Sunday, July 08, 2007

اخي العزيز، وأختي العزيزة:

هل فكرت يوما في هذا السؤال؟ هل لكلمة "حرام" وزن عندك؟



إن كلمة "حرام" هذه تعني أن هذا الفعل -أيا ما كان- يغضب الله.. هل ورد في ذهنك هذا الخاطر؟


نعم أنت تغضب الله عز وجل.. تغضب خالقك الذي صورك فأحسن تصويرك ووهبك كل ما تعيش فيه من نعم.. تغضب الله الذي تهتز له السموات والأرض، فهل أنت قادر على تحمل تبعات ذلك؟ كلا والله.. ليس هناك من يقدر على ذلك أبدا..

إذن دعني أسألك سؤالا آخر.. هل تعرف أن التدخين حرام؟ ستقول لي: "نعم أعرف أنها عادة سيئة ولكني لا أقدر على تركها، ففيها تنفيس لما أشعر به من غضب، وأشعر أنني لا أقدر على الاستغناء عنها مطلقا.. كما أنني لم أقرأ نصا صريحا يحرم التدخين"..

وسأرد عليك وأقول: بل هناك نصوص وليس نصا واحدا.. ألم يقل الله تعالى في كتابه الكريم: "ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث"؟ ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار"؟

ألا تعرف أنك تضر نفسك بهذه العادة؟ وإذا قلت: "هذه نفسي، فمالك أنت؟" سأقول لك: يا أخي.. إن نفسك أمانة فعليك أن تصونها، كما أنك لا تضر نفسك فقط، وإنما تضرني معك وتضر كثيرين غيري..

إن الذنب نوعان؛ نوع في حق النفس، ونوع في حق الغير، وأنت بهذه الصفة السيئة تجمع بين الأمرين وإذا كان من الممكن أن يتساهل الله في حق من حقوقه وهو الغفور الرحيم، فهل يتساهل الناس معك في حقوقهم وقد وجب أن يسامحوك ليغفر الله لك ذلك.. هل تضمن هذا منهم؟

إنك حين تشرب السيجارة الواحدة فإنك تستنشق 20 بالمائة من المواد الضارة بها؛ حيث يقوم "الفلتر" بمنع قدر من الضرر عنك، أما من حولك فيستنشقون معظم المواد الضارة.. هل تعرف أن 11000 شخص يموتون يوميا بسبب ذلك؟

هل تتوقع بعد ذلك أن يسامحك هؤلاء.. وهل تقدر على تحمل نتيجة ذلك يوم القيامة؛ حيث يأخذ الله من حسناتك فيعطيهم، ثم إذا ما نفدت حسناتك أخذ من سيئاتهم ومنحك إياها؟..

ثم إن ذنب التدخين ليس صغيراً ففيه أشياء تضاعف منه ففيه الجرأة على الله واستصغار الذنب بكثرة التعود عليه.. إن الإنسان قد يفعل ذنباً كبيراً ثم يشعر بالذنب فى حق الله فيتوب سريعاً ويرجع إلى الله فيغفر له مع أن الذنب كبير، وقد يفعل ذنباً صغيراً فلا يراه شيئاً مع أنه في حق ملك الملوك.. يقول أحد الصالحين: "لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر من تعصى".. و"بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله"..

إن الشعوب المتقدمة رصدت الكثير والكثير من أجل الحد من ظاهرة التدخين ودفع الناس على الإقلاع عنها، وتقول الأرقام إن 50% بالمائة من المدخنين في أمريكا قد توقفوا عن التدخين، كما أن 30 مليون مدخن في بريطانيا نجحوا في التحرر من عبودية السيجارة وابتعدوا عن تلك العادة..

أما نحن فمازلنا عاجزين عن مواجهة ذلك الخطر ولعل هذا ما دفع رئيس منظمة الصحة العالمية سابقاً لأن يقول مستهزئا بالدول النامية الفقيرة: "أنا لا أدرى لماذا تريد هذه الشعوب أمراضاً فوق أمراضهم بسبب كثرة ما يدخنون.. إما أنهم جهلة لا يستطيعون قراءة ما كتب لهم على العلبة -التدخين ضار جداً بالصحة ويسبب الوفاة- وإما أنهم فقراء للدرجة التي تجعلهم لا يستطيعون الحصول على العلبة فيشترون بالسيجارة (فرط) فلم يروا ما كتب لهم على العلبة"..

اقرأ يا أخي هذه الكلمات وفكر فيها جيدا، ثم أخبرني هل قررت أن تقلع عن التدخين أم ستظل أسيرا له.. هل لك تجربة في ذلك؟ هل كنت تدخن وأقلعت؟ وهل شعرت بفارق بين الحالين؟ ثم قبل هذا وذاك: "ألا تشعر بأنك قد صرت عبدا لها؟" نحن في انتظار تجاربكم..

No comments: