذا اللقاء، وتتناسى بأنه يجب أنه يكون مصدرًا لمتعة الزوجين معا وليس لأحدهما فقط.

أو أن تشترط أن يقوم بمصالحتها إذا كانا قد تخاصما قبل اللقاء، مع أن الكثير من الرجال يرون أن هذا اللقاء كفيل وحده بإبداء الرغبة في الصلح.

وهناك زوجات يعتقدن أن الرجل وحده هو الذي يسعد في هذا اللقاء فلا تحاول الواحدة منهن التجاوب بالقول أو بالفعل بل تكتفي بالمشاهدة فقط.

وأخرى تتشاجر مع زوجها؛ لأنه ينام بعد اللقاء ولا يبثها حبه، مع أن الثابت أن الرجل يحتاج بعده للراحة وغالبا ما يخلد للنوم على إثره.

وهناك زوجة تلبي رغبة زوجها خوفا من لعنة الملائكة لها، وأخرى تقول إن الملائكة لن تلعنها لأن زوجها رجل سيئ!! وثالثة لا تتجاوب مع زوجها حتى يقول إنها مؤدبة.

ورابعة تتهم زوجها بأنه يتعمد أن يكون لطيفًا معها في أثناء هذا اللقاء لكي يقوم "برشوتها" لتتجاوب معه حتى يسعد وتحرم نفسها من الاستمتاع بهذا التفكير التآمري.

وتظلم بعض الزوجات أنفسهن بمشاهدة أفلام إباحية ويتوقعن من الأزواج أن يفعلوا مثلها، وتتناسى الواحدة منهن أن المشاهد تتم على فترات وبها مبالغات كثيرة، وقد أثبتت الدراسات النفسية أن من يشاهدون الأفلام الإباحية تتأثر نظرتهم للعلاقة الجسدية ولا يحصلون على الإشباع الذي يحصل عليه من لا يشاهدون هذه الأفلام.

وتخطئ بعض الزوجات عندما ترفض هذا اللقاء وتهدد الواحدة منهن زوجها قائلة: اذهب وتزوج بغيري.

أو عندما تشعر بالرغبة في اللقاء ويكون الزوج متعبا فتنتظر حتى تنتقم منه بالرفض عندما يبادرها بالطلب.

وتتوهم بعض الزوجات حدوث درجة عالية من النشوة في هذا اللقاء وعندما لا يحصلن عليها يبدأن في لوم الزوج، سواء بإخباره أو بكبت ذلك والتصرف وفقا له، والتهرب من هذا اللقاء إما بادعاء المرض أو ما شابه ذلك؛ وهو ما يؤذي مشاعر الرجل ويرسخ لديه الشعور بكراهية زوجته له كرجل، ما يعرض علاقتهما الزوجية لأذى بالغ.

ومن المهم الحفاظ على نظافة وجمال الجسد داخليا وخارجيا طوال الوقت؛ فهو أمر مهم جدا للحصول على الجاذبية الجسدية، مع عدم السماح بالبدانة أو الترهل والتغيير في استخدام العطور، والاسترخاء قبل اللقاء الجسدي ولو بالاستحمام السريع.

ومن المهم أيضا التسامح مع أي نقص في الإشباع في هذا اللقاء ما دام خارجًا عن إرادة الزوج، وكما قالت زوجة ذكية: لن أسمح لبعض الدقائق بإفساد حياتي الزوجية كلها؛ فلا شك أن ما أحصل عليه من زوجي وإن كان قليلا أفضل من لا شيء.

أخيرا.. اللقاء الزوجي الحميم هو مرآة للتقارب العاطفي وللتفاهم بين الزوجين، وهو فرصة أيضا لزيادة هذا التقارب وتدعيمه، متى تخلت الزوجة عن هذه التصورات غير الواقعية وتجاوبت مع زوجها برقة ونعومة وتناست كل مشاكلها معها وصنعت من هذه الدقائق أغنية حب تهديها لنفسها قبل أن تمنحها زوجها، ولتكون بمثابة استراحة لتجديد العلاقات ومدها بالمزيد من الحيوية والمودة وهما وقود الزواج السعيد

Sunday, July 08, 2007

اخي العزيز، وأختي العزيزة:

هل فكرت يوما في هذا السؤال؟ هل لكلمة "حرام" وزن عندك؟



إن كلمة "حرام" هذه تعني أن هذا الفعل -أيا ما كان- يغضب الله.. هل ورد في ذهنك هذا الخاطر؟


نعم أنت تغضب الله عز وجل.. تغضب خالقك الذي صورك فأحسن تصويرك ووهبك كل ما تعيش فيه من نعم.. تغضب الله الذي تهتز له السموات والأرض، فهل أنت قادر على تحمل تبعات ذلك؟ كلا والله.. ليس هناك من يقدر على ذلك أبدا..

إذن دعني أسألك سؤالا آخر.. هل تعرف أن التدخين حرام؟ ستقول لي: "نعم أعرف أنها عادة سيئة ولكني لا أقدر على تركها، ففيها تنفيس لما أشعر به من غضب، وأشعر أنني لا أقدر على الاستغناء عنها مطلقا.. كما أنني لم أقرأ نصا صريحا يحرم التدخين"..

وسأرد عليك وأقول: بل هناك نصوص وليس نصا واحدا.. ألم يقل الله تعالى في كتابه الكريم: "ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث"؟ ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار"؟

ألا تعرف أنك تضر نفسك بهذه العادة؟ وإذا قلت: "هذه نفسي، فمالك أنت؟" سأقول لك: يا أخي.. إن نفسك أمانة فعليك أن تصونها، كما أنك لا تضر نفسك فقط، وإنما تضرني معك وتضر كثيرين غيري..

إن الذنب نوعان؛ نوع في حق النفس، ونوع في حق الغير، وأنت بهذه الصفة السيئة تجمع بين الأمرين وإذا كان من الممكن أن يتساهل الله في حق من حقوقه وهو الغفور الرحيم، فهل يتساهل الناس معك في حقوقهم وقد وجب أن يسامحوك ليغفر الله لك ذلك.. هل تضمن هذا منهم؟

إنك حين تشرب السيجارة الواحدة فإنك تستنشق 20 بالمائة من المواد الضارة بها؛ حيث يقوم "الفلتر" بمنع قدر من الضرر عنك، أما من حولك فيستنشقون معظم المواد الضارة.. هل تعرف أن 11000 شخص يموتون يوميا بسبب ذلك؟

هل تتوقع بعد ذلك أن يسامحك هؤلاء.. وهل تقدر على تحمل نتيجة ذلك يوم القيامة؛ حيث يأخذ الله من حسناتك فيعطيهم، ثم إذا ما نفدت حسناتك أخذ من سيئاتهم ومنحك إياها؟..

ثم إن ذنب التدخين ليس صغيراً ففيه أشياء تضاعف منه ففيه الجرأة على الله واستصغار الذنب بكثرة التعود عليه.. إن الإنسان قد يفعل ذنباً كبيراً ثم يشعر بالذنب فى حق الله فيتوب سريعاً ويرجع إلى الله فيغفر له مع أن الذنب كبير، وقد يفعل ذنباً صغيراً فلا يراه شيئاً مع أنه في حق ملك الملوك.. يقول أحد الصالحين: "لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر من تعصى".. و"بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله"..

إن الشعوب المتقدمة رصدت الكثير والكثير من أجل الحد من ظاهرة التدخين ودفع الناس على الإقلاع عنها، وتقول الأرقام إن 50% بالمائة من المدخنين في أمريكا قد توقفوا عن التدخين، كما أن 30 مليون مدخن في بريطانيا نجحوا في التحرر من عبودية السيجارة وابتعدوا عن تلك العادة..

أما نحن فمازلنا عاجزين عن مواجهة ذلك الخطر ولعل هذا ما دفع رئيس منظمة الصحة العالمية سابقاً لأن يقول مستهزئا بالدول النامية الفقيرة: "أنا لا أدرى لماذا تريد هذه الشعوب أمراضاً فوق أمراضهم بسبب كثرة ما يدخنون.. إما أنهم جهلة لا يستطيعون قراءة ما كتب لهم على العلبة -التدخين ضار جداً بالصحة ويسبب الوفاة- وإما أنهم فقراء للدرجة التي تجعلهم لا يستطيعون الحصول على العلبة فيشترون بالسيجارة (فرط) فلم يروا ما كتب لهم على العلبة"..

اقرأ يا أخي هذه الكلمات وفكر فيها جيدا، ثم أخبرني هل قررت أن تقلع عن التدخين أم ستظل أسيرا له.. هل لك تجربة في ذلك؟ هل كنت تدخن وأقلعت؟ وهل شعرت بفارق بين الحالين؟ ثم قبل هذا وذاك: "ألا تشعر بأنك قد صرت عبدا لها؟" نحن في انتظار تجاربكم..

Saturday, July 07, 2007

فكروا معانا في إيه اللي ممكن يحصل لما الحب يتحول من نعمة لنقمة

فكروا معانا في إيه اللي ممكن يحصل لما الحب يتحول من نعمة لنقمة.. لما المشاعر تترتب عليها عواقب ممكن تأثر على أفراد كتير.. أصل الحب ده مش فعل فردي، يعني مش مرتبط بالشخصين اللي بيحبوا بعض وبس، فيه أطراف كتيرة متشابكة.. طب ممكن المشاعر تيجي في وقت غلط؟ ويا ترى ده ممكن يترتب عليه إيه؟

خلونا نعيش أحداث القصة..

بعد سهرة حافلة مع أصدقائك تعود يا "أحمد" إلى منزلك.. سهرة من النوع المعتبر.. عاكست كام بنت وضحكت حتى أوجعك بطنك دخلت فيلما لمجرد الفرفشة.. تفسحت في المول.. (ضربت) كام ساندويتش.. وفي النهاية أوصلك صديقك "أشرف" بسيارته القديمة التي توقفت واضطررت لدفعها وسط كثير من السباب الذي أمطرت به صديقك لكنك في الحقيقة لست متضايقا باعتبار ذلك جزءا من المرح.

باختصار سهرة ممتعة بكل المقاييس الشبابية..

لكن نهاية الأمسية لم تكن ممتعة على الإطلاق.. بعبارة أخرى (غم).. للمرة الألف يتأكد لك صدق الحكمة المصرية "اللهم أجعله خيرا" بعد الضحك.. في أعماق المصري يقين أن المرح ليس من حقه.. لذلك يقلق في نهاية الأمسية..

والحكاية أنه شعر بجو متوتر في البيت بمجرد دخوله.. لا أحد يملك تفسيرا ولكنها ربما رائحة الحزن.. أو تلك الهرمونات التي تطلقها الغدد الصماء في الانفعالات، وتشعر بها بعض الحيوانات فتعدو ورائك عند استشعارها خوفك منها.. تقلص بطنك وقلت متوجسا بأثر رجعي: "اللهم أجعله خيرا".

الجو نصف مُطفأ.. إضاءة خافتة وماما تبكي بلا صوت.. تقشعر أنت من صوت البكاء المكتوم لأنه دليل على حزن عميق.. للعويل نغمة محببة باعتباره نوعا من التنفيس سيفضي للهدوء الشامل بعد استنفاذ الانفعالات.. لكن ماما تبكي في صمت.. تتأكد مخاوفك وتخطر على بالك آلاف التساؤلات.

بابا مات؟.. لا يبدو أنه ينوي أن يفعلها في الوقت القريب على الأقل.. على العكس لم يكن أحسن حالا منه في الأيام السابقة.. يتأنق في ثيابه بشكل غير مألوف.. جرب حلق شاربه الأسبوع الماضي وراح يستجدي كلمة ثناء، أو تأكيدا بأنه يبدو أصغر.. ينظر لمقاس حزامه في قلق ويبدو غير مرتاح لترهل عضلات بطنه.. حينما دخلتَ عليه الغرفة وجدته يمارس تمارين تقوية البطن في همة بل ودعاك لمشاركته التمرينات.. يضمخ وجهه بالكولونيا بعد حلاقة ذقنه بعد أن كان يطالبك بالاقتصاد.. كلها تغيرات لم تنتبه لمعناها وقتها لكنك ضحكت وقلت: "دعه يعيش حياته أو ما تبقى منها".. خصوصا أنه صار ظريفا الفترة الماضية وكف عن لومك لتأخرك في العودة إلى البيت ولم يعد يطالبك بالمذاكرة إلا نادرا.. في الحق يبدو مشغولا بشيء ما لكن هذا لا يهمك كثيرا.

والخلاصة أن موته ليس متوقعا هذه الأيام.. وعلى كل حال فها هو أمامك ينظر في حذر لماما المستغرقة في البكاء بشكل مدهش.. ليس مجرد البكاء فحسب ولكنه منهارة على نفسها..
"متهدلة" هذا هو الوصف الصحيح.. وكأن عضلاتها لا تحملها.. أو تشدها جاذبية الأرض دون مقاومة.

تركع بجوار الكرسي المريح.. تتساءل في انزعاج عما حدث.. ماما لماذا تبكين؟.. ماما لا ترد بل لا تشعر بك أصلا.. ترتجف من الخوف.. هل مات أحد؟.. "نوسة".. يرتفع صوتك مناديا أختك "إيناس" التي تأتي وقد عصقت شعرها للوراء فبدت جبهتها عريضة متسعة أكثر من الطبيعي وعيناها متورمتان ونظرة محذرة في عينيها.. تحاول أن تبتلع ريقك فلا تجد شيئا تبتلعه.. تشدها إلى خارج الغرفة متسائلا عما حدث..
وهناك يأتي الخبر صاعقا: بابا حيتجوز !!

يفاجئك الخبر.. تكتم سبة توشك أن تغادر شفتاك.. بابا حيتجوز!!.. تفهم –بأثر رجعي– كل التصرفات التي أثارت دهشتك -ولا أقول ريبتك فالفكرة نفسها لم تخطر ببالك قط-.. يتجوز ازاي؟.. ما هو متجوز!!.. تقول "نوسة" في وجوم: بابا اتجنن وماما حتموّت نفسها.

هذه المرة لا تبالي أن تكتم السبة.. تندفع في غضب إلى ماما المتكومة وقد بدأت تأخذ سمه رجل البيت الذي يدافع عن حقوق ماما الضعيفة.. المقهورة والمسكينة.. تحضنها في قوة.. تربت على شعرها.. تعلن غضبك وتمردك وتصمم على مواجهة أبيك فتندفع إلى غرفة نومه الموصدة بعد طرقة خفيفة لا تعني استئذانا ولكنها مجرد تحصيل حاصل.. بابا يرقد على السرير متظاهرا بالقراءة.. لكنك تعرف من نظراته الزائغة أنه لا يفهم كلمة من المكتوب أمامه وأغلب الظن أنه لم يقلب صفحة الكتاب من ساعتين على الأقل.. لكنه على كل حال يطوي الكتاب جانبا وقد أمتقع وجهه.. يحاول أن يبتلع ريقه لكنه ريقه هو الآخر يبدو ناشفا..

يقول لك في ارتباك:
أهلا يا "حمادة".. متى جئت؟..

تتجاهل السؤال وتدخل في الموضوع مباشرة:
بابا.. لماذا تبكي ماما؟

يتنحنح في ارتباك ثم يقول بصوت مهتز:
ولا حاجة.. زعلانة شوية بس بكرة حتبقى كويسة.. المهم أنت عامل إيه في المذاكرة؟

تتجاهل سؤاله الأخير وتقول في إلحاح:
"إيناس بتقول أنك ناوي تتجوز، صحيح الكلام ده يا بابا"؟

تبدو في عينيه نظرة فأر في مصيدة.. في الحقيقة يلين قلبك قليلا لإحراجه الواضح لكنك تتذكر ماما المتهدلة على الكرسي المريح فيزداد تصميمك على المواجهة..

- يعني.. الموضوع مش بالشكل ده.. أقصد مش قررت إني أتجوز.. هي فكرة يعني.. أنت عارف طبعا، صح؟

يقولها في توسل وعيناه تناشدانك أن تعفيه من الموقف المحرج لكنك تواجهه بنظرة ثابتة وتقول في سماجة:

- لا مش فاهم.. حتتجوز بصحيح؟
- محتمل، يقولها في ارتباك متجنبا النظر لعينيك.
- وماما؟.. تقولها في لوم بصوت مرتفع يوشك أن يكون وقحا.
- مالها؟ يقولها بابا متظاهرا بالبراءة فيفور دمك.
- مالها أزاي بس؟.. تفتكر حتكون مبسوطة بكده.
- لا طبعا.
- طيب ما دام عارف إنها مش حتكون مبسوطة حتتجوز ليه؟


جاءت المواجهة.. أو الجزء المحرج منها.. هذه الأشياء التي لا يجرؤ الأب على ذكرها بصراحة أمام أبنائه ويتوقع أن يفهموها ضمنيا..

يستمد من إحراجه قوة ويقول بصوت واثق نوعا:
- الشرع يبيح ذلك.. الصحابة كانوا خير البشر وتزوجوا أكثر من واحدة.. حنكون احنا أحسن من الصحابة؟، يقولها بابا في لهجة ضاحكة.
- يعني الصحابة ما خلاّهومش كويسين غير إنهم اتجوزوا كتير يا بابا؟ وبعدين احنا عملنا كل حاجة ومش فاضل لنا غير التعدد؟

يرتبك بابا مثل فأر محاصر ويقول:

- لا طبعا ما أقصدش كده.. بس اللي يتجوز تاني ما عملش حاجة غلط.
- وهو زعل ماما مش غلط يا بابا؟.. (ماما اللي تعبت عشانا وعشانك) -تقولها في شبه زغرة- وتتجاهل طبعا أنها مطلعة عنيه وتشخط فيه كثيرا..

ينظر لك بابا نظرة يمكن ترجمتها "آه يا بن الكلب يا نصاب!!".. فتقول في مداهنة:

- يعني يا بابا.. أنت عارف.. الخلافات الزوجية بتحدث في أحسن العائلات.. وماما والله طيبة بس أعصابها تعبانه شوية.. وفيها إيه يعني لما تزعق لك شوية.. ده الراجل ما يبقاش راجل إلا لو بيخاف من مراته.

يضحك بابا في افتعال ثم يتذكر أن أمامه نقاشا ينبغي أن يحسم.. يضع يده على كتفك في حنان أبوي زائف ويقول لك في لهجة حكيمة:

- "حمادة".. اسمع... أنت ما عدتش صغير.. أنت بقيت راجل
(لحظتها تنظر إليه في استرابة متوقعا الأسوأ).. ولازم تكون جدع مع باباك وتلطف الجو مع ماما.. وبعدين أنا ماقلتش إني حاطلقها أو حاتخلى عن أسرتي.. وبعدين أنا إنسان ومن حقي أحب برضه (يقولها في مكر محاولا استدرار عطفك).
- ما تحب يا بابا، حد قال لك ما تحبش؟.. حبني وحب "إيناس" وحب ماما كمان (تقولها في مكر مماثل).
- طبعا طبعا باحبكم كلكم، هو أنا ليّ في الدنيا دي غيركم.. بس!!
- ما بسش ولا حاجة.. يالاّ يا بابا أنت طول عمرك ظريف ومضحي عشانا.. يرضيك ماما تنهار بالشكل ده وقلبها ينكسر؟ يرضيك "نوسة" تبقى مش عارفة توري وشها لزميلاتها ويمكن كمان ما تعرفش تتجوز!! طب سيبك مني، أنا عارف أني ابن كلب وجلدي تخين ولو حد كلمني حاضربه علقة.. إنما ماما و"نوسة" يا بابا.

يحمر وجه المسكين ويبدو محاصرا تماما بالعواطف المعوقة.. ينتابك شعور حقيقي بالإشفاق عليه.. تتأكد فجأة أن بابا الرجل الخمسيني واقع في الحب مثل مراهق صغير.. لم تكن تتصور هذا ولكنه حدث.. في الحقيقة نظرتك إليه لا تختلف عن نظرتك لبقرة حلوب.. إنه يعمل لتوفير احتياجاتك ورفاهيتك.. مجرد آلة مخلصة.. هكذا تنظر لأبيك طول الوقت غافلا أنه بشر.. من لحم ودم.. ربما يكون الحب في هذا العمر موجعا؟ من يدري؟.. الشاب في سنك لا يبالي بفتاته.. تذهب ويأتي غيرها لكن في هذه السن تكون الفرصة أخيرة وتعقبها الشيخوخة.. من الطبيعي أن يتشبث بها.

يقول بابا في محاولة يائسة:
- "حمادة" حاول تفهمني.. طول عمر أجدادنا كانوا بيتجوزوا والدنيا يعني ماكانتش بتخرب.. الستات كانوا بيعتبروا ده شيء عادي وبيتعايشوا.. بس شوية المثقفين اللي راحوا الغرب أيام "الطهطاوي" و"قاسم أمين" انبهروا باللي شافوه.. ورجعوا يقولوا كاني وماني.. وفجأة بقت السينما المصرية ما لهاش هم غير تنتج أفلام تلعن في أبو الرجل اللي بيتجوز تاني.. تعتبره خاين وفلاّت.. طبعا ده مش حقيقي يا "حمادة".. الحب ممكن يحصل فجأة وفي أي سن.. وده مش معناه إني مش باحب والدتك.. بالعكس باحبها أوي.. بس قلب الراجل واسع حبّتين.. يا أخي مش بتحب أغنية "محمد منير": أنا قلبي مساكن شعبية.. هاهاه..

- أيوه يا بابا أنا ما قلتش حاجة وعاذرك وفاهمك (تقولها وأنت تتذكر أنك كنت تحب وتقابل ثلاث بنات في وقت واحد.. الصبح "مها" والعصر "رشا" وبالليل "بسنت"، في النهاية اتقابلوا وحكوا لبعض!!.. كانت حكاية سودا).. أنا عارف إن الرجال قلبهم واسع حبتين بس برضه ماما ذنبها إيه؟ ترضى تقول لك نفس الشيء.. إنها حبت وكلام فاضي من ده.. بذمتك كنت عملت إيه؟

- كنت كسرت دماغها طبعا وطلقتها كمان.. يا بني الراجل غير الست وأنت سيد العارفين.. وبعدين ربنا أباح التعدد للراجل وما أباحهوش للست.

- معاك والله.. بس يعني ربنا ما طلبش منك تتجوز تاني يا بابا.. ما قالكش إنه حيزعل منك لو ما اتجوزتش.. ده اختيارك أنت.

وفجأة يفتح الباب وتدخل "نوسة" بوجه عابس ونظرة كارهة.. تقول بصوت مستفر :

- ممكن أدخل في الحوار ولاّ يعني الموضوع ده مش حيمس حياتي ويدمرها كمان..
- طبعا طبعا (يقولها بابا المسكين في مرح متكلف وقد أدرك أنه لا مهرب له) دمار إيه لا قدر الله.. هو احنا في العراق.. ها ها ها...


لكن أحدا لا يشاركه الضحك، تقول "إيناس" في انفعال:

- يعني أنت مش عارف حيتكلموا عليّ ازاي في الكلية وحيقولوا عني إيه؟.. طب والله العظيم لو اتجوزت ما أنا رايحة الكلية تاني وأنت حر.
- يعني إيه مش رايحة الكلية، هو شغل عيال.
- آه.. ما دام كل واحد في البيت ده بيعمل اللي على مزاجه يبقى خلاص.

تدرك أن الموضوع وصل لآفاق حرجة.. بابا تحول من الارتباك إلى الغضب.. وقاحة "إيناس" ستفسد كل شيء.. تصرخ في وجهها ناهرا فتنهار في البكاء ووقتها ينفذ غضب بابا ويعود لحالة الارتباك.. في الحقيقة هذا الرجل مسكين.. إنه يعمل في طاحونة مستمرة.. لا أحد يشعر به.. ربما خفق قلبه للحب.. أنت لا تعرف شكلها ولكنها بالتأكيد راقت له.. لم يصدق أن الحياة تتجمل له من جديد.. وبالتأكيد عانى صراعا مزمنا بين قلبه وعقله.. بين رغباته ومسئولياته.. بالتأكيد تنتظره أيام سوداء سيدخل فيها لمرحلة اكتئاب خصوصا حينما ينشغل الكل بحياته وتوأد تلك الخفقة الأخيرة في قلبه.. في الحق أنت لا تتمنى أن تكون مكانه وإن كنت تعرف أن هذا سيحدث لك بعد ثلاثين عاما أخرى، حينما تكون في سن أبيك.

وبمنطق برجماتي بحت تنتهز الفرصة.. وتقبل أبيك على خده وتنادي ماما لأن بابا عدل عن الفكرة.. يحاول بابا الاحتجاج ولكن بصوت ضعيف.. تعرف أنك ستنتصر.. الحقيقة أن هذا الرجل يحب أسرته فعلا ولن يهون عليه كسر قلوبنا.. ماما تعالي يا ماما.. ماما تتمنع.. "نوسة" تُهرع وتحضر ماما.. وكلنا نزف البشرى أن بابا عدل عن الفكرة.. في الحقيقة هو كان يمزح..

الكل غير مصدق ولكن لا بأس من ابتلاع الكذبة:

- صح يا بابا؟ مش كنت بتهزر وبتختبر ماما؟
- صح.. يقولها بابا في صوت ضعيف مشروخ.
تنظر إلى فستان أمك الكستور الكئيب.. وتقول في سرك: والله بابا غلبان وعنده حق.. وتنوي أن تطلب من "نوسة" أن تشتري لأمها كام فستان كده.. وشوية بودرة.. داهية ليحصل لك زي أبوك لما تكبر.. تقرر تأجيل الزواج لأطول فترة ممكنة.

ويكون المشهد الختامي هكذا:

كلكم جالسون على سرير بابا في مرح مفتعل تضحكون بأعلى أصواتكم وقد بدأت وجنتا ماما في الاحمرار، أما بابا فقد كبر ثلاثين سنة إضافية.

خدنا إجازة.. هييييييييه

غادة محمد محمود

من زماااااااان قوي، لما كنّا صغيّرين ومتشرّدين، رُكَبْنَا مليانة ميكروكروم وسنّتْنَا القدامانية واقعة، ماكانش فيه غير إجازة واحدة مُعترَف بيها عِيَالِيًّا (الإجازة الكبيرة)، واللي كانت بتبدأ أول ما ننزل من آخر لجنة في السنة، والتي غالبا ما تكون في فصل تانية أوَّل أو أيّ حاجة أوَّل (ماعرفش ليه).

ومن زمان قوي برضه كنا نقطّع ورقة آخر امتحان ونعملها عصافير نرميها في الهوا ونردّد في سيمفونية نشاز مرحة "لا مُذَاكْرَة بعد اليوم. لعب الكورة أهمّ أهمّ." وهذا الشعار اتفق عليه الولاد والبنات بالرغم من إن اهتمامات معظم البنات في هذه السنّ بالكورة لا تتعدى اهتمامات حضرتك بدراسة اللغة السنسكريتية.

لكن لما عجلة الزمان دارت (كح كح، اشندني يا ابني) اختلف مفهوم الإجازة كلّيّاً وجزئيا عندنا، وبدأنا نفكر في حاجة تانية غير الكورة نقضي بيها وقتنا ونقعد نعمل خطط ومشاريع وأحلام عريضة، أيْ نعم ما بتتحقَّقْش، لكن برضه بنحطّها في دماغنا، وكل واحد بيقول في سره "الوقت مش لازم يطير زيّ إجازة السنة اللي فاتت".

قبل ما نبدأ في التفاصيل ونفتح علب الألوان، فكرنا نطلّ بسرعة علي باقة الأفكار أو البدايات اللي اختارناها لكم للإجازة، نتمنّى تفتح نفـْسُكم، وتشوقكم للتفاصيل.

1. البداية من جوّه

مكان أيّ بداية دايماً بيكون من جوّاك، من نَفسك، بنحتاج لترتيب الأوراق القديمة، محاسبة النفس، لومها ومكافأتها وإعطائها فرصا جديدة، تقييم اللّي حصل والتخطيط للّي جاى، بالظبط زىّ الشجر لما بيتخلص من الورق القديم علشان يخضرّ ويزهّر من تاني.

تجاهُل الخطوة دي، بيضع على نفوسنا أعباء وضيقا مابنعرفش مصدره، أقل مشكلة بتفقدنا تركيزنا وقدرتنا علي المواصلة.

مفيش طريقة أو وقت ثابت لعمل ده، الأنسب إنك تعمل ده باستمرار وبشكل تلقائي، لكن في النهاية إنت الأقدر علي تحديد الوقت والمكان المناسبين لحوار حقيقي مع نفسك والتفكير في بدايات جديدة
.

2. 100% مكسب

إجازة يعني وقت ومساحة فاضية لمشاريع واستثمارات تفيدك علي المدى الطويل، إضافة مهارات وخبرات جديدة، أو تنمية مهارات موجودة عندك بالفعل، لازم يكون على قائمة أولوياتك في الإجازة.

الخيارات والطرق كتيرة، والموضوع بيتوقف على اللي انت بتحبّه أو متوقع استفادة منه. طبعاً القراءة حلّ ممتاز، لكن لو الموضوع جديد أو صعب عليك، فالاشتراك في دورات دراسية بيكون الحلّ المنطقي، ومهما كان الوقت والفلوس اللي هتضحي بيهم، فتأكد إنك 100% كسبان
.

3. بالهنا والشفا

باعتبارها حاجة بنعملها كل يوم، فالأكل والشرب من أكتر العادات اللي مش بس بتأثر في صحتنا سلباً وإيجاباً، دي كمان بتأثر في مزاجنا وقدرتنا علي التركيز. أجسامنا ليها مطالب ثابتة من مواد غذائية أساسية، فيتامينات وسعرات حرارية وغيرها، تجاهُل المطالب دي والتعامل معاها بشكل عشوائي بيكون ليه ردود فعل كلنا تقريباً بنعاني منها.

المتخصصون بيقولوا إن المسألة مش صعبة، وإن تبنّي عادات غذائية تضيف لحياتنا موضوع مش مكلف ولا مستحيل. لـَو الموضوع يهمّك، فالإجازة فرصة لتصليح علاقتك بجسمك، والتحول لبني آدم طبيعي بياكل ويشرب عشان يعيش، مش العكس.

4. مفهوم جديد للمتعة

(قضّيها، أيّ حاجة، مش فارقة...) وكلمات تانية كتير استعمالها كان كفيل بإفساد كام إجازة ف حياتك، الفكرة إن مفيش أيّ تعارض بين الاستمتاع بوقت فراغك والإضافة لنفسك من خلال ده. الاهتمام بحاجات جديدة في الدنيا والنظر ليها بشكل مختلف هو البداية.

الحياة مليانة هوايات وأماكن ومواضيع وأفكار، كل علاقتك بيها إنك بتسمع عنها. متتكسفش تجرب، تسأل، تروح، تحاول. الأكيد إنك هتكتشف وتتعلم حاجات جديدة، وإنك برضه هتستمتع، لأنه فعلاً مفيش تعارض..

5. هوب..هوب!!

مفيش شك إننا بنعيش في رفاهية أكتر من ناس كتير سبقونا، المواصلات ونظام الحياة اللي بيوفّر عليك الحركة لأسباب كتيرة. الحقيقة إن ده بيزيد يوم عن يوم، والرصيف المتحرّك مبقاش خيال علمي.

وكان نتيجة لكده... شباب بكروش، وآلام في الضَّهْر، وأمراض كلها ليها علاقة بقِلّة الحركة وعدم ممارسة نشاط. يمكن الظروف أحياناً مابتمنحناش الوقت الكافي لممارسة الرياضة، حتي في أبسط صورها، لكن في الإجازة مالكش حجّة، والمجال مفتوح لتعويض اللي فات، المشي وتمارين السويدي هيّ أضعف الإيمان، وباقي الخيارات بترجع لظروفك ومزاجك، بس اعمل حاجة.

6. روح جديدة للأماكن..

حيطة أُوضتك خلاص زهقت من لونها، والمكتب هاين عليه يتحرك لمكان جديد... الأماكن اللي بنعيش فيها بتشبهلنا، وبنظرة سريعة عليها تقدر تعرف إنت قد إيه محتاج تجديد، وتجديد الأماكن بيكون دايماً جزء أساسي من تجديدنا إحنا.

الموضوع مش مكلّف زىّ ما انتَ فاكر، وحاجات كتيرة تقدر تعملها بإيدك، إضافات بسيطة بتضيف روح جديدة للأماكن، وليك طبعاً.

7. الناس، الناس

ومين يقدر يعيش لوحدُه؟ ومين هيلاقي كل الناس بتفهمه وتعامله بالطريقة اللي هوّ عايزها وبس؟ مفيش طبعاً، لكن تفضل علاقاتنا الاجتماعية بكل مستوياتها محتاجة لتجديد ومرونة وتفـًهُّم وتركيز. المبادرة هيّ مفتاح التجديد، والناس بتستنى الاهتمام منّك حتى لو كان الدور عليهم لعمل ده.

مع الوقت تقدر تكتسب مهارة المبادرة بدون تكلّف أو مبالغة، وردود الفعل هتكون مدهشة وجميلة في أحيان كتيرة. في الإجازة المجال أوسع للتواصل مع الناس وتقوية أو إعادة بناء جسور معاهم.

8. اخرج برّاك شوية

مهما كانت خبراتك أو مهاراتك أو طاقتك، هيفضل عندك اللي ممكن تقدّمه للناس، للمجموع اللّي انت جزء منه، اللّي بتأثر فيك مشاكله مهما تجنّبتها، وبتستفيد من تقـَدُّمُه مهما كنت مقصّر.

افتقادنا لقيمة العطاء للآخرين، هو مشكلة حقيقية، وجزء غير أصيل من ثقافتنا، بيدعمه اعتقاد ناس كتيرة إن التطوع مجرَّد فعل ذي اتجاه واحد مفيش عائد منه، وهو اعتقاد خاطئ، غير إنه أناني طبعاً.

توجد منظمات ومؤسسات تقدر تمارس التطوع من خلالها بشكل مُنَظَّم وتتعلم منه كتير، بس إنت تقدر تعمل ده بنفسك أو مع أصحابك بأبسط الأفكار وأقل التكاليف، وثِقْ إن أفعال صغيرة بتعمل تغييرات كبيرة، وابدأ بنفسك
.

يا بلاج.. الهنا!

بمناسبة الصيف والتصييف والإجازات هنتكلم شوية عن..








بمناسبة الصيف والتصييف والإجازات هنتكلم شوية عن..