Monday, June 28, 2010

غسالة الملابس الكهربائية .. وسيلة حديثة لنقل العدوى


6/28/2010 3:32:00 PM
غسالة الملابس الكهربائية .. وسيلة حديثة لنقل العدوى
(غسيل الجدة) في العصور السابقة باستخدام الماء الساخن يتفوق على الغسالة الإلكترونية، من ناحية تعقيم الملابس، وفقا لخبراء ألمان في الصحة.
إن كانت غسالة الملابس الحديثة قد تفوقت كثيرا على سابقاتها من ناحية حمايتها للبيئة واقتصادها في الطاقة وصرف الماء، ناهيكم عن تحرير الغسالة الإلكترونية للمرأة من شدة العمل في الغسيل بالماء البارد، وهو ما أهلها لنيل لقب «الاختراع الأول» الذي ساهم في تحرير المرأة من المطبخ وغرفة الغسيل.
فإن الخبراء يعتقدون أن البرامج الاقتصادية في هذه الغسالات، التي تضمن نظافة الملابس بدرجات حرارة واطئة، تساهم في نقل عدوى عدد من الأمراض، وخصوصا الأمراض الجلدية.
ويقول عالم الجراثيم الألماني هيلموت موخا، من معهد هوهنشتاين في مدينة بوننغن، إنه حينما يحذر من خطر انتقال الجراثيم عبر الغسيل في برامج الغسالات الإلكترونية التي تستخدم درجة 30 مئوية فقط، فإنه لا يريد نشر «سيناريو» رعب، لأن برامج الحرارة المنخفضة تقتصد بالماء والطاقة، لكنها تقتصد أيضا بالقدرة على قتل الجراثيم.
بكتيريا مرضية وأثبتت دراسات أجراها موخا أن بكتيريا مرضية مثل «ستافيلوكوكوس أوريوس» (المكورات العنقودية)، التي قد تسبب الإسهال أو التهابات الجلد، لا تقتلها البرامج الاقتصادية في الغسالات رغم المواد المعقمة التي تحتويها بعض مساحيق الغسيل.
ومقاومة البكتيريا المقاومة لأنواع المضادات الحيوية التقليدية أقوى بالطبع، ويكون خطرها مضاعفا عند استخدام البرامج الاقتصادية في العيادات والمستشفيات.
ويمكن أن تكون برامج الغسيل بدرجة 30 مئوية مسؤولة عن انتشار حالات الإسهال التي يسببها «نوروفيروس»، وهو فيروس معوي، معروف بمقاومته للحرارة والمضادات الحيوية، ولهذا فقد قام معهد روبرت كوخ، الحكومي الرسمي، بتكليف معهد هوهنشتاين بإجراء الفحوصات عن مدى تورط الفيروسات والبكتيريا الدائرة مع أسطوانة الغسيل في تدوير العدوى.
خطر الغسيل
كما كلف المعهد عددا من المؤسسات المماثلة للبحث عن مسحوق غسيل خاص لا يغسل الأقمشة وحسب، خصوصا في المستشفيات، وإنما يعقمها ويضمن حصول أفضل مزيج مطهر من الماء والصابون والمواد المعقمة وفي درجات حرارة واطئة، بين هذه المؤسسات معهد الأبحاث الجرثومية في جامعة فاغننغن الهولندية.
ويشير بول تيربسترا، من هذا المعهد، إلى أن الأبحاث التي أجراها على الغسيل بدرجة 30 مئوية وباستخدام مختلف مساحيق الغسيل، غير المحتوية على المواد القاصرة، تثبت أن الكثير من الجراثيم تتعدى حاجز التعقيم في هذه البرامج، بل إن الغسيل بدرجة 40 مئوية لا يغير الكثير من هذا الواقع.
وتستطيع بكتيريا ستفيلوكوكوس، والإنترو بكتيريا، العيش بسهولة في الملابس التي غسلت بمثل هذه البرامج، وتقل البكتيريا بنسبة 10 ـ 90% عند الغسيل بدرجة 60 مئوية، حسب نوع المواد المستخدمة في الغسيل، لكن الخطر لا ينتهي تماما.
وأخضعت جامعة ميونيخ التقنية أبحاث تيربسترا للفحص فوجد باحثوها أن معظم البكتيريا والفطريات تختفي من الملابس المغسولة بدرجة 60 مئوية. وأثبتوا أن «عث أسبرغيلوس» وفطريات «كانديدا البكانس» المعوية، التي يمكن أن تطلق نوبات الربو عند الذين يعانون منها، أنها طورت قوى مضادة للحرارة ومساحيق الغسيل.
وتكثر البكتيريا العضوية عادة في حفاضات الأطفال وملابسهم الداخلية، وفي المناشف المستخدمة في تجفيف اليدين والصحون في المطابخ، بينما تكثر الفطريات في الجوارب، ويمكن لهذه البكتيريا أن تتجمع في المياه القليلة التي تتبقى في الغسالة الإلكترونية بعد انتهاء الغسيل، وأن تشكل الخطر القادم لدفعة الغسيل القادمة.
نصائح لتقليل المخاطر سبق لمعهد «بحث المخاطر على المستهلكين» أن نصح السكان منذ عام 2005 بضرورة غسل الملابس الداخلية والجوارب كل بشكل منفصل وبدرجة حرارة لا تقل عن 60 مئوية، كما نصح المعهد أيضا بغلي أو اعتماد درجة عالية في غسل قطع الأقمشة المستخدمة في تنظيف المطبخ والأرض والسطوح، وحذر من خطورة الماء المتبقي من هذا الغسيل على دفعة الملابس اللاحقة، إلا أن معظم السكان لم يتبعوا نصائح المعهد الذي دعا عمليا إلى «بسترة» الملابس، كما هو الحال في بسترة الحليب.
ونشر المعهد نصائح بعض الأطباء الألمان الذين اقترحوا تمرير الملابس الداخلية والجوارب بمرحلة إضافية تلي الغسيل وتركز على تعقيم الملابس باستخدام البخار أو الكي أو ما يشبه ذلك، ودعا الأطباء إلى تطوير برامج الغسالات الإلكترونية بحيث تشمل برامج التعقيم أيضا، فدرجة حرارة 30 مئوية لا تكفي لقتل الفطريات في الجوارب أو في ملابس النساء الداخلية.
وفي حين حذرت مجلة «ايكو ـ تيست»، المعروفة، من خطر بعض المواد المعقمة، واتهمتها بالتسبب في الحساسيات والربو، وطالبت باختراع معقمات جديدة غير ضارة بالإنسان والبيئة، دعت شركة «هينكل» (التي تنتج مسحوق «برسيل») العوائل، التي ليس فيها شخصا مريضا، بالاكتفاء بالغسيل بدرجة 40 مئوية، ودعا ديرك بوكمول، من «هينكل»، في حالة وجود حالة التهاب فطريات أو جلد في العائلة، بغسل ملابس كل فرد على حدة، واستخدام درجة 60 مئوية في غسل الجوارب والملابس الداخلية.
وقال بوكمول: إن المستهلكين ينسون دائما ضرورة فتح باب الغسالة وباب ملء الصابون تماما بعد الغسيل كي تتبخر المياه من جوف الغسالة ولا تركد فيه، ومن الضروري بين فترة وأخرى أن تشغل الغسالة الإلكترونية بلا ملابس وباستخدام المواد المعقمة القوية.

Friday, June 18, 2010

غير أسلوب حياتك".. تحمي نفسك من سرطان القولون



محيط ـ مـروة رزق





أعلنت الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان "CanSurvive" عن إطلاق حملة "غير أسلوب حياتك" للوقاية من أورام الجهاز الهضمي في مصر، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجمعية الأربعاء، تحدث عدد من كبار الأطباء عن انتشار أورام الجهاز الهضمي في مصر وارتباط ذلك بانخفاض مستوى الوعي بالعادات الصحية السليمة.

وعلق الدكتور محسن مختار رئيس الجمعية وأستاذ مساعد الأورام بجامعة القاهرة، قائلاً: "يعد سرطان القولون والمستقيم من الأورام الرئيسية التي تصيب الجهاز الهضمي ويبلغ معدل الإصابة به 11.5% من إجمالي حالات الإصابة بالسرطان على مستوى العالم، كما يمثل ما بين 3 إلى 6% من إجمالي حالات الإصابة بالسرطان في مصر".
وأوضح مختار أن سرطان القولون والمستقيم يعد السبب الثاني في حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالسرطان على مستوى العالم ويودي بحياة 700.000 شخص سنوياً أي حوالي 2.000 حالة وفاة يومياً.
وأكد مختار أن ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في سن مبكرة "دون الثلاثين" من المؤشرات المقلقة التي نلاحظها في مصر، وهو ما يختلف عن المعدلات العالمية، حيث يزيد متوسط العمر عن 50 عاماً عند الإصابة، مما يعني أن المرض لا يستهدف كبار السن فقط، إنما أصبح يمثل خطراً على شبابنا ومستقبلنا.
ويرى الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة ومدير مركز علاج الأورام بالقصر العيني على ضرورة الفحص الدوري، مشيراً إلى أن الفحص الدوري يساعد على ارتفاع فرص الشفاء من سرطان القولون والمستقيم والتي تصل إلى 90% عندما يتم اكتشاف الإصابة في مرحلة مبكرة، خاصةً مع ظهور العلاج الموجه والذي أحدث طفرة في نسب الشفاء، ولكن هذه النسبة تنخفض بشكل ملحوظ عندما يتم اكتشاف المرض في مراحل أكثر تقدماً.
وكشف الدكتور محمد أبو الغيط أستاذ التغذية بجامعة القاهرة وسكرتير عام الجمعية المصرية لدراسة السمنة عن وجود علاقة وثيقة بين السمنة والإصابة بأورام الجهاز الهضمي، مؤكداً أن الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مرتبطة بشكل مباشر بالعادات الغذائية السيئة، كما أن الارتفاع المستمر في نسبة السمنة في مصر يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بأمراض عديدة على رأسها سرطان القولون والمستقيم.
وعرضت الأستاذة منى بهاء أمين صندوق الجمعية، تجربتها الشخصية مع مرض السرطان قائلة: "إن الإصابة بالسرطان تجربة صعبة للغاية ولكن هذه التجربة أخرجت أحسن ما عندي وهذا هو بالضبط ما أريده لكل من يمر بتجربة الإصابة، أن تكون لديهم القدرة على التعامل مع مراحل المرض المختلفة والتعايش معها لحياة أفضل". 
ويعد شهر مارس هو شهر التوعية العالمي بسرطان القولون والمستقيم. وفي هذا الإطار تطلق الجمعية المصرية أول حملة توعية متكاملة على مستوى الجمهورية تهدف إلى تشجيع إتباع أسلوب حياة صحي كوسيلة أساسية للوقاية من الإصابة بأورام الجهاز الهضمي.
يذكر أن حملة التوعية تستمر خلال شهر مارس وتركز على أربعة عناصر أساسية للوقاية من أورام الجهاز الهضمي وهى: إتباع نظام غذائي صحي وأسلوب حياة نشط والامتناع عن التدخين والفحص الطبي المنتظم.
ما هو سرطان القولون والمستقيم؟





ينمو سرطان القولون إما على جدار سليم أو نتيجة تحورات في زوائد قولونية ناتجة عن استعداد جيني "خلقي" للمواد المسرطنة، وعادةً ينمو الورم على مدار سنوات ثم يبدأ في الانتشار من خلال جدار القولون أولا ثم إلى الغدد الليمفاوية وبالتالي الدم، ومن هنا ينتشر الورم إلى أعضاء الجسم الأخرى مثل الكبد والرئة.

ما هى أعراضه ؟
تتشابه أعراض سرطان القولون والمستقيم في المراحل المبكرة مع أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي، إن ظهور بعض العلامات تستدعي نصيحة الطبيب المختص وهى:
- تغيير في عادات الجهاز الهضمي (إسهال إلى إمساك أو العكس).
- وجود دم من الشرج.
- انتفاخ في البطن غير مستجيب للعلاج التقليدي.

أما في الحالات المتأخرة تكون هي أعراض المكان الذي انتشر فيه الورم مثل تضخم في الكبد أو ظهور صفراء (الكبد) أو ضيق في التنفس (الرئة).
ما هى العوامل التي تزيد الإصابة بالمرض ؟






إن التاريخ العائلي أو الشخصي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو الأورام الحميدة والتعرض المتكرر لالتهابات الأمعاء تجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وهناك عوامل هامة مرتبطة بنمط الحياة تزيد من خطر الإصابة، منها:

- الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، بينما ترتبط النظم الغذائية القائمة على الخضروات والفواكه بانخفاض نسبة التعرض للإصابة.- عدم ممارسة الرياضة بانتظام.
- السمنة حيث إن الوزن الزائد يرفع خطر التعرض للإصابة.
- التدخين وذلك لأن نسبة الإصابة والوفاة تزداد لدى المدخنين.
- المشروبات الكحولية يرتبط سرطان القولون والمستقيم بالإفراط فى تناول المشروبات الكحولية.
- مرضى السكري النوع الثاني.

اختيار النظام الغذائي السليم
تحتوي العديد من المواد الغذائية على عوامل مضادة لكافة أنواع السرطان، فتناول كمية كبيرة من الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات يعمل على تقوية الجهاز المناعي والقضاء على الخلايا السرطانية.

وللمساعدة في القضاء على الخلايا السرطانية، يجب عدم تناول اللحوم الحمراء، منتجات الألبان والأطعمة المقلية، حيث أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء أو المصنعة على مدار فترات زمنية طويلة، يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

أما الأغذية التي تحميك من المرض، تتمثل في البقوليات الغنية بالألياف،الحبوب،الخضروات والفواكه فهي تساعد على محاصرة الخلايا السرطانية وتحجيمها، كما تحتوي الأغذية النباتية كذلك على عدد كبير من المركبات الكيميائية التي تقاوم السرطان وتسمى مركبات "الفايتو".
قم بخطوة في الطريق الصحيح





إن إيجاد التوازن بين النظام الغذائي الصحي والأنشطة البدنية على مدار اليوم من الأمور الهامة للمحافظة على الصحة، وتساعدك الخطوات التالية نحو حياة صحية:  

- قم بتوزيع كمية الطعام على مدار اليوم، فالتحكم في كمية الطعام التي تتناولها وتقسيمها إلى كميات صغيرة على مدار اليوم مع زيادة النشاط البدني.
- عند الطلب من المحلات: جرّب أن تطلب بعض الأطعمة الصحية مثل سندوتشات الدجاج المشوي، السلطات غير المتبلة منخفضة السعرات، الفواكه الطازجة، والعصائر الطبيعية، وابحث عن الأطعمة التي تحتوي على كمية قليلة من الصوديوم.
 
- عند تناول الطعام في المنزل: تناول الخضروات والفواكه الطازجة مع وجبتك الأساسية وأشرب اللبن منخفض الدسم كبديل عن المشروبات الأخرى.

- التمارين البدنية: اختار أي نشاط بدني يناسب نمط حياتك وواظب على ممارسته.

أهمية الكشف المبكر

قد يستغرق تحول الأورام الحميدة إلى سرطان القولون والمستقيم من 10-15 سنة.
ويعد الفحص الدوري من أهم السبل لخفض نسبة الإصابة حيث يساعد على:
- اكتشاف الأورام الحميدة وإزالتها قبل أن تتحول لورم سرطاني.
- اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة حيث تكون معدلات الشفاء مرتفعة.

ويشمل الفحص الدوري تحليل الدم الكامن في البراز و المنظار القولوني.
العلاج
يعتمد العلاج على المرحلة التي وصل إليها المرض، قد يستخدم نوعان أو أكثر من العلاج مجتمعين أو واحداً بعد الآخر، وتشمل أنواع العلاج الرئيسية: الجراحة، العلاج الكيميائي، العلاج بالإشعاع والعلاج الموجه.
ومع بداية القرن الـ21 تم استحداث العلاجات الموجهة التي تستهدف الخلية السرطانية دون غيرها وإضافة هذه الأدوية إلى العلاج الكيميائي التقليدي، وأدى ذلك إلى طفرة في نسب الاستجابة ومعدل البقاء. 

Saturday, June 12, 2010

داء السكري.. بين الواقع والمأمول


على طاولة الأبحاث في مؤتمر السكري الوطني الرابع بالطائف
الطائف: د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
مرض السكري من النوع الثاني (سكري الكبار) كان يعتبر في العقدين الماضيين نوعا نادر الحدوث لدى الأطفال واليافعين. أما الآن فقد أصبح يشكل مشكلة وهاجسا صحيا للمسؤولين في هذا المجال حيث ارتفعت الآن نسبة الإصابة به لديهم. ويشير كثير من الدراسات إلى أن نسبة الإصابة بالنوع الثاني من السكري لدى الأطفال واليافعين تزداد كلما زاد الوزن (السمنة) والعمر وأن الأطفال واليافعين المصابين بالنوع الثاني عادة ما يكون لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسمنة وداء السكري كما أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية دور العامل الوراثي تحذر منظمة الصحة العالمية من ازدياد مخاطر السمنة التي تؤدي إلى الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والسرطان والوفيات المبكرة.
وأشارت بعض المصادر الصحية والدراسات الحديثة إلى أن السعودية قد وصلت إلى مستويات مرتفعة وخطيرة جدا في نسبة الإصابة سواء بالسمنة أو الأمراض التي تنتج عنها، وإلى أنها أصبحت ضمن الدول التي تقف على رأس هرم السمنة.
وقد شهدت مدينة الطائف فعاليات «مؤتمر السكري الوطني الرابع بالطائف» الذي أقيم تحت رعاية محافظ الطائف الأستاذ فهد بن معمر، واختتم يوم الأربعاء الماضي. وتناول المؤتمر آخر المستجدات في تشخيص وعلاج داء السكري إلى جانب مناقشة واقع انتشار المرض عالميا وعربيا ومحليا وطرق الوقاية ومكافحة السمنة وطرق التغذية الصحية. كما تطرق في جلساته العلمية إلى وسائل العلاج المأمولة مثل زراعة خلايا البنكرياس ومضخات الإنسولين.
وصرح لـ«صحتك» سكرتير اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور زكريا الدويك، استشاري الغدد الصماء والسكري في مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف، بأن المؤتمر ألقى الضوء على عبء مرض السكري والتحديات الهائلة التي يضعها على عاتق النظم الصحية والحكومات، كما بحث المبادرات الجديدة في تعزيز الصحة، وتقديم الرعاية الفاعلة.
وشارك في المؤتمر خبراء عالميون ونخبة متميزة من الاستشاريين والاختصاصيين في مجال السكري من المملكة.
السكري عالميا ومحليا
* وصرح الدكتور حميد السواط استشاري الغدد عند الأطفال والمشرف على المؤتمر بأن «الإصابة بمرض السكري انتشرت بشكل ملحوظ في العالم كافة وفي مجتمعنا السعودي خاصة»، وقد دلت بعض الدراسات المحلية على أن نسبة المصابين بداء السكري في السعودية تصل إلى ما يقارب 25%، وهي نسبة تعتبر عالية جدا.
وقد احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية على مستوى العالم، بينما كانت السعودية صاحبة المركز الثالث.
أما عالميا، فإن ما يقارب 149 مليونا يعانون من الإصابة بداء السكري، ويتوقع أن يزيد العدد إلى 344 مليونا عام 2025.
السكري ظاهرة عالمية
* يقول الدكتور خالد طيب، استشاري السكري ومدير مركز السكري بمستشفى النور بمكة المكرمة وأحد المتحدثين في المؤتمر: «من الثابت أن معدل أعمار الناس يزداد في جميع أنحاء العالم وفي الوقت نفسه تزداد الإصابة بداء السكري، كما أن معدلات انتشار داء السكري في السنوات الماضية تشير إلى ازدياد كبير، حيث بلغ معدل الإصابة 6.6% من عدد سكان العالم البالغين. وفي الوقت نفسه يلاحظ ازدياد في نسبة اختلال تحمل الجلوكوز إلى 7.9%، مما يمثل خطرا حقيقيا على الوضع الصحي في جميع أنحاء العالم.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري في أفريقيا سوف يتضاعف في العقود القادمة، وسوف يحدث مثل ذلك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكذلك في الدول الأوروبية، فمن المتوقع أن ترتفع نسبة انتشار المرض 10% وسيصبح العدد الإجمالي للمصابين أكثر من 66 مليون شخص. والحالة مشابهة في أميركا الشمالية مع نسبة انتشار لداء السكري تصل إلى 11.7%.
إن معظم الزيادة في عدد مرضى السكري تحدث في الدول النامية من العالم، وكان من بين أعلى 10 بلدان في انتشار مرض السكري 5 من دول الخليج (الإمارات والسعودية والبحرين والكويت وسلطنة عمان) ويمكن تفسير ذلك بالتحضر والنمو السريع في مستوى المعيشة وارتفاع النمو الاقتصادي في هذه الدول.
أنواع السكري
* النوع الأول، وهو ما يسمى بسكري الصغار يعتمد في علاجه على الإنسولين، ويصيب عادة الأطفال أو الشباب فجأة ومن دون وجود أسباب معروفة، ويحدث نتيجة نقص إفراز هرمون الإنسولين من غدة البنكرياس.
* النوع الثاني، وهو ما يسمى بسكري الكبار، وهو لا يعتمد علاجه على الإنسولين، ويظهر عادة في منتصف العمر خاصة عند الأشخاص ذوي الوزن الزائد.
* سكري الحمل، يظهر خلال فترة الحمل، وفي معظم الحالات يختفي المرض بعد الولادة، ويعتمد علاجه على الإنسولين.
الأطفال واليافعون و«سكري الكبار» يقول الدكتور عدنان الشيخ استشاري غدد صماء أطفال وأحد المتحدثين في المؤتمر، إن مرض السكري من النوع الثاني (سكري الكبار) كان يعتبر، في العقدين الماضيين، نوعا نادر الحدوث لدى الأطفال واليافعين، أما الآن فقد أصبح يشكل مشكلة وهاجسا صحيا للمسؤولين في هذا المجال حيث ارتفعت الآن نسبة الإصابة به لدى الأطفال واليافعين إلى 8 - 35%.
ويضيف أن السمنة أصبحت الآن وباء عالميا، فكثير من الدراسات تشير إلى أن نسبة الإصابة بالنوع الثاني من السكري لدى الأطفال واليافعين تزداد كلما زاد الوزن (السمنة) والعمر، وأن الأطفال واليافعين المصابين بالنوع الثاني عادة ما يكون لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسمنة وداء السكري، كما أن العامل الوراثي قد أثبتت دوره الدراسات والأبحاث العلمية.
ولعل من أهم الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة مرضى السكري في المملكة هو الارتفاع الشديد لنسبة الإصابة بالسمنة حيث بلغت أكثر من 25% لدى الرجال وتزيد على 30% بالنسبة للنساء. وفي دراسة حديثة وجد أن 80% من الأشخاص المصابين بداء السكري يكون عندهم زيادة في الوزن. لذا، فإن تخفيض الوزن مبكرا يعمل على تقليل الإصابة بمرض القلب وكذلك المضاعفات الأخرى المصاحبة لداء السكري مثل مقاومة الإنسولين وبالتالي التحكم في مستوى السكر في الدم.
هذا، وقد أوصت الجمعية الأميركية للسكري بعمل فحوصات للكشف المبكر عن السكري لكل طفل عمره أكثر من عشر سنوات وكان يعاني من زيادة في الوزن أو وجد لديه تاريخ عائلي للسكري، كما أوصت بإمكانية إعادة الفحوصات كل سنتين. وأضاف الدكتور عبد العزيز تويم استشاري الغدد عند الأطفال في الحرس الوطني بجدة أن سكري الأطفال واليافعين في حاجة إلى وجود فريق طبي متكامل من استشاري غدد واختصاصي تغذية علاجية ومثقف صحي، بالإضافة إلى الدعم النفسي للعائلة والمريض.
وأشارت الدكتورة بدرية البيروتي، استشارية الغدد في مستشفى الملك فهد بجدة، إلى أن هناك عددا من العوامل الأخرى، إلى جانب السمنة التي تعتبر عامل الخطورة الأكبر، تلعب دورا كبيرا في تفشي داء السكري، منها كثرة استهلاك المواد الدهنية والكربوهيدراتية، إضافة إلى قلة الحركة والرياضة. ومما يشكل خطرا على صحة المجتمع ازدياد نسبة الإصابة بالسمنة في شريحة الشباب وهي الفئة المنتجة في المجتمع مما يعوق نمو المجتمع وارتقاءه.
المضاعفات
* وصرح الدكتور خالد الربيعان، استشاري ومدير مركز السكري في جامعة الملك سعود، أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يتسبب في مضاعفات تطال أعضاء الجسم كاملة مؤثرة على خلايا ووظائف أعضاء الجسم خاصة الأوعية الدموية، والقلب، والكلى، والعيون والأعصاب. كما أن الارتفاع أو الانخفاض المفاجئ في نسبة السكر في الدم قد يؤدي إلى الغيبوبة.
ويؤكد كثير من الدراسات أن مرض السكري هو ثالث سبب في العالم لفقدان الإبصار ويقدر أن 12% من المصابين بالعمى كان السكري السبب الرئيسي في إصابتهم.
الوقاية
* هناك كثير مما يمكن عمله للوقاية ليس من داء السكري فحسب، ولكن من كثير من الأمراض المزمنة، كأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. ويأتي في مقدمة الخطوات، اتباع نمط حياة صحي؛ فقد أجمع الباحثون على أنه لا أحد يعرف حتى الآن كيف نمنع الإصابة بهذا المرض، ولكن يمكن أن نزيد من نسبة العيش والتعايش مع هذا المرض والتحكم فيه وذلك بمحاولة التحكم في نسبة السكر في الدم وعدم جعلها تزيد بنسبة مرتفعة.
وأكد الأستاذ عبد الرحمن المصيقر، رئيس المركز العربي للتغذية في مملكة البحرين، أن الغذاء المتوازن من أهم الخطوات للمحافظة على نسبة طبيعية للسكر في الدم، ويتم ذلك بواسطة المحافظة على نظام غذائي منتظم، خاصة عند الأشخاص الذين يستخدمون الإنسولين للعلاج، وتقليل الدهون في الطعام، خاصة المشبعة منها، الموجودة في الزبد والدهون الحيوانية والتعويض عنها باستخدام الزيوت النباتية، ثم تجنب السكريات البسيطة والموجودة في الحلويات والعسل والمشروبات الغازية، وينصح بالإكثار من الألياف والحبوب ومن الخضراوات، وأخيرا المحافظة على ممارسة الرياضة بانتظام ابتداء من 20 دقيقة 3 مرات في الأسبوع مع الزيادة في ذلك حسب المقدرة، ومنها المشي السريع، والتنس، والسباحة، والآيروبيك.
أمل جديد لمرضى السكري
* تحدث في المؤتمر الدكتور سعود السفري، استشاري الغدد الصماء ورئيس الأقسام الباطنية في مستشفى الهدا العسكري، حول الجديد في علاج السكري عند البالغين ودور العلاجات الحديثة المشابهة لهرمونات الأمعاء الدقيقة في خفض نسبة السكري عند ارتفاعه والخضاب السكري سواء عن طريق الحقن أو الفم.
واختتم البروفسور فؤاد قنديل رئيس مركز «الأمل» القومي للأبحاث في لوس أنجليس بالولايات المتحدة بالحديث عن المستجدات في تعديل بعض الجينات في الخلايا الجذعية التي تختص بأداء الإنسولين في البنكرياس، بالنسبة لداء السكري من النوع الأول. وتأتي الخلايا الجذعية من الجنين وتكون لها القدرة على أن تتطور إلى أي نوع من الخلايا في الجسم، وتعتبر تلك الخلايا أولية بحيث يمكن برمجتها إلى إنتاج الإنسولين وبالتالي يمكن زرعها في البنكرياس وهذا تطور جديد ومهم في علاج مرضى السكري من النوع الأول والثاني.
ومن أهم التوصيات التي تمخض عنها مؤتمر السكري الوطني الرابع بالطائف ما يلي:
- التركيز على زيادة الوعي والتثقيف لتجنب العوامل المؤدية إلى الإصابة بالسكري.
- نشر ثقافة العادات الصحية في التغذية والتقليل من تناول الدهون والوجبات السريعة والتقليل من شرب المشروبات الغازية بالإضافة إلى نشر ثقافة المشي.
- رفع مستوى العاملين والممارسين الصحيين وتزويدهم بالجديد في الوقاية والعلاج في داء السكري عن طريق الإكثار من المؤتمرات ووسائل التوعية المختلفة.

Thursday, June 10, 2010

علاج آلام المفاصل.. بالتردد الحراري


وظف تأثير الموجات الكهرومغناطيسية على الأعصاب في تجويف العظام
جدة: د. عبد الحفيظ يحيى خوجة


























يلتقط الدماغ آلام المفاصل المزمنة كإشارات «ألم» من بؤر مرضية في المفاصل. وتنشأ هذه الإشارات نتيجة أمراض تصيب مكونات المفاصل كالعظام أو الأربطة أو الغضاريف المبطنة للعظام أو الغشاء الزلالي.
وهناك عوامل مساعدة كثيرة لحدوث وتطور هذه الأمراض، كالسمنة وتقدم السن وعنصر الوراثة وعدم ممارسة الرياضة، خصوصا المشي والسباحة، والابتعاد عن تناول الألبان والأجبان والبيض والفواكه والخضراوات والأسماك.
ولقد أثبتت الدراسات الطبية أن الوقاية من أمراض المفاصل وخاصة هشاشة العظام - والتي يمكن وصفها بالموت الصامت - أفضل بكثير من العلاج، ولذلك لا بد أن يفعل الإنسان ما في وسعه للمحافظة على سلامة مفاصله.
إن التهاب المفاصل هو من أهم أسباب العجز في المجتمع، ويوجد أكثر من 200 نوع من الأمراض الروماتيزمية، وأكثرها انتشارا هو التهاب المفاصل الروماتويدي «الرثياني» Rheumatoid arthritis الذي يمكن أن يؤثر على أي شخص في أي عمر، وأن معاناة النساء من ذلك المرض هي ثلاثة أضعاف الرجال.
وقد يصيب هذا المرض مفصلا أو أكثر، ولا يعلم أحد أسباب هذا المرض على وجه التحديد وإن كان من الأرجح أن عنصر الوراثة يلعب دورا مهما، وعلى الرغم من أن الإنسان لا يستطيع أن يرث المرض لكن شيئا ما في الجينات قد يجعله أكثر قابلية للإصابة به
.
ويُظهر نحو 35% من الناس الذين أصيبوا بالتهاب المفصل الرثياني استعدادا للمعافاة في أقل من بضع سنوات. ولكن يظل نحو 60% منهم يعانون إن آلام المفاصل الحادة هي إنذار مبكر لمشاكل قد تكون مسببة للعجز في المستقبل، وهذه الآلام هي منظومة من منظومات الجسم للدفاع عن نفسه. وإذا أهمل الإنسان هذا التنبيه فقد يتطور المرض في المفاصل ويصبح الألم مزمنا ومن ثم مستعصيا على العلاج الطبي
.
أسباب آلام المفاصل تحدث إلى «صحتك» البروفسور أحمد فوزي الملا، أستاذ علاج الآلام والتخدير بالبحوث الطبية - جامعة الإسكندرية - مصر واستشاري علاج الآلام والحاصل على الدكتوراه في علاج الآلام وعلى زمالة علاج الآلام بالتداخل اللا جراحي من معهد الألم الدولي بتكساس - أميركا والشهادة التخصصية في طب علاج الآلام من جامعة كارديف البريطانية، موضحا أن آلام المفاصل تنشأ نتيجة حدوث تغيرات في تركيب مكونات المفاصل، التي تنشأ عنها بؤر مرضية مسببة للألم والتي تُرسَلُ على هيئة إشارات في المسالك العصبية ويستقبلها المخ ويترجمها إلى إحساس بالألم، ومن ثم يتفاعل الجسم لتجنب الألم بأسلوب كعدم تحريك أو استخدام المفصل. وإذا لم تعالج هذه الآلام قد ينتج عنها تيبس في المفصل المصاب وبالتالي عجز حركي لهذا المفصل مما يسبب الإعاقة الجزئية للمريض مما يمنعه من مزاولة عمله ونشاطاته الحيوية اليومية ويصبح عبئا على المجتمع.
العلاج ويضيف أ.د.أحمد الملا أن علاج آلام المفاصل تتداخل فيه اختصاصات عديدة، أهمها أطباء الروماتيزم والعظام وحديثا أطباء علاج الآلام لخبرتهم في التقنيات الحديثة في علاج آلام المفاصل كالعلاج «بالتردد الحراري».
ويلجأ بعض الأطباء إلى حقن المفاصل بمادة الستيرويد (الكورتيزون) لمعالجة الالتهابات والتي لها مدة علاجية وتسكينية للآلام محدودة والتي غالبا لا يمكن تكرارها نتيجة آثارها الضارة على الجسم ولذلك يتحاشاها معظم الناس، وإن كانت ضرورية في بعض الأحيان.
إن إبر الستيرويد (الكورتيزون) في المفاصل المصابة قد توقف الألم لفترة معينة وتخفف الالتهاب، ولكن لا يجوز استعمالها بكثرة لأنها تتسبب في مفاقمة إصابة عظام المفاصل علاوة على تأثيرها على الصحة العامة للجسم
.
ويمكن أيضا حقن عقاقير أخرى في المفاصل لتسكين الآلام وتليين حركة المفصل وتحسين التزلق المفصلي وتحسين طبقة الغضروف المبطن لعظام المفاصل ومنع إفراز المواد المسببة لالتهاب المفصل. وقد يلجأ بعض الأطباء إلى عمل «غسيل طبي» للمفصل لإزالة المواد الكيميائية المسببة للالتهابات، ولكن التحسن يكون محدودا وفى بعض الأحيان عديم النفع. وكل هذه التقنيات يستخدمها الأطباء حرصا منهم على صحة المرضى من الآثار الضارة للمسكنات الستيرودية وغير الستيرودية على الكلى والكبد والقلب والمعدة وكذلك حتى لا يلجأ المرضى في المراحل المتقدمة من المرض إلى جراحات تركيب المفاصل الصناعية.
وأشار أ.د.أحمد الملا إلى إدخال التقنيات الحديثة في علاج الآلام كاستخدام الموجات الكهرومغناطيسية باستعمال تقنية الكهرباء. وتقنية علاج الآلام هذه بدأت، في العهد القديم، عندما استخدم قدماء المصريين أسماكا نيلية معينة تنشأ عنها صدمات كهربائية عند وضعها في قاع حوض مائي، فعالجوا مريض آلام المفاصل بوضع ذراعيه أو ساقيه على سطح الحوض المائي لتلقي الموجات التي تحدثها هذه الأسماك الكهربائية.
محفزات كهربائية وفي العصر الحديث، قام العلماء بدراسة هذه الظاهرة واستخدموا الطاقة الكهرومغناطيسية التي تصدر عن الكهرباء في علاج الآلام إلى أن تم حديثا استخدام جهاز المحفز الكهربائي، إما بوضعه على سطح الجلد القريب من المفصل المصاب لإحداث تذبذبات كهرومغناطيسية أو بزرع المحفز في مناطق معينة فوق آلام الجافية على الحبل الشوكي في العمود الفقري لمحاولة منع إشارات الألم من الوصول إلى المخ، وذلك بإحداث تغيرات كهرومغناطيسية تؤدي إلى إفراز مواد مسكنة من الجسم، والتي تُعطل أو «تشوش» إرسال إشارات الألم إلى المخ
.
ولكن استخدام المحفز على الجلد يستخدم بصفة مؤقتة ويفقد فاعليته مع مرور الوقت إلا إذا تم استخدمه على فترات متفاوتة وبترددات مُتغيرة وذلك نتيجة تعود الجسم عليه وفقدان كمية كبيرة من الموجات الكهرومغناطيسية في الأنسجة الرخوية المحيطة بالمفصل. أما زرع جهاز المحفز الكهربائي على النخاع الشوكي فهو باهظ التكلفة بالنسبة للبعض، علاوة على أن تركيبه بدقة قد يكون صعبا في بعض الأشخاص وكذلك قد يفقد فاعليته نتيجة تقدم مرض المفصل ولا يمكن من الناحية العملية تطبيقه في حالة إصابة أكثر من مفصل في أطراف مختلفة في الجسم، وبالخبرة الطبية لا يتقبله كثير من الأشخاص.
العلاج بالتردد الحراري ويضيف أ. د. أحمد الملا أنه تم حديثا توصل أطباء علاج الألم إلى إحداث الموجات الكهرومغناطيسية داخل تجويف المفاصل واستغلال خاصية وجود العظام التي تعمل على انعكاس هذه التذبذبات الكهرومغناطيسبة وبالتالي حفظها داخل تجويف المفاصل لمدة أطول، مما يزيد من فعاليتها في تسكين الآلام بدون أدنى تأثير على وظائف الجسم.
تتم هذه التقنية بإدخال مسبار رفيع (إبرة) باستعمال مخدر موضعي بمساعدة الأشعة القوسية في تجويف المفصل المؤلم في غرفة معقمة. وعن طريق هذا المسبار يقوم الطبيب باستخدام جهاز التردد الحراري بدقة لإحداث ذبذبات بترددات خاصة والتي ينشأ عنها مجال مغناطيسي في تجويف المفصل، علما بأن هذه الذبذبات لا تسبب أي آلام للمريض. ويمكن عن طريق المسبار بعد إتمام العلاج حقن عقاقير خاصة تساعد على زيادة التسكين السريع للمفصل وأخرى لتليين حركة المفصل، حيث إن العلاج بالتردد الكهرومغناطيسي لا يحدث تحسنا سريعا وإنما بعد فترة زمنية ولكن لمدة طويلة قد تصل إلى سنوات في بعض الحالات المرضية. ويستخدم العلاج بالتردد الحراري في المرضى الذين يعانون من آلام مستعصية ولا تستجيب للعلاج التقليدي بالأدوية على المدى الطويل أو الخوف من حدوث مخاطر من الآثار الجانبية للأدوية، وكذلك عند عدم استجابة المريض للعلاجات التحفظية أو التأهيلية أو عندما يرفض المريض التدخل الجراحي لتركيب مفاصل صناعية أو أن هناك مشاكل صحية قد تعرض حياته للخطر من إجراء الجراحة المفتوحة لاستبدال المفصل خاصة عند كبار السن ومرضى القلب أو ممن يعانون من السمنة
.
فاعلية التردد الحراري تم الاتجاه إلى العلاج بالتردد الحراري للمفاصل لمحاولة الابتعاد عن مخاطر حقن المفاصل بالكورتيزون، وإزالة الآلام بطريقة مبسطة وحديثة. إن إزالة الآلام قد تستمر لمدة طويلة وإن كانت تختلف من شخص إلى آخر أو في الشخص نفسه، بمعنى أنه قد يستفيد الشخص في وقت ولكن فاعلية العلاج تكون أقل في وقت آخر، ولكن عادة يكون هناك تحسن في أداء المريض وتقليل الأدوية المسكنة. وعلى الرغم من أن هذا العلاج ما زال يحتاج إلى دراسات علمية حثيثة مبنية على طب البراهين لكي نؤكد كيفية عمله في علاج الآلام وفاعليته ولكن الدراسات الحالية تؤكد أنه يؤدي مفعوله، وإن كانت طريقة عمله ما زالت غامضة. ويضيف أ.د.أحمد الملا أن علاج آلام المفاصل لا يعنى أبدا علاج تشوهات المفاصل التي حدثت أو علاج المرض المسبب لهذه الآلام، ولذلك إذا كان المريض مثلا يتعاطى دواء لتثبيط المناعة لعلاج الروماتيزم الرثيائي فيجب الاستمرار عليه ولكن معالجة الآلام ستساعد في التقليل من أدوية تسكين الآلام والتخفيف من آثارها الضارة، علاوة على أن المريض سيستطيع ممارسة العلاج الطبيعي والتأهيلي بشكل أفضل مما قد يُحسن أداءه الحركي وتقليل نسبة العجز. أما مزايا العلاج فهي الاستغناء التدريجي وعدم الإفراط في استخدام الأدوية المسكنة وبالتالي تفادي آثارها الجانبية، وبعد إتمام هذا العلاج لا داعي للإقامة السريرية في المستشفى ويسمح بتناول الطعام والشراب فورا ويستطيع المريض مزاولة نشاطاته الحيوية بصورة أفضل وأسرع
.
طريقة العلاج بالتردد الحراري > يشير أ. د. أحمد الملا إلى أن آلية عمل هذا العلاج أمكن تفسيرها العلمي بأن إحداث المجال الكهرومغناطيسي في تجويف المفصل يؤثر على التكوينات الجزيئية الدقيقة (على مستوى التكوينات الميكروسكوبية للخلايا) للمستقبلات العصبية في المفصل، مما ينتج عنه تقليص حجم وعدد البؤر المسببة لإرسال إشارات الألم أو أنه قد يؤثر على جهاز المناعة مما يُحد من أو يمنع إفراز المواد المسببة للالتهاب في تجويف المفاصل أو حتى على مستوى الجسم. وأشارت الدراسات الطبية الحديثة إلى أن استخدام المجال الكهرومغناطيسي الناتج عن استخدام تقنية التردد الحراري في المفاصل الصغيرة في اليد أو القدم وكذلك مفاصل الفقرات للعمود الفقري (المسببة لآلام العنق والظهر) له تأثير سريع في تلاشي الآلام والتي تستمر لمدة طويلة ولكن إذا ما استخدام هذا المجال الكهرومغناطيسي في المفاصل الكبيرة كالركبة والكتف وكذلك مفاصل الحوض (المسببة لآلام الظهر) فيحدث تحسن تدريجي وبطيء ولكنه يستمر لمدة طويلة
.
ويختتم أ.د.أحمد الملا حديثه بأن الاتجاه الحديث لعلاج الآلام بالتداخل اللا جراحي هو اتجاه لصون جسم المريض ومحاولة لتفادي الجراحات ووسيلة بسيطة وحديثة لمحاولة القضاء على الألم. ولأن الكثيرين في المجتمع قد يعانون من الآلام. ولأن علاج الآلام أصبح حقا من حقوق المريض في المجتمعات المتحضرة تم ظهور وتدريس طب معالجة الألم والاهتمام بهذا التخصص الحيوي في كثير من البلدان الأوروبية والأميركية والعربية لخدمة المجتمع.