Thursday, May 31, 2012

ما الذي يمكن أن يستفيد به «طب الكبار».. من طب الأطفال؟



الأطباء يتوجهون لتوفير وسائل العناية الفائقة بالطفل المريض للبالغين
نيويورك: د. بيري كلاس * 
منذ 28 عاما، كتبت مواضيع عن سحب الدم لأول مرة، وعن الألم الذي يشعر به المريض، وعن عدم الثقة بالذات لدى طالب الطب. وفي أول خبرة لي داخل العيادة، كنت أتعلم شفرة لونية جديدة غريبة: الأنبوب ذو القمة الحمراء لكيمياء الدم، والأنبوب ذو القمة الأرجوانية لعلم الدم «هيماتولوجي»، والأنبوب ذو القمة الخضراء والصفراء.. إلخ.
وفي طب الأطفال، سرعان ما اكتشفت أن الألوان هي الألوان نفسها ولكن الأنابيب نفسها أصغر بكثير، وبدلا من تلك الإبر الكبيرة التي تعلمت أن أستعملها مع البالغين، كنا نستعمل الفراشات، وهي عبارة عن حقن ذات أجنحة بلاستيكية تمنعها من الحركة.
وقلت لنفسي: إذا كان يمكننا أن نحصل على كمية كافية من الدم بواسطة إبرة فراشية صغيرة تملأ أنبوبا صغيرا لإجراء الاختبارات اللازمة، فلماذا يجب أن نغرس إبرة كبيرة في البالغين ونملأ أنابيب كبيرة نسبيا للقيام بالاختبارات نفسها؟
ولم تكن هذه آخر مرة أتساءل فيها لماذا يعالج الأطفال بعناية أكثر من البالغين، والآن يبدو واضحا أن الاتجاهات التي ظلت لفترة طويلة من المسلمات في العناية بالأطفال، تنتقل للاستخدام إلى البالغين أيضا.

طب الكبار
* لنتحدث عن تلك الأنابيب الكبيرة. في مقالة نشرت سنة 2011 في مجلة «أرشيفات الطب الباطني» (Archives of Internal Medicine)، توصل الباحثون إلى أن البالغين الذين يدخلون المستشفى بسبب تعرضهم لنوبات قلبية وتسحب منهم كمية أكبر من الدم يكونون أكثر احتمالا للإصابة بالأنيميا (فقر الدم) أثناء وجودهم في المستشفى، والمرضى الذين يصابون بتلك الأنيميا يكونون أكثر عرضة لخطر الوفاة.

وقد أخبرني د. ميخائيل كوسيبورود، أحد واضعي الدراسة واختصاصي أمراض القلب بمعهد «سانت لوك ميد أميركا لأمراض القلب» في مدينة كنساس بولاية ميسوري، أن هذه النتيجة فاجأت بعض الأطباء، حيث إن متوسط كمية الدم المسحوب لا يبدو كبيرا بما يكفي لإحداث الأنيميا لدى البالغين الأصحاء، حيث سحب من المرضى الذين أصيبوا بالأنيميا أثناء الدراسة 174 ملليلترا من الدم في المتوسط خلال فترة وجودهم في المستشفى وإن كان بعضهم سحب منه كمية أكبر بكثير، ولا يمكن أن يؤدي سحب مثل هذه الكمية من الدم إلى الإصابة بالأنيميا لدى البالغ الذي يتمتع بصحة جيدة، لكن هذا الاحتمال يزيد في حالة من يعانون مشكلات صحية أو وهنًا في الجسم.

ويضيف أن المستشفى الذي يعمل به، مثل كثير من المؤسسات الأخرى، أصبح الآن يستعمل أنابيب أصغر حجما - ليست الأنابيب الدقيقة في الحجم، التي تتطلب تعاملا خاصا، بل حجم أصغر يمكن استعماله بصورة طبيعية داخل المختبر.
إذن؛ لماذا كان هناك من يستعمل أنابيب أكبر حجما إذا كانت الأنابيب الأصغر حجما تصلح أيضا لأداء العمل نفسه؟ يقول د. كوسيبورود: «كل ما في الأمر أنه لم يخطر ببال أحد استعمالها مع البالغين. لم يكن ينظر إلى الأمر باعتباره أمرا يستحق الاهتمام».

خوف الصغار والكبار
* ويقول د. برادلي موناش، وهو طبيب أكاديمي في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو ويعمل في جناحي طب الأطفال والبالغين: «هناك أمر ما في جوانب العناية بالطفل يؤثر في الناس. هناك أمر ما في العناية بالأطفال يتعامل معه الناس بشكل مختلف»، فالألم والخوف اللذان يشعر بهما الأطفال تجاه سحب الدم منهم، على سبيل المثال، يؤثران في الغالب على عدد مرات طلب الأطباء عمل فحوصات لهم.

ويضيف موناش أن «الخوف مقبول في طب الأطفال أكثر بكثير مما هو مقبول لدى البالغين. هناك أشياء كثيرة يمكننا استعارتها من طب الأطفال وتحويلها إلى الطب العادي».

مثلا، حين يدخل الأطفال المستشفى، نتفهم تماما أنهم خائفون، فهم يرون مكانا غريبا، وإجراءات مؤلمة، وغرباء يمسكون إبرا؛ كل هذا بالإضافة إلى الإحساس الأصلي بالمرض أو الألم. ونحن نتوقع عادة أن يبقى الآباء والأمهات مع أطفالهم في الغرفة نفسها في المستشفى، وأن يحضروا معهم أغطية وكراسي قابلة للفرد والطي من أجل النوم عليها. وحين تتطلب حالة الطفل إجراء جراحة، فنحن نعدهم بمرافقتهم طوال الوقت والحرص على راحتهم.

تقول فلورنسيا كاتانزارو، مسؤولة التنسيق في برنامج «حياة الطفل قبل دخول المستشفى» بمستشفى بوليفو بمدينة نيويورك، إنهم يقولون للأطفال إن «الوالدين سيذهبان معهما إلى غرفة العمليات وسيبقيان معهم إلى أن يستغرقوا في النوم».
وعادة ما يسمح للوالدين بالذهاب إلى غرفة الاستشفاء، حتى يمكن للأطفال رؤيتهم حين يستيقظون أو بعدها بفترة بسيطة. ولكن هل يكون البالغون حقا أقل خوفا ورهبة وارتباكا؟

بالنسبة للجراحات التي تجرى للبالغين، ليس من المعتاد أن تعد بأن يظل معه شخص في غرفة العمليات إلى أن يغرق في النوم، أو أن تسمح بوجود أفراد الأسرة في غرفة الاستشفاء. صحيح أن مستشفيات كثيرة تسمح ببقاء أحد أفراد الأسرة طوال الليل مع المريض البالغ، لكن السياسات تختلف من مستشفى إلى آخر ومن جناح إلى آخر.
يقول د. موناش: «نحن نستضيف أفراد الأسرة بصورة أكبر كثيرا في طب الأطفال. ليست لدينا ساعات مخصصة للزيارة يقوم الجميع بالانصراف بعدها».

غير أن الاتجاه الجديد في طب البالغين هو أن يتم في الغالب تصميم غرف المرضى الجديدة بحيث تصلح لاستضافة أفراد الأسرة، كغرف الأطفال تماما.

ويبدو لي أنه ينبغي أن يكون في إمكاننا أن نعد أي مريض يدخل المستشفى بأن أحد الأقارب أو الأصدقاء يمكنه البقاء بالقرب منه، وينبغي أيضا أن يكون باستطاعتنا أن نعد أي شخص يدخل المستشفى لإجراء جراحة بأنه حين يستيقظ سيجد بجانبه شخصا يعرفه.

صحيح أن هذا لن يكون على الدوام مناسبا تماما لما هو معتاد داخل المستشفيات، لكن الدرس الذي نتعلمه من أسلوب الرعاية في طب الأطفال هو أن المستشفيات سوف تعدل من نفسها. وقد كان هذا غير وارد في طب الأطفال أيضا قبل نصف قرن مضى.
ويعتبر القول المأثور: «الأطفال ليسوا مجرد بالغين صغار» أمرا أساسيا في طب الأطفال لدرجة أنه يمكنك أن تبحث في المجلات الطبية وتجده مطبقا مثلا على العلاجات الخاصة بالكسور في الوجه والفشل الكبدي وعدم انتظام ضربات القلب. وقد تعلمنا بمرور الوقت أن نكيف الرعاية الطبية مع الوظائف الحيوية المختلفة لدى الأطفال، وكذلك مع تطورهم الانفعالي.

ولكن حينما يتعلق الأمر ببعض جوانب العلاج الطبي، خاصة الإيداع في المستشفى، هنا علينا الاعتراف بأن البالغين ما هم إلا أطفال كبار. فالمرض والألم وشبح الإعاقة والوفاة، وكل تلك الأمور المألوفة في المستشفيات، تجعلنا جميعا في حالة بالغة من الضعف، في أي سن كنّا، وفي أمس الحاجة إلى الإحساس بالاطمئنان والراحة. ويعتبر الدم وسيلة تذكير جيدة بأن كل مريض لا بد من معالجته بطريقة تصون كل قطرة من القوة وسرعة التعافي لديه.

Thursday, May 24, 2012

14 طريقة تعلم طفلك الاحترام


في حياة كل منا طفل صغير... يحتاج كى ينمو الى الرعاية و العناية و الاهتمام كالزرعة الصغيرة التى نرعاها حتى تصبح شجرة كبيرة، وكما يحتاج الطفل  إلى الماء و الغذاء الذى يبقيه على قيد الحياة.
عاطفة الطفل وصحته النفسية
والعاطفة إحدى مقومات شخصية الطفل والتى لابد ان نوليها اهتمام كبير؛ كي يتمتع مستقبلا  بالصحة النفسية و النضج العاطفى ، فالطفل في سنين حياته الاولى يعتمد على عاطفته فى فهمه لذاته و فهمه للحياة من حوله ..فعقله الصغير لم ينم بعد و لم يكتسب من الخبرات ما تؤهله لهذا الفهم ..لذلك نجده يعتمد على مشاعره و احاسيسه فى التعامل مع واقعه.
وإهمال هذه الحقيقة أو الجهل بها تجعلنا نتهاون في احترام احتياجاته العاطفية وحمايته من الأمراض العاطفية؛ والتي من الممكن أن يتعرض لها فضلا عن الاهمال فى تنمية و ترقية هذه العواطف.
الحاجة إلى الاحترام
ومن أهم الاحتياجات النفسية التى يحتاجها الطفل و كثيرا ما نهمل فى منحها اياه خلال سنين حياته الاولى هى الحاجة الى الاحترام .
يظن الكثير منا أن الطفل لا يفهم معنى الاحترام و لا يشعر به مما يدفعنا الى سهوله اهانته اللفظية و البدنية  ولا نجد أي حرج في ذلك ؛ لأنه طفل لا يفهم ولأننا بنربيه، و مع الإهمال يظهر اثر هذا الاهمال فى شخصية لا تحترم الاخرين ولا تحترم مشاعرهم بالايذاء اللفظى و البدنى.
فنجد الأم تشتكى من أن ابنها يضرب اخواته أو أصحابه ...و يعضهم و يؤذيهم ..ياخذ اشياءهم ..يسبهم ...يتعامل بعنف معهم .
وقد تشتكى من انزواء الطفل و ضعفه ..يضربه اصحابه فلا يدافع عن نفسه ..يسبه الاخرون فلا يحرك ساكنا ..ضعيفا بليدا لا مباليا.
وهذه نتائج عدم الاهتمام بمشاعره،  و إيذائه المستمر وعدم احترامه فيكون رد فعله شخصية انفعالية منتقمة او شخصية منزوية تفضل الانعزال حتى لا تتعرض لمزيد من الأذى .
الطفل يحتاج إلى الاحترام أكثر مما يحتاجه الكبير ...لان الكبير لديه من العقل ما يجعله يتقبل بعض الاهانات البسيطة والتى يعلم أنها غير مقصوده من أحب الناس إليه كوالديه مثلا ..لكن الطفل لايعلم ذلك؛ لان عقله لم ينم بعد و بالتالى وقع الاهانات والاذى النفسى  قد تكون أكبر من وقعها على الكبير العاقل البالغ.
يحتاج الطفل إلى الاحترام حتى ينشأ انسانا محترما فى ذاته (بفتح الراء ) محترما لغيره (بكسر الراء ) وذلك عن طريق:
- احترم شخصيته و تفرده عن غيره فلا تقارنه بالاخرين من اقرانه ..اصحابه أو أخوته ..فالمقارنة كما هى مؤذية لك فهى تؤذيه أيضا.
- احترم شخصيته بسلبياتها (القبول ) : لا تعايره بعيوبه و اخطائه فهو طفل من حقه أن يخطئ كي يتعلم بالتجربة.
- احترم عقله و فهمه للامور حسب عمره، فلا تسخر من افكاره و كلماته و اسئلته البسيطة .
- احترم مشاعره و احاسيسه و تعامل معها بجدية فلا تتجاهل غضبه و لا تقلل من قيمه مشاعره، و لا تهمل فرحته و سعادته.
- احترم لغته و الفاظه و طرق التعبير عن ذاته ولا تهزأ بطريقة نطقه للكلمات أو بأسلوب كلامه كالتهتهة مثلا .
- احترم قدراته و امكانياته فلا تكلفه مالا يطيق و لا تقلل من حجم ملكاته ومهاراته .
- احترم اشياءه و ملابسه و لعبه فلا تتعامل معها وكانها ملك عام ؛ بل استأذنه إن احتجت شيئا منها .
- احترم شكله و ملامحه ولا تسخر منها .
- احترم رغباته و حاجياته بان توافقه عليها وتناقشه فيها ولكن لا تسارع إلى تلبية أي رغبة إلا في حدود المعقول والمقبول.
- احترم علاقاته و اصدقاءه فلا تسخرمنهم و لا تكن دائم النقد لهم و العيب فيهم.
- احترم مدرسيه و مدربيه الذين يحبهم، فلا تذكرهم امامه بما يكرهه.
- حاول أن تتعامل مع طفلك كانسان محترم تقدره و تحترمه حتى ينشا كما تريد.
وإليك بعض السلوكيات المدمرة لاحترام  الطفل لنفسه و لك و للآخرين:
- النواهي مع التهديد  بدون فهم؛ لماذا هذا منهى عنه.
- الأوامر مع التهديد بدون فهم لماذا هذا مامور به .
- النقد الهدام و التركيز على الفشل والأخطاء.
- الإهمال لحديثه و الانشغال المستمر عنه، و عدم منحه الوقت الكافى للحديث معه.
- العبوس فى وجهه بشكل مستمر.
- المقاطعة لفترة طويلة.
- السخرية من شكله أو تصرفاته أو بعض صفاته و كلماته.
- اللمز و التغامز عليه.  
- التنابز بالالقاب والقاء القاب ساخرة أو معيبة عليه.
- الحديث عن اخطائه امام الناس(الفضيحة ).
- الغيبة و ذكر اخطائه وعيوبه للناس، وتعريفه أنك قلت عنه هذا.  
- السب و الشتم و التجريح و التعيير.
- الضرب  والصراخ وهو من أبشع الإيذاء النفسي، والذي نتهاون فيهما كثيرا.
التعامل مع الطفل يحتاج قدر كبير من الحساسية للاسف نفتقدها فى تعامل الكبار بعضهم مع بعض ..و لكن تأثيرها على الطفل توجد جروحا وندوبا قد تؤثر على التكوين العام لشخصيتة .
وكما ترعى الشجيرة الصغيرة بتغذيتها و حمايتها من الامراض ..لابد أن تعطيها من الفيتامينات و الاملاح التى تساعد على نموها
وإليك سلوكيات تساعد الطفل على احترام ذاته، و تعلمه كيف يحترم الآخرين:
- افصل دوما السلوك عن الشخصية : لاتقل أنت مهمل و لكن قل : أنت لا ترتب حجرتك ..لا تتهم الطفل بصفات عامة حتى لا تترسخ فى عقله صورة سلبية عن نفسه.
- الطفل غير مسئول عن تحقيق طموحك و توقعاتك،  فلا تكلفه من المذاكرة و الاجتهاد ما لا يطيق .فلكل طفل قدرات .
- اعترف باستقلاله و فرديته، فهو ليس صغيرا و ليس تافها .
- امنح لكل طفل ما يسعده، واحترم الاختلاف بين ابنائك.
- تقبل اقتراحات ابنك و ناقشه فيها : الطفل مبدع يطرح افكار مبدعة.
- تقبل صداقات الطفل .و ناقشه حول المشاكل و الاخطاء التى تقابله معهم .
- قارن  بين واقع الطفل و ماضيه ليس بينه و بين الآخرين : درجاتك  الشهر الماضى  كانت أفضل من درجاتك هذا الشهر
- كلف الطفل ببعض المهمات التى تتناسب مع قدراته و شجعه و علمه. كيفية تنفيذها فان ذلك يعطيه الثقة فى نفسه و احترام ذاته.
وأخيرا تعامل مع طفلك كما تعامل انسان كبير فى احترامه و تقديره حتى يعاملك بنفس الاحترام و التقدير.
فما تزرعه ستحصده بعد حين.
المصدر: موقع اون اسلام (دعاء راجح)

Sunday, May 13, 2012

نتائج قياسات ضغط الدم.. ومدلولاتها



معدلاتها الطبيعية تؤمن حياة صحية
د. عبير مبارك
قلب الإنسان يعمل في حالة متواصلة من تعاقب الانقباض والانبساط، وفي كل انقباضة للقلب يتم ضخ الدم إلى شرايين الجسم، وهذا الضخ الساري بقوة في الشرايين يشعر به أحدنا كنبضة القلب إذا ما وضع أصبعه على الشريان الموجود في باطن معصم اليد. وفي كل ارتخاء وانبساط للقلب يسكن القلب ويهدأ كي يتم استيعاب الدم الوارد إليه، ونشعر بسكون ارتخاء وانبساط القلب عند السكون في شريان المعصم في اللحظات القصيرة ما بين كل نبضة والتي تليها.قياسات ضغط الدم إن شرايين الجسم عبارة عن شبكة لأنابيب تمديدات توصيل الدم من القلب إلى أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة، ولكي يتم ضمان توصيل الدم إلى هذه الأعضاء والأنسجة يجب على الشرايين أن تهتم بأمرين، الأول: ضمان استمرارية وصول الدم إلى هذه الأعضاء والأنسجة. والثاني: ضمان أن لا تتلف هذه الأعضاء والأنسجة ولا تتأثر سلبيا بالقوة الهيدروليكية الهائلة نسبيا التي يتدفق الدم بها حال ضخ القلب له. والحل الذي تقوم به الشرايين للاهتمام بهذين الأمرين هو تكوين مقدار معين من الضغط للدم Blood Pressure داخل مجاري الشرايين. وإذا ما كان ضغط الدم مرتفعا Hypertension فإن أعضاء الجسم وأنسجته ستستقبل قوة هيدروليكية عالية طوال الوقت، ما يعني ارتفاع احتمالات حصول التلف واختلال الوظيفة مع مرور الوقت. وإذا ما كان ضغط الدم منخفضا Hypotension فإن أعضاء الجسم وأنسجته لن تستقبل الكميات اللازمة لها من الدم، ما يعني انخفاض مستوى تغذيتها وانخفاض مستوى تزويدها بالأكسجين، وبالتالي تلفها وضعفها عن أداء وظائفها.
من هذا ندرك أهمية أن يكون هناك مقدار معتدل من ضغط الدم داخل الشرايين، وندرك أضرار ارتفاعه أو انخفاضه، كما ندرك معنى الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي.
ويتم عادة تسجيل قراءة قياس ضغط الدم كرقمين، يتم كتابة أحدهما فوق الآخر مثل البسط والمقام للكسر، وذلك بالهيئة التالية: 117/ 76. وتُقرأ 117 على 76 ملليمتر زئبق. ويمثل الرقم الأعلى 117، مقدار قراءة قياس ضغط الدم الانقباضي Systolic، أي مقدار ضغط الدم داخل شرايين الجسم في لحظات حالة انقباض عضلة القلب لضخ الدم إلى جميع شرايين الجسم. أما الرقم الأسفل 76، فهو مقدار قراءة ضغط الدم الانبساطي Diastolic، أي مقدار ضغط الدم داخل الشرايين في لحظات حالة انبساط وارتخاء عضلة القلب لاستيعاب الدم المقبل إليه من أوردة الجسم الكبيرة.
وما يحرص الطبيب عليه هو الحصول على «التقييم الدقيق» لوضع مقدار ضغط الدم داخل الشرايين لدى الإنسان، ويُعد جدولا بيانيا لمقدار قراءات قياس ضغط الدم لديه عبر مرور الزمن. وتتضمن إرشادات رابطة القلب الأميركية ضرورة قياس الضغط في الشرايين بدءا من بلوغ المرء 20 سنة، ثم تكرار قياسه مرة كل سنتين على أقل تقدير في حال ما تكون نتائج قراءة ضغط الدم أقل من 120/ 80 ملليمتر زئبق.
تغير المقادير ومقدار ضغط الدم شيء متغير بشكل ديناميكي متحرك، وكما أن مقدار الضغط الانقباضي يرتفع عن مقدار ضغط الدم الانبساطي، أي يتغير أثناء مراحل النبضة الواحدة للقلب، فإن ضغط الدم الانقباضي والانبساطي كذلك يتغيران بين كل نبضة والتي تليها، وكذلك يتغير بين دقيقة وأخرى، وأيضا يتغير بين أوقات النهار وأوقات الليل، وكذا حال الراحة وحال القيام بأنواع شتى من المجهود البدني، وكذلك يختلف بين حالة استلقاء الجسم أو الجلوس أو القيام، ويتغير كذلك بعد تناول الطعام أو شرب القهوة أو الشاي أو التدخين عن الحالات الأخرى. ولكن مع كل هذه التغيرات والاختلافات في مقدار ضغط الدم، يجب أن يكون ضغط الدم أقل من 120 على أقل من 80 بالنسبة للإنسان البالغ الذي تجاوز عمر 20 سنة كي يقال عنه «ضغط دم طبيعي». وتذكر الإحصائيات الطبية في الولايات المتحدة، وفق ما تشير إليه رابطة القلب الأميركية، أن واحدا من بين كل ثلاثة بالغين لديه ارتفاع في ضغط الدم، وتحديدا 33 في المائة من البالغين هم كذلك.
وإذا ما كانت قراءة قياس ضغط الدم أعلى من المقدار الطبيعي، سواء في الانقباض أو الانبساط، فإن الطبيب سيقوم بإجراء قياس متكرر لمقدار ضغط الدم خلال فترة زمنية تمتد لبضعة أسابيع، أو يطلب من المرء أن يُجري قياس ضغط الدم بشكل متكرر في المنزل، وذلك قبل الإعلان عن إصابة الشخص بمرض ارتفاع ضغط الدم. وهذا أمر تؤكد عليه رابطة القلب الأميركية لعموم الأطباء ولعموم الناس كي يتم تشخيص الإصابة المرضية لارتفاع ضغط الدم على يقين. وتحديدا تنص الرابطة بالقول: «إن قراءة واحدة مرتفعة لمقدار ضغط الدم ليس معناها بالضرورة أن الشخص لديه مرض ارتفاع ضغط الدم، ولكن إذا ما تكررت ملاحظة أن نتائج قراءات قياس ضغط الدم هي 140/ 90 أو أعلى من ذلك عبر فترة زمنية، أي إما أن الضغط الانقباضي هو 140 أو أعلى من ذلك، أو أن الضغط الانبساطي هو 90 أو أعلى من ذلك، فإن الطبيب سيذكر للمريض إصابته بمرض ارتفاع ضغط الدم وسيباشر البدء ببرنامج علاجي للعمل على خفض ضغط الدم لعودة قراءات قياسه إلى المقدار الطبيعي».
ارتفاع ضغط الدم
* والجدول البياني المرفق بعنوان «فئات ارتفاع ضغط الدم» هو من وضع رابطة القلب الأميركية American Heart Association في إصداراتها الحالية لتصنيف ارتفاع ضغط الدم. ولمن تجاوزوا سن الثامنة عشر عاما، تصنف الهيئات الطبية في الولايات المتحدة قراءات قياس ضغط الدم إلى أربعة فئات، وهي:
* الفئة الأولى: ضغط الدم الطبيعي، وهو حينما يشير القياس إلى أقل من 120/ 80 ملم زئبق.
* الفئة الثانية: ضغط دم في مرحلة ما قبل الارتفاع المرضي، أي حينما يشير القياس إلى ما بين 120 إلى 139 بالنسبة للضغط الانقباضي، وإلى ما بين 80 إلى 89 بالنسبة للضغط الانبساطي.
* الفئة الثالثة: ضغط دم في المرحلة الأولى من مرض ارتفاع ضغط الدم، أي حينما يشير القياس إلى ما بين 140 إلى 159 للضغط الانقباضي، أو ما بين 90 إلى 99 بالنسبة للضغط الانبساطي.
* الفئة الرابعة: ضغط دم في المرحلة الثانية من مرض ارتفاع ضغط الدم، وهي المرحلة الأكثر شدة، أي حينما يشير القياس إلى ما فوق 160 بالنسبة للضغط الانقباضي، وإلى ما فوق 100 بالنسبة للضغط الانبساطي. ومن المهم ملاحظة أن أي ارتفاع في مقدار الضغط الانبساطي أو الانقباضي عن المعدل الطبيعي، هو شيء مهم لتشخيص الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم. ولذا، فإن هناك من هم مصابون بمرض ارتفاع الضغط الانقباضي، وآخرون بمرض ارتفاع الضغط الانبساطي، أو بكليهما.
* أما مرحلة «أزمة ارتفاع ضغط الدم» hypertensive crisis، فيكون فيها مقدار الضغط الانقباضي 180 وما فوق، أو يكون فيها مقدار الضغط الانبساطي 110 وما فوق. وهنا ترشد رابطة القلب الأميركية إلى ضرورة الانتظار بضع دقائق وإعادة القياس، وإذا ما كان مرتفعا بالمقدار المتقدم ذكره، فإن الواجب النظر إلى الحالة بأنها حالة إسعافية تتطلب تدخلا طبيا طارئا للعمل على خفض هذا الارتفاع في ضغط الدم بطريقة متدرجة، وليس بطريقة متسرعة لخفض الضغط إلى مستويات متدنية, وهذا أمر مهم، أي العمل على الخفض المتدرج لارتفاع ضغط الدم.
* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض a.mobarek@asharqalawsat.com

Tuesday, May 01, 2012

الاحتفال بعيد العمال بدأ عالميا فى 1886 مع إضراب عمال أمريكا.. ومصر احتفلت به عام 1924 بالإسكندرية..




تعود فكرة الاحتفال بعيد العمال بعد تطور الحركة النقابية الأمريكية ونجاح مجموعة من القيادات النقابية فى تكوين هيئة قومية للعمال عام 1886 وهى "الاتحاد الأمريكى للعمل" وتبنى هذا الاتحاد الدعوة لاعتبار يوم الأول من مايو 1886 يوم للإضراب العام، من أجل مطلب يوم العمل ذى الثمانى ساعات فى جميع الصناعات.

وجاء أول مايو 1886 ليشهد أكبر عدد من الإضرابات العمالية فى يوم واحد فى تاريخ أمريكا، حيث وصل عدد الإضرابات التى أعلنت فى هذا اليوم نحو خمسة آلاف إضراب واشترك فى المظاهرات 340 ألف عامل وكان الشعار المطلبى المشترك لأحداث هذا اليوم هو "من اليوم ليس على أى عامل أن يعمل أكثر من 8 ساعات".

وفى اليوم التالى 4 مايو عقد العمال مؤتمرًا فى ميدان عام بالمدينة للاحتجاج على وحشية الشرطة، وبدأ المؤتمر بحضور نحو 1300 عامل وكان عمدة المدينة قد حضر جزءا من المؤتمر ثم انصرف، بعد أن اطمأن أن الوضع الأمنى تحت السيطرة، ولكن عندما أعلن الزعيم العمالى صمويل فيلدن ليختتم الاجتماع اقتحمت قوات الشرطة المؤتمر وبدأت تأمر بفضه، وسرعان ما تحول الوضع إلى مواجهات دامية بين العمال والشرطة قتل فيها أربعة من العمال، وأصيب مائة فى حين قتل أيضًا سبعة من رجال الشرطة.

وتعرض خلال الليلة التالية عمال شيكاغو إلى حملة إرهابية وقمعية غير مسبوقة من قبل الشرطة وأصحاب الأعمال، تضمنت مداهمة البيوت والتفتيش وحملات اعتقال واسعة النطاق، وأسفرت الحملة عن إلقاء القبض على ثمانية من القادة العماليين وجرت محاكمتهم بصورة عاجلة فى جو من الإرهاب، وأصدر القاضى الذى كان فى نفس الوقت رئيس إدارة شركة الصلب الأمريكية، وكان عمالها من المشاركين فى إضرابات أول مايو أصدر حكمًا بالإعدام على القيادات الثمانية، وفى الحادى عشر من نوفمبر 1887 نفذ حكم الإعدام فى أربعة منهم، وهم: أوجست سبينز وأدولف فيشر والبرت بارسونز وجورج إنجيل. 

أما فى مصر وبالتحديد عام 1924 نظم عمال الإسكندرية احتفالاً كبيرًا فى مقر الاتحاد العام لنقابات العمال، ثم ساروا فى مظاهرة ضخمة حتى وصلت إلى سينما "باريتيه"، حيث عقد مؤتمر ألقيت فيه الخطب.
ورغم حظر الحزب الشيوعى المصرى الأول والسياسات القمعية للحكومات البرجوازية ومحاولات منع المسيرات والمؤتمرات بمناسبة أول مايو، ظلت الحركة النقابية المصرية تحتفل بالمناسبة وتنظم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينيات والأربعينيات رغم الصعوبات والقمع ولكن مع وصول جمال عبد الناصر إلى السلطة والتأميم التدريجى للحركة العمالية أخذت المناسبة شكلاً رسميًا وتم استيعاب المناسبة، وفى عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام القيادات يتقبله هؤلاء النقابيين بالتهليل والتصفيق والشكر والإجلال لانحيازه للعمال الكادحين.

واستمر الاحتفال الرسمى بعيد العمال بهذا الشكل الرسمى حتى الاحتفال بعيد العمال عام 2011 عقب سقوط الرئيس المخلوع مبارك، فلأول مرة يتغيب الوزراء ورئيسهم عن الصفوف الأولى، ويفتتح الاحتفال الدكتور أحمد البرعى وزير القوى العاملة والهجرة، ولم يهتف العمال خلال هذا الاحتفال "العلاوة يا ريس".