Thursday, November 30, 2006

حاسوب فلكي يستخدم قبل ألفي عام




الفلك.. هاجس لدى الحضارات القديمة


باحثون أثريون يكشفون عن قطعة أثرية يعتقدون أنها تشبه حاسوبا بسيطا استعمل في علوم الفلك عند الإغريق.

ميدل ايست اونلاين

أثينا - كشف باحثون النقاب عن أسرار قطعة معدنية أثرية يزيد عمرها عن ألفي عام، حيث قدموا أدلة تؤكد أنها كانت أشبه بحاسوب بسيط استخدم قديماً في مجال علوم الفلك.

وكانت آلة "الأنتيكايثرا" البرونزية، والتي تشبه الساعة، اكتشفت في العام 1900من قبل مجموعة من غواصي الإسفنج في حطام سفينة غارقة قرب جزيرة أنتيكايثيرا اليونانية، ومن ثم استقرت في متحف الآثار الوطني في أثينا، باعتبار أنها قطعة أثرية فريدة يزيد عمرها عن ألفي عام تعود للحضارة اليونانية القديمة.

وقد اعتقد العلماء لدى اكتشافها أنها ليست سوى آلة فلكية بدائية قديمة كانت تستخدم لتحديد المواقيت الشمسية والقمرية، بغرض معرفة أوقات الحصاد والزراعة وتحديد مواقيت الطقوس المختلفة.

غير أن تلك القطعة الأثرية اليونانية و التي حملت نقوشاً لرسومات فلكية ، أثارت فضول العديد من الباحثين لفترة زادت عن نصف قرن، حاولوا خلالها اكتشاف أسرار "الأنتيكايثرا"، فقد أخضعت لدراسات من قبل مشروع بحوث "آلية الأنتيكايثرا"، والذي ضم علماء من اليونان وبريطانيا، حيث قاموا بفحص هذه القطعة الأثرية بشكل دقيق باستخدام تقنيات حديثة وذلك بهدف تحديد أماكن الأجزاء الأصلية المفقودة، لغرض استنباط آلية عملها.

وتشير نتائج الدراسة التي نشرت الخميس في دورية "طبيعة"، إلى أن هذا الحطام المعدني هو عبارة عن آلة فلكية معقدة، بالنسبة لتلك الحقبة الزمنية، فهي ترصد حركة الشمس والأرض والقمر، كما يحتمل أنها كانت تتنبأ بحركة الكواكب الأخرى، وتتوقع مواقيت الكسوف المستقبلية.

وحسب الدراسة، التي ستعلن نتائجها في مؤتمر لمشروع بحوث آلية "الأنتيكايثرا" والذي تبدأ أعماله الخميس في العاصمة اليونانية، فإن هذه القطعة الأثرية البرونزية والتي تتألف من سبعين جزءاً، تتكون من سبعة وثلاثين من العجلات المتشابكة، كما أنها تبدو من الداخل، بحسب ما أثبتت الفحوص الشعاعية، كقالب ساعة اليد الداخلي الذي يحوي مسننات صغيرة.

ويعلق مايك إدمونز، وهو أستاذ في كلية الفيزياء وعلوم الفلك من جامعة "كاردف" البريطانية وعضو فريق البحث، إذ يقول" هذه الآلة مذهلة، فتصميمها دقيق وجميل وتدهش كل من يطلع على أجزائها، وهي تدل على أن من قام بصناعتها كان في غاية الدقة والحذر، كما أنها تثير تساؤلات حول الأشياء التي كانوا يستطيعون القيام بصنعها في تلك الحقبة الزمنية"، كما يضيف "ليس لدي أدنى شك في أنها من الناحية التاريخية والفنية، أعلى قيمة من لوحة الموناليزا".

ويأمل الباحثون استكمال دراستهم بتصميم برنامج حاسوبي يوضح وبالتفصيل، آلية عمل تلك الآلة وطريقة استخدامها، حيث يتوقعون أن يوضح ذلك أسباب استخدام ومدى انتشار تلك التقنية الفريدة. (قدس برس)


طباعة شاملةطباعة مبسطة

Tuesday, November 28, 2006

تخفيف التدخين لا يفيد والإقلاع عنه هو الحل




الإقلاع.. أثمن هدية تقدمها لصحتك

دراسة: الإقلال من التدخين لا يمنع الوفاة المبكرة المرتبطة بالتدخين ولا يقي من الأمراض التي يجلبها.

ميدل ايست اونلاين
لندن – من باتريشيا ريني

قال باحثون الثلاثاء ان المدخنين يجب عليهم الإقلاع عن تلك العادة نهائيا اذا ارادوا ان يبتعد عنهم شبح الوفاة المبكرة بسبب امراض تتعلق بالتبغ لان الإقلال من التدخين حتى وان كان بنصف الكمية لا يكفي.

وقال كيل بيارتفيت وهو المدير السابق لخدمة الفحص الوطني في اوسلو "يجب على المدخنين ان يقلعوا (...) لا توجد هدية افضل لصحتك من الإقلاع عن التدخين".

وأجرى بيارتفيت وزملاؤه دراسة استمرت 20 عاما وشملت 51 الف رجل وامرأة في النرويج لمعرفة تأثير تقليل التدخين على الوفيات بفعل امراض القلب وسرطان الرئة وسرطانات اخرى تتعلق بالتبغ.

وكان عمر جميع المشاركين في الدراسة عند بدايتها يتراوح من 20 الى 34 عاما، وتم تقييمهم فيما يتعلق بخطر الاصابة بامراض القلب والاوعية الدموية في بداية الدراسة ومرتين على مدار فترة المتابعة التي استغرقت 20 عاما.

وكان الهدف من الدراسة التي نشرت في دورية السيطرة على التبغ تحديد الفوائد الصحية للمدخنين الشرهين الذين يشعلون اكثر من 15 سيجارة يوميا في حالة تخفيض الكمية الى النصف او اكثر.

وقال بيارتفيت "لم تظهر فوائد طويلة الامد عند القيام بخفض كبير في التدخين بالمقارنة بالاستمرار في التدخين الشره".

لم يجد الباحثون فارقا كبيرا في معدلات الوفاة المبكرة بسبب امراض القلب والاوعية الدموية والسرطانات واسباب اخرى بين المدخنين الشرهين الذين استمروا في التدخين وبين الناس الذين قلصوا استهلاكهم من التبغ الى النصف اثناء الدراسة.

وكانت النتائج واحدة لدى الرجال والنساء.

والتدخين هو السبب الرئيسي الذي يمكن تفاديه للموت، وعلاوة على كونه عامل خطر للاصابة بالازمات القلبية والسكتات وأنواع من السرطان فانه ايضا السبب الرئيسي للاصابة بسرطان الرئة وامراض السدة الرئوية ومنها النزلات الشعبية وانتفاخ الرئة.

وتشير تقديرات خبراء في الرعاية الصحية ان الوفيات السنوية بأسباب تتعلق بالتدخين في جميع انحاء العالم يمكن ان تصل الى مثليها بحلول عام 2020 عند 10 ملايين او اكثر.

بالصوراحتجاجات تسبق زيارة البابا بتركيا











Saturday, November 25, 2006

جنين يحمل أخاه في بطنه




هل هذا هو الجنين الصغير أم الكبير؟!

جنين يحمل أخاه في بطنه


طفل وليد في شيلي ينوء بحمل جنين في معدته في حالة نادرة تقدر بـ'واحد لكل نصف مليون طفل'.

ميدل ايست اونلاين
سانتياجو (شيلي) - ولد صبي في شيلي وفي معدته جنين في حالة قال الاطباء انها نادرة "لجنين داخل جنين" حيث يحصر أحد توأمين داخل الآخر أثناء الحمل ويستمر في النمو داخله.

وأجرى الاطباء فحصا بالأشعة لأم الطفل قبيل مولده يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني في مدينة تيموكو جنوب شيلي ولاحظوا وجود الجنين الذي كان يبلغ طوله عشرة سنتيمترات داخل تجويف بطن الطفل.

وقال الاطباء ان الجنين كان لديه أطراف وحبل شوكي نام جزئيا لكنه كان بلا رأس وليس له أي فرص في ان يبقى على قيد الحياة.

وبعد الولادة أجرى الاطباء عملية جراحية استخرجوا بها الجنين من معدة الصبي الوليد. ولا يزال الصبي الذي لم يطلق عليه اسم بعد يتعافى في مستشفى هيرنان هنريكيز في تيموكو.

وقالت ماريا انجليكا بليمر رئيسة جناح حديثي الولادة بالمستشفى "انها حالة نادرة جدا" في إشارة لحالات وجود جنين داخل جنين.

وقالت "انها تحدث مرة واحدة بين كل 500 ألف مولود" مضيفة ان عدد الحالات المسجلة في أنحاء العالم أقل من 90 حالة.


طباعة شاملةطباعة مبسطة

Friday, November 24, 2006

طبق خاص جدا للمكتئبين!




طبق خاص جدا للمكتئبين!

تناول السمك يقي من الاكتئاب


باحثون: الفيتامينات والتوازن الغذائي وتناول زيوت الأسماك ولحومها تشكل جدار حماية ضد الاكتئاب.

ميدل ايست اونلاين
نيويورك - يقول باحثون استراليون ان الحمية الغذائية والتغذية قد تلعبان دورا رئيسيا في مساعدة الناس على مقاومة الاكتئاب.

وقالت الدكتورة ديان فولكر من جامعة سيدني في تشيبيندال وجادي ان جي من جودمان فيدلر كوميرسيان في نيو ساوث ويلز في دورية التغذية والسكري ان عددا من العناصر الغذائية من بينها الحمضيات الدهنية غير المشبعة او منخفضة الكوليسترول والعديد من فيتنامينات بي لديها القدرة على التأثير على الحالة المزاجية بزيادة امتصاص وسائط نقل الاشارة الكيماوية في المخ.

وقالت فولكر وان جي ان هناك عددا وافرا من الادلة التجريبية والظرفية التي تشير الى ان السمك والزيوت التي تحتويها وبشكل خاص الحمض الدهني اوميجا 3 تحمي من الاكتئاب.

واشار الاثنان الى ان التوازن بين اوميجا 3 واوميجا 6 قد يكون مهما ايضا في ضوء ان اوميجا 6 بامكانه منع الجسم من امتصاص اوميجا 3.

ومن بين العناصر الغذائية المرشحة ايضا لمنع الاكتئاب حمض تريبتوفان الاميني الموجود في اغذية مثل الديك الرومي والمسؤول عن الخمول الذي يشعر به الناس بعد تناول عشاء عيد الشكر.


طباعة شاملةطباعة مبسطة

دعوة للبعد عن النكد ..




الأزواج السعداء أكثر قدرة على كسب الأموال


عندما يجتمع زوج عصبي وزوجة نكدية في بيت واحد تتحول الحياة إلى جحيم ، مما يؤثر سلبياً على إنتاجية كل منهما في العمل .

بينما السعادة الزوجية تأتي بعكس النتيجة ، حيث كشفت دراسة علمية حديثة أن أدمغة الرجال المتزوجين الذين يتمتعون بحياة زوجية سعيدة أكثر قدرة على الإنتاج والتفكير الصحيح من الرجال العزاب .

وتوضح الدراسة أن ذلك قد يعود إلى الحياة الاجتماعية التي يعيشها الرجل المتزوج ، فالزوج يملئ الفراغ النفسي والعاطفي والاجتماعي ، من خلال تعامله مع زوجته وأولاده وأصدقاء كل منهم ، لذلك تحيط بالرجل المتزوج هالة اجتماعية فريدة لا يتمتع بها الرجل العادي.

الزواج المستقر يساعد على النجاح
=========================

كما أكدت الدراسة أن الزواج المستقر يجعل المرأة والرجل أكثر قدرة على إنجاز المهام الصعبة ، من خلال تركيز الدماغ على هذه المهام ، وبالتالي شحن الخلايا الدماغية وتحفيزها على العمل بصورة أفضل من أدمغة العزاب .

وأكدت البحوث التي بنيت عليها الدراسة أن للزواج وجوهاً متعددة ، وأن الزوج قادر على تنمية زواج زوجته من خلال اهتمامه بها كما يمكن للزوجة أن تنشط خلايا زوجها الدماغية من خلال اهتمامها العاطفي به ، وهو ما يشعره بأن مهمته بالحياة لا تقتصر على العمل والعطاء من دون مقابل، بل تنبهه إلى أن هناك من يهتم به ويحبه ، وهذا الشعور يدفع الرجل إلى تحفيز خلاياه الدماغية إلى إنجاز أعباء ومهام كانت قبل ذلك صعبة التحقيق ، وإلى إيجاد حلول لمشكلاته بشكل أسرع من غيره من الرجال العزاب .


المتزوجون أفضل صحة
=================
ويبدو أن الزواج المستقر فوائده لا تقتصر على نجاح الزوجين فقط ، بل إن المتزوجين لا يتمتعون فقط بأدمغة أفضل من أدمغة العزاب بل يتمتعون أيضاً بصحة أفضل من تلك التي يتمتع بها العازبون ، على الرغم من أن الرجال المتزوجين أكثر عرضة لزيادة الوزن أو البدانة من الرجال الآخرين ، فحسب تقرير أحد المراكز المتخصصة في إحصاءات الصحة .

وقالت خبيرة في إحصاءات الصحة : إن هناك نظريتين ، الأولى هي نظرية " حماية الزواج " التي ترى أن المتزوجين قد يتمتعون بإيجابيات أكثر بمفهوم المصادر الاقتصادية والدعم الاجتماعي والنفسي ، والتشجيع لاعتماد أسلوب حياة صحي .

أما النظرية الأخرى فهي نظرية " اختيار الزواج " ومفادها أن الناس الأكثر صحة يتزوجون ، في حين لا يقدم الأقل صحة على زواج، أو من المرجح أن يصبحوا أكثر عرضة للانفصال أو الطلاق أو يصبحوا أرامل إذا تزوجوا !!

المتزوجون يكسبون أموالاً أكثر
=======================

أما المفاجأة الاقتصادية التي أطلقها تقرير للمعهد البريطاني للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية ، فتجلت في تأكيد المركز من خلال دراسة أجريت على 3500 من الأزواج من العمال العاديين والمديرين والموظفين بدرجات متختلفة أن الرجال المتزوجين يكسبون أموالاً أكثر من العزاب ما بقيت زوجاتهم من دون عمل وتفرغن لأعمال المنزل ، فالرجل المتزوج الذي لا تخرج زوجته للعمل، وتكون مسئولة بشكل أساسي عن أعمال الطهي والتنظيف يجني أموالاً تفوق بنسبة 3% ما يجنيه العاملون من الرجال غير المتزوجين .

إلا أن هذا الفارق في الأجور يتلاشى إذا ما خرجت الزوجات للعمل ، أو في حال عدم قيامهن بأغلب أعمال المنزل .

وأرجع خبير في مجال سوق العمل زيادة كسب الرجال المتزوجين للمال أكثر من نظرائهم العزاب إلى افتراض وجود تفسيرين لتلك النتائج : فالزواج ربما يسمح للزوجين بتركيز أنشتطهما على المهام التي تلائم كلا منهما بدرجة كبيرة من مقدار الوقت الذي يشحذ فيه فيمكن في أن الزواج ربما يزيد من مقدار الوقت الذي يشحذ فيه الزوج مهاراته المتصلة بالعمل والتي قد تؤدي إلى زيادة مدخوله .

الزوجات السعيدات يتمتعن بصحة جيدة
===========================


مثلما يعود الزواج السعيد المستقر بنتائج إيجابية على الرجال ، فالزوجات السعيدات أيضاً يتمتعن بصحة جيدة، هذا ما أكدته دراسة أمريكية .

حيث وجد فريق البحث في جامعتي ولاية سان دييجو وبيتسبيره, أن السيدات اللاتي يعشن علاقة زوجية ناجحة ومُرضية يتمتعن بصحة أفضل من النساء غير المتزوجات أو اللاتي يعانين من زواج غير موفق.

ولاحظ هؤلاء بعد متابعة 493 امرأة , تراوحت أعمارهن بين 42 - 50 عاما, وقياس مستويات الجلوكوز والكوليسترول وضغط الدم لديهن, ومراقبة السلوكيات الصحية المتبعة كنوعية الغذاء والرياضة, وعادات التدخين, وحجم الجسم, وحالاتهن النفسية كالكآبة والقلق والغضب والتوتر طوال 13 عاما, وتقييم الرضا الزوجي ومدى التواصل والحوار والتفاهم مع شركاء حياتهم, أن النساء في الزواج السعيد أقل عرضة للإصابة بعوامل الخطر التي تؤدي إلى الأمراض القلبية والوعائية, مقارنة بغيرهن من المتزوجات غير السعيدات أو غير المتزوجات أو المطلقات أو الأرامل.

وأظهرت الدراسة أن النساء اللاتي يعشن زواجا موفقا يحقق لهن مستويات عالية من الرضا المعنوي والنفسي, تمتعن بصحة أفضل وميزات نفسية أكثر من السيدات المرتبطات بزواج محبط والسيدات غير المرتبطات.

وقاية من الأمراض
============

وكانت الدراسات السابقة قد بينت عددا من العوامل المباشرة وغير المباشرة التي تفسر هذا التأثير للزواج, منها أن الزواج بحد ذاته يحقق فوائدا صحية بما يقدمه من دعم اجتماعي ووقاية من مخاطر العزلة الاجتماعية, فضلا عن تأثير شريك الحياة في المحافظة على السلوكيات الصحية والابتعاد عن العادات غير الصحية.

وأوضح العلماء في مجلة / علم النفس الصحي/ الصادرة عن الجمعية الأمريكية للعلوم النفسية, أن سوء العلاقة الزوجية قد يلغي تلك الفوائد, لأن التوتر الزوجي غالبا ما يترافق مع أنماط حياة غير صحية وعوامل خطر تؤدي إلى الأمراض وعدم إتباع الإرشادات الطبية اللازمة, كما قد يسبب الكثير من الحالات النفسية كالكآبة والقلق والعدائية والغضب التي تزيد مخاطر الإصابات القلبية والأمراض التاجية, وقد يؤثر الزواج غير السعيد على عوامل الخطر الأيضية واستجابات التوتر الحادة التي تلعب دورا مهما في الإصابات الوعائية وضعف العضلة القلبية وتؤدي إلى الوفاة.

وفي النهاية ندعو كل زوجين للتفاهم من أجل حياة سعيدة خالية من الأمراض .

قلل الملح.. حفاظا على صحتك

حتى وإن لم تكن تشكو من أعراض مرضية

كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»*
معارك السيطرة على الملح جعلت بعض البلاد في مواجهة الاخرى، اذ وقف رجال ميليشيات كايب كود في الولايات المتحدة ضد القوات النظامية البريطانية، وحتى القوات الاتحادية ضد القوات الكونفيدرالية. ورغم أن مثل هذه الحروب الجسدية هذه كانت تاريخية، إلا أن حروب الملح ما زالت تدور رحاها اليوم.. لكن في المجلات الطبية والتوصيات الحكومية. والجدل الآن يدور حول سؤال واحد: هل علينا أن نتناول مقدارا أقل من الملح؟

يبدو أن الخبراء لا يزالون يتجادلون حول ذلك منذ عقود، كما انه كان معركة شرسة وعاطفية معا لا هدنة فيها بين طرفين، واحد يقول ان الجميع بحاجة الى اختزال كمية الملح المستهلك في الطعام، وبالتالي تخفيض مخاطر الامراض القلبية، وطرف آخر يقول ان التخفيض الشامل من الملح له تأثير بسيط على الصحة العامة، كما انه سيتحول الى حرمان لا مبرر له لأغلبية الناس.

إذن هل الملح هو شيطان متبلور على شكل كريستالات (بلورات) صغيرة؟ أو نوع من النكهة غير الضارة لبراعم التذوق؟ أم انه أمر بين الاثنين؟ لكوننا نتعلم الكثير عن الطب فإنه لا يوجد جواب صحيح بسيط، ألا وهو أن تأثير الملح على ضغط الدم والصحة العامة يعتمد على الجينات والسن والوضع الطبي والصحي.

* الملح والدورة الدموية بالنسبة الى الباحث الكيميائي، فإن الملح هو الذي تحصل عليه عندما تتداخل الأيونات الموجبة والسالبة في مدارات بعضها البعض. أما بالنسبة الى أغلبية الناس الآخرين فهو عبارة عن كلوريد الصوديوم، أي البلورات (الكريستالات) البيضاء التي تتخلف عندما يتبخر ماء البحر. إنه الصوديوم في الملح الذي يسبب أغلبية هذه المشكلات لكون ملعقة شاي واحدة من كلوريد الصوديوم، أي ملح الطعام، تحتوي على 2300 مليغرام من الصوديوم.

ولا يستطيع جسم الانسان أن يعيش من دون بعض الصوديوم، فهو ضروري لنقل اشارات الاعصاب، وشد وإرخاء ألياف العضلات (بما فيها أوعية الدم والقلب) والحفاظ على التوازن الصحيح للسوائل. ومثل هذه الامور لا تتطلب الكثير من الملح، لكون شعب الـ«يانومامو» في غابات الامازون يحصلون على 200 مليغرام من الصوديوم فقط يوميا (أي ما يعادل عشر ملعقة الشاي). وعلى سبيل المقارنة فإن الاميركي العادي يحصل على 3400 مليغرام (أي نحو 1.5 ملعقة شاي) يوميا، في حين يبلغ الاستهلاك اليومي من ملح الطعام للفرد الواحد في شمال اليابان نحو 26 ألف مليغرام (أي أكثر من 11 ملعقة شاي من الملح).

وعندما يكون الصوديوم ناقصا في الجسم فان مجموعة من الرسائل الكيميائية والهورمونية تبلغ الكليتين وغدد التعرق، بالاحتفاظ بالماء في الجسم، وبالتالي الحفاظ على الصوديوم. لكن لدى الحصول على الصوديوم أكثر بكثير من حاجة الجسم اليه، تقوم الكليتان بطرح الزائد منه عن طريق زيادة البول، أو جعله أكثر ملوحة. لكن إذا لم يجر التخلص من كمية كافية من الصوديوم يتجمع آنذاك في سوائل بين الخلايا. والماء يتبع الصوديوم، وعندما يزداد هذا يزداد حجم السوائل، وبالتالي حجم الدم. وهذا يعني المزيد من الجهد بالنسبة الى القلب، والمزيد من الضغط على الاوعية الدموية. وعلى مر الأيام قد يؤدي ذلك الى تصلب شرايين القلب، ومن ثم الى ضغط الدم العالي والنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو الى الفشل القلبي.

وثمة دلائل اخرى أيضا أن الملح قد يؤدي مباشرة الى أضرار في القلب والشريان الأبهر (الأورطي) والكليتين من دون زيادة ضغط الدم بالضرورة.

وبعض الاشخاص حساسون للملح بحيث يتذبذب ضغط دمهم صعودا ونزولا نتيجة مباشرة لكمية الملح التي يستهلكونها، في حين أن آخرين لا يتأثرون بذلك إطلاقا. ولسوء الحظ لا توجد وسيلة سهلة يعول عليها لتقرير من هم الحساسون للملح.

* دراسات الملح وكانت مئات الدراسات ربطت بين استهلاك الملح وضغط الدم والامراض القلبية ونوبات القلب والوفاة. وبشكل عام أظهرت هذه الدراسات ان تخفيض كمية الملح من شأنه تخفيض ضغط الدم والتقليل من احتمالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية. لكن المشكلة مع مثل هذه الدراسات ان كل واحدة منها لها أخطاؤها التي يثيرها فورا أولئك الذين يعارضون نتائج الدراسة. وهي، أي هذه الدراسات، إما قصيرة جدا أو صغيرة، لا تنطبق على الحياة الواقعية للفرد، أو انها تتأثر بعوامل أخرى غير الصوديوم.

قد اثبتت وجبات DASH انها الافضل بالنسبة الى ضغط الدم من الوجبات المتحكم بها، كما انه بشكل عام كلما كانت كمية الملح قليلة كلما كان الضغط الانقباضي (الرقم العالي في قراءة ضغط الدم) والانبساطي (الرقم الأدنى في قراءة ال

ومن أكثر الدلائل الواضحة أن تناول القليل من الملح يخفض ضغط الدم العالي. مصدره «تجارب الحد من الضغط العالي عن طريق الوجبات الغذائية» DASH، وقد أظهرت التجارب الاولى لـ DASH ان الوجبات الغذائية الغنية بالفاكهة والخضر ومنتجات الألبان المنخفضة الدسم والقمح الكامل والبقوليات والمكسرات والأسماك والدجاج خفضت ضغط الدم لدى الأشخاص الذين كان ضغط دمهم مرتفعا، أو عاديا. لكن التجارب اللاحقة أضافت الملح الى هذا المزيج الغذائي. وجرى مقارنة وجبة DASH مع وجبات متحكم بها التي تشبه كثيرا وجبات المواطن الاميركي العادي. وتناول الفريقان ثلاثة مستويات من الصوديوم: عال بحدود 3500ملغم يوميا. ومعتدل بحدود 2300 ملغم، ومنخفض بحدود 1100ملغم. وقد قام أكثر من 400 متطوع باتباع هذه الوجبات المحددة لهم لمدة شهر كامل.


,ضغط) أكثر تدنيا. وكان للصوديوم المنخفض التأثير الأكبر على الأشخاص من ذوي الضغط العالي الذين كانوا يتناولون الوجبات المتحكم بها، وعلى الاشخاص السود الذين كانوا يتناولون الوجبات ذاتها، والنساء اللواتي تناولن وجبات DASH.

وعملت الوجبات الغذائية DASH المنخفضة الصوديوم أفضل من غيرها بكثير، فقد كان الضغط الانقباضي للمتطوعين الذين عينوا لهذا النوع من الوجبات الغذائية أقل بنسبة 8.9 ملم زئبق أدنى من أولئك الذين كانوا على وجبات صوديوم عالية متحكم بها، بينما كان الضغط الانبساطي 4.5 ملم زئبق أدنى ايضا. وهذا ما يعادل بالنسبة الى الفرد العادي تناول أدوية وعقاقير لتخفيض ضغط الدم. لكن هذه الدراسة لم تتوصل بما فيه الكفاية لمعرفة ما إذا كان هذا يعني أقل نسبة في الاصابة بالامراض القلبية، بيد أن تخفيضات من هذا النوع أظهرت أنها تخفض مخاطر الامراض القلبية بنسبة 20 في المائة والسكتات الدماغية بنسبة 35 في المائة.

* اختلاف البشر إلا أن النتائج الاجمالية من اختبارات DASH وغيرها احتوت على مقدار لا بأس به من الاختلافات. ففي كل اختبار من اختبارات تخفيض كمية الملح، رغم أن ضغط دم أغلبية المتطوعين انخفض، لم يحصل أي تغيير في ضغط دم البعض الآخر، في حين لاحظ آخرون أن ضغط دمهم ارتفع. وقد يعود ذلك الى الاختلافات في كيفية قياس ضغط الدم، ومتى كان يحصل ذلك خلال الدراسة. وقد يعكس ذلك الاختلافات التي تحصل عادة بين يوم وآخر والتي نمر بها جميعا. وقد تكون حقيقية لأن تخفيض كمية الصوديوم لدى بعض الاشخاص قد يرغم الجسم على انتاج المزيد من مادة الـ«رنين» renin، التي تزيد بدورها من مستويات الـ«انجويتينسين» angiotensin الذي هو نوع من البروتينات الذي يرفع ضغط الدم.

لا توجد في الواقع وصفة، أو توصية صالحة للجميع في ما يتعلق باستهلاك الصوديوم، فبعضهم يستفيد حتما من الاقلال من كمية الملح، بينما لا يشكل هذا الامر أي فرق اذا كان الشخص المعني أقل من سن الخمسين، وضغط دمه في المجال الصحيح (أقل من 120/80 ملم زئبق) وصحته العامة جيدة. وهو في هذا الوضع لا يوجد أي سبب يدفعه للقلق من تناول الكميات المعتادة من الملح. لكن تعويد الذات على الاقلال منه أمر نافع لما قد يأتي.

والوجبات المنخفضة الصوديوم هي نافعة للأشخاص المتقدمين في العمر والذين يتحدرون من اصول افريقية اميركية ويعانون من ضغط الدم العالي أو من السكري، أو الذين يرتفع ضغط دمهم بشكل تدريجي. وفي هذه الحالة تحدد التوجيهات والارشادات الغذائية لمعهد الطب الخاصة بالأميركيين وجمعية الطب الاميركية، بألا يزيد استهلاك الصوديوم عن 2300 ـ 2400 مليغرام يوميا.

واذا كنت تعاني من قصور في القلب، فان الملح قد يسبب الانتفاخ لكون استهلاك المزيد من الماء قد يؤدي الى الذهاب الى المستشفى للحصول على الأدوية عن طريق الحقن الوريدية لازالة الفائض من السوائل. من هنا ينصح الأشخاص الذين يعانون من قصور في القلب المحافظة على ما يتلقونه من ملح بأقل من 2000 ملغ يوميا. أما الاشخاص الذين يعانون من أمراض في الكلى فيطلب منهم الامتثال للنصيحة ذاتها.

* أطعمة مالحة ويأتي القليل من الملح من المملحة، أو من المطبخ، لكن الكمية الكبيرة تأتي من الطعام المعالج واللحم المقدد وصلصة العجائن والحساء المعلب أو المجفف. حتى الاطعمة المخبوزة أو المصنوعة تجاريا كالشطائر والعلب الكرتونية تحتوي على الكثير من الملح. ثم ان الاطعمة السريعة هي في العطالة ذاتها، فشطيرة «هوبر» من «بيرغر كينغ» المحتوية على الجبنة مع القليل من البطاطا المقلية تحتوي على نحو 2000 ملغ من الملح، أي ما يساوي المعدل اليومي.

وكانت الجمعية الاميركية للصحة العامة والجمعية الطبية الاميركية وغيرهما قد طالبتا على النطاق الوطني بالتخفيف من كمية الصوديوم المستهلك. وهما تريدان من الوكالة الاميركية للغذاء والدواء رفض كمية الملح الموضوعة على الاطعمة والموصوفة بـ«المكونات الأمينة» لكي تقوم الوكالة بتنظيم محتوى الملح في الطعام. كما ترغب من الشركات المنتجة للأغذية تنظيم محتوى الملح في الاطعمة المعالجة، وفي المطاعم وتخفيضها بنسبة 50 في المائة على الاقل خلال العقد المقبل.

ومثل هذه الاجراءات قد تواجه معركة قاسية لكون قطاع الصناعة الغذائية له تأثير ونفوذ كبيران على الكونغرس الاميركي، كما ان المستهلكين لم يظهروا أي اهتمام لشراء الاطعمة ذات المحتوى المنخفض من الملح. لذلك فإنه بالنسبة الى المستقبل المنظور، عليك بنفسك ان تتدبر أمرك في ما يتعلق بتخفيض كميات الملح والصوديوم في طعامك.

واليك بعض الارشادات المهمة هنا:

> اقرأ قائمة المحتويات والمكونات، واختر الطعام المنخفض الصوديوم.

> حدد من استهلاك الاطعمة المعلبة والمعالجة والمجمدة.

> لدى تناولك الطعام في الخارج، اسأل ما اذا كانت الوجبات محضرة بالملح، أما بالنسبة الى مطاعم الوجبات السريعة فأطلب اللائحة الخاصة بالمعلومات الغذائية.

> اطه الطعام بالأعشاب والتوابل بدلا من الملح.

ولكن ماذا عن بدائل الملح؟ بعضها جيد وبعضها الآخر قد لا يلائم الآخرين. وأدخل في فكرك ان الملح هو واحد من العوامل الكثيرة التي تؤثر على ضغط الدم وصحة الاوعية والشرايين. وللحصول على المنافع جميعها يجب التركيز على الطعام الصحي والتمارين الرياضية والمحافظة على الوزن الصحيح والتخفيف من التوتر والمنغصات.

* خدمة هارفارد الطبية ـ الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز ـ كلية هارفارد