Wednesday, November 09, 2011

ماذا تعرف عن مرحلة ما قبل الإصابة بالداء السكري


ما المقصود بعبارة : ( مرحلة ما قبل الإصابة بالداء السكري ) ؟

يقصد من هذه العبارة : الحالة الصحية العامة التي تسبق بدء حدوث السكري ، فتكون مستويات سكر الدم أعلى من المستويات الطبيعية بقليل ، ولكنها لم تصل إلى الرقم الذي يشخص ويقرر حدوث الإصابة بمرض السكري فعلياً وبشكل صريح .
وتكون هذه المرحلة مختصرة جداً لا تتعدى مدتها بضعة أسابيع في حالة السكري النمط الأول ، أو المعتمد على حقن الإنسولين كعلاج لابد منه منذ اليوم الأول( الذي كان يسمى سابقاً بالسكري الشبابي ) ، بينما قد تستغرق هذه المرحلة أشهراً متعددة أو سنة في حالة السكري من النمط الثاني ( الكهلي ) ، أي الذي لا يتطلب البدء بحقن الإنسولين فوراً منذ لحظة التشخيص وكشف المرض .
وتكون هذه المرحلة صامتة ، وتمر غالباً بدون أعراض يمكن للشخص أن يشتكي منها ، لدرجة أنه يقول بحدة ( أنا لست مريضاً ، أنا لا أشعر بأي شيء مزعج ، . . ) ، وعلى ذلك ، فإنه لا يصدق أنه يمر في مرحلة المرض ما قبل السكري الصريح .
والجميل في هذا الموضوع ، أنه يمكن في هذه المرحلة التدخل طبياً ومنع حدوث السكري أو الوقاية من حدوثه فعلياً ، وذلك عن طريق إنقاص كمية الدهن والشحم المختزن في الجسم بواسطة الحمية الغذائية الصحية وممارسة الحركة البدنية النشيطة كل يوم .
وتعني الحمية الغذائية الصحية العودة إلى تناول الطعام الصحي ، والذي يتصف بأنه قليل الدهن ، وقليل المحتوى من السكر الأبيض( أي سكر المائدة ) والعودة إلى تناول الخضار بكثرة ، والفواكه الطازجة والبقوليات والحبوب غير المقشورة ، بدلاً من المأكولات الحاوية على السكر المركز ، كالدبس والحلاوة والحلويات المعروفة .
والهدف من ذلك ، هو إنقاص الوزن بضعة كيلو غرامات ، فيؤدي إلى منع أو تأخير الإصابة بالسكري من النمط الثاني ( الكهلي ) ، إذ بمجرد حدوث الداء السكري ، فإنه سيبقى ويستمر ، وربما بدون أعراض مزعجة ، ولن يعود إلى مرحلة الشفاء الكامل ، ولذلك ، فإن الوقاية خير من العلاج .

كيف يمكن تأخير حدوث الإصابة بالسكري النمط الثاني ( الكهلي ) أو الوقاية منه ؟

وفق الدراسات الحديثة ، فإن الأشخاص الذين يحملون إستعداداً كبيراً للإصابة بالسكري ( ونسميهم عادةً ذوي الخطورة العالية للإصابة بالسكري ) ، هؤلاء الأشخاص يمكنهم أن ينقصوا هذه الخطورة عن طريق إنقاص كمية الطعام التي يأكلونها إجمالياً ، وزيادة نشاطهم البدني الحركي ، وإنقاص عدة كيلو غرامات فقط من وزنهم الزائد .
ونلخص هذه الطريقة بالنقاط التالية :
  • إنقاص كمية الدهون والزيوت والشحوم التي يتناولها الشخص كل يوم والتي تدخل في تصنيع الطعام
  • الإعتدال في تناول الأطعمة ذات الطاقة العالية ( الغنية بالحريرات ) كالحلاوة والحلويات والدبس والمربيات
  • ممارسة المشي السريع مدة 30 دقيقة في اليوم ، وعلى خمس مرات في الأسبوع
  • إنقاص الوزن 57 كيلوغرامات خلال السنة الأولى من بدء هذا البرنامج
هذه الخطوات ضرورية جداً للنساء والرجال على حد سواء ، وخصوصاً من وصل في عمره إلى سن الخامسة والأربعين عاماً فما فوق ، حيث يجب أن يبدأ بمرحلة جديدة من حياته وعليه أن يحافظ عليها .

اسأل نفسك : ( هل من المحتمل أن أكون الآن في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري) ؟

طبعاً نحن لا نتمنى ذلك أبداً ، ولكن عندما تصل إلى عمر الستين عاماً فإن جسمك لم يعد يحرق أو يستهلك كل الطعام الذي إعتدت على أكله يومياً منذ أن كنت شاباً ، بل صار يحوله إلى دهن وشحم يخزنه تحت جلدك ، بينما صارت عضلاتك ضعيفة نوعاً ما ، فبدلاً من أن ترفع حاوية الزيت بيدك لتدخلها إلى المنزل ، صرت تجرها جراً بيديك الإثنتين ، لذلك لا بأس أن تطلب من طبيبك أن يقيس لك مستوى سكر دمك إذا توفرت لديك إحدى العلامات التالية :
  • إذا كنت زائد الوزن أو سميناً
  • إذا كنت قليل الحركة ونادراً ما تتنقل على قدميك
  • إذا كان أحد والديك ، أو أحد إخوتك مصاباً بالسكري
  • إذا كان عمرك أكثر من 45 عاماً ووزنك يزداد شهراً بعد شهر
  • إذا كان عمرك أقل من 45 عاماً ووزنك زائد
ونضيف على ما سبق ما يتعلق بالسيدات خاصة :
  • إذا كنت قد أنجبتِ طفلاً وزنه فوق 4 كيلو غرام
  • إذا كان يصيبك السكري الحملي أثناء الأحمال السابقة
  • إذا كنت تنجبين مواليد ميتة
  • إذا كان يحدث عندك إسقاطات متعددة بدون سبب
وقد يشتبه طبيبك بإحتمال وجود إستعداد قوي عندك للإصابة بالسكري إذا أجرى لك تحليلاً مخبرياً أو فحصاً في العيادة و وجد نتيجته واحدة مما يلي :
  • إذا كنت مصاباً بإرتفاع في ضغط دمك ، أي فوق 13/ 8 بزيادة واحد للرقمين
  • إذا كان سكر دمك الصباحي على الريق أكثر من 100 ميليغرام / د ل وأقل من 126 ميليغرام / د ل
  • إذا كان سكر دمك الصباحي على الريق أكثر من 140 ميليغرام / د ل وأقل من 200 ميليغرام / د ل
  • إذا كان لديك الكوليسترول المفيد HDL ( إتش دي إل ) أقل من 35 مليغرام / د ل
  • إذا كانت لديك الشحوم الثلاثية TG ( تي جي ) مرتفعة فوق 250 مليغرام / د ل

كيف تستطيع إكتشاف أنك في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري ؟

لا توجد أعراض لمرحلة ما قبل الإصابة بالسكري ، ولكنك تحتاج إلى قياس سكر دمك ، وقد يلجأ الطبيب أو المخبري إلى قياس سكر دمك بواحدة من هذه الطرق :

الطريقة الأولى :

تسمى قياس سكر الدم الصباحي على الريق ( ونسميه أيضاً الصيامي ) ، وذلك بعد نوم 8 ساعات في الليل على الأقل .
هذه الطريقة هي الشائعة ، فإذا كان سكر دمك الصباحي على الريق أكثر من 100 ميليغرام / د ل وأقل من 126 ، دل ذلك على وجود إستعداد شديد لتطور حدوث مرض السكري ، وهذه الأرقام هي فوق الطبيعي ، ولكنها لم تصل إلى مرض السكري بعد ، فإذا وصلت إلى الرقم 126 ميليغرام أو أكثر لمرتين وعلى يومين مختلفين ، فهذا يعني حتماً أنك مصاب بالسكري .

الطريقة الثانية :

تسمى إختبار تحمل السكر الفموي الصباحي أو الصيامي ، وهو يقيس سكر دمك بعد صيام عن الطعام ليلة كاملة ، مع الإمتناع عن التدخين أو شرب المنبهات صباحاً ( القهوة والشاي والمتة ) أو أي دواء ، مع عدم وجود حالة صحية طارئة أخرى كالرشح أو الحمى أو دورة شهرية ، ثم يقيس الطبيب سكر دمك بعد أن يعطيك كوباً من الماء محلى بنوع من السكر يحضره في المخبر ، فإذا كانت النسبة فوق 140 ميليغرام وتحت 200 ميليغرام ، بعد ساعتين من شرب هذا السائل ، فذلك يعني وجود حالة ما قبل السكري .

الطريقة الثالثة :

تسمى إختبار تحمل السكر الفموي النهاري ، وهو يقيس سكر دمك بعد تناول وجبة طعامية رئيسية غنية بالنشويات ( الخبز أو الأرز أو البرغل ) بساعتين ، ، فإذا كانت النسبة فوق 140 ميليغرام وتحت 200 ميليغرام ، بعد ساعتين من تناول أي وجبة ، وعلى مرتين مختلفتين ، فذلك يعني وجود حالة ما قبل السكري .

كيف أرجع أرقام سكر الدم المذكورة إلى المستوى الطبيعي ؟

نبدأ أولاً بما يتعلق بالطعام
تستطيع أن تقوم بما يلي :
  • تناول يومياً وجبة خفيفة كفطور
  • وزع طعامك اليومي على 34 وجبات طعامية في اليوم ، ولا تحذف وجبة الفطور منها
  • تناول وجبة العشاء في وقت مبكر من الليل
  • إمتنع عن إدخال الطعام على الطعام ، فالفواكه مثلاً تؤكل قبل أو بعد الوجبة الرئيسية بساعتين وليس بعدها مباشرة
  • قلل من تناول البذور والمسليات الطعامية
  • قلل من كمية الدهون التي تدخل في صنع الطعام بالتدريج
  • إستبدل بعض الدهون ( السمن ، الزبدة ) التي تدخل في صنع الطعام بالزيت وزناً بوزن
  • إستخدم الشوي أو السلق أو الخبز في الفرن في إعداد الطعام اكثر من القلي
  • تناول الخضار مع كل وجبة طعام ، سواء على شكل طبيخ أو سلطة ، ففيها مواد غذائية مفيدة جداً قد لا توجد في الأطعمة الأخرى
  • إبدأ طعامك دائماً بتناول طبق من الخضار المطبوخة أو السلطة ، وذلك قبل أن تتناول الخبز أو الأرز أو البرغل
  • أزل قطع اللية والدهن الأبيض العالقة في اللحم الأحمر ، ولا تدخلها مع عملية الطبخ
  • أترك الطعام قبل أن تحس بالشبع بقليل ، لأنك ستشعر به فعلياً بعد أن تغسل يديك بعد الطعام .
  • لا تتناول العصير أو المشروبات الغازية مع الطعام ، وإعلم أنها لا تساعد على الهضم
  • إذا كنت معتاداً على شرب المشروبات الغازية لتطفئ ظمأك ، إستبدلها بالماء العذب
  • لا تتناول الطعام مع غيرك في قصعة واحدة ، بل تعود على أن يكون لكل شخص صحنه ، ويضع في الكمية التي تناسبه من الطعام .
نبدأ ثانياً بما يتعلق بالحركة والنشاط
إستخدم قدميك للمشي والتنقل أكثر بدلاً من ركوب السيارة أو الدراجة النارية
  • إستخدم الدرج بدلاً من المصعد
  • لين مفاصلك ببعض الحركات يومياً في المنزل وقبل خروجك منه
  • قم بالمشي السريع يومياً مدة 30 دقيقة ، إما دفعة واحدة أو مقسمة على مرتين أو ثلاث مرات
  • تعود على قضاء حوائجك اليومية مشياً على الأقدام خمسة أيام في الأسبوع
  • حاول أن تشد ظهرك عند المشي السريع
  • تعود أن ترفع قدمك عن الأرض عند المشي وليس جرها على الأرض جراً
  • إحمل بعض الأوزان الخفيفة أثناء المشي ، مثل حاجياتك والأغراض التي إشتريتها من السوق
  • خذ نفساً عميقاً قبل القيام بأي جهد شديد مثل حمل عبوة البوتوغاز أو نقل أثاث البيت
  • قم بعملية التمطط قبل النوم وبعد الإستيقاظ منه بدقائق
  • تعاون مع الآخرين في الأعمال التي تحتاج جهداً ، حتى لو كانت أعمالاً منزلية
إذا ما عملت على تنفيذ ما سبق ، ولو بالتدريج ، فإن وزنك سيتناقص بالتدريج تلقائياً ، وهو علامة أن ما تقوم به من تعديلات في حياتك اليومية يسير بالشكل الصحيح ، وستكون عملية تناقص الوزن بمعدل نصف إلى واحد كيلو غرام بالأسبوع ، ولكن لا تتعجل جداً في إنقاص وزنك ، لأن النقص السريع له يعني أنك ستسترجعه بسهولة في وقت قصير أيضاً .

هل توجد أدوية لتعالج الحالة ما قبل الإصابة بالسكري ؟

لا ، لا توجد أدوية معينة ، ولكن كل ما يساعد على الإقلال من تناول الطعام الزائد ، مع الإقلال من تناول السمن والزبدة والدهن بأنواعه ، والعمل على إنقاص الوزن بالتدريج ، وزيادة النشاط الحركي في النهار ، هي أفضل وسيلة للتخلص من حالة ما قبل السكري والوقاية من الإصابة الحقيقية بهذا المرض .

No comments: