Friday, October 20, 2006

نقاب معلمة بريطانية أمام محكمة أوروبية


لندن ـ وكالات ـ إسلام أون لاين.نت

الجدل حول النقاب احتل صفحات رئيسية بصحف بريطانيا

رفضت محكمة بريطانية دعوى قضائية رفعتها معلمة مسلمة اتهمت فيها مجلس التعليم بالتمييز ضدها والتحرش بها عندما أوقفها عن العمل لرفضها نزع النقاب خلال أوقات العمل، وهو الحكم الذي تعتزم المسلمة البريطانية استئنافه أمام محكمة أوروبية.

وقال مسؤول بمجلس منطقة كيركليز التعليمية الذي أوقف المعلمة عائشة عزمي (24 عاما) إن محكمة عمالية رفضت مزاعمها بالتعرض لتمييز مباشر وغير مباشر وبتعرضها للتحرش.

وقبلت المحكمة شكوى عائشة التي تدرس الإنجليزية في مدرسة بغرب يوركشير (شمال إنجلترا) ضد المجلس في دعوى تعرضها للاضطهاد، لكنها لم تنصفها في موضوعي التمييز والتحرش.

واكتفت المحكمة العمالية في حيثيات حكمها الذي صدر مساء الخميس بإلزام مجلس منطقة كركليس التعليمية بأن يدفع لعائشة ألف جنيه إسترليني (1491 يورو) تعويضا عما وصفته بـ "الإساءة المعنوية".

وكانت المعلمة المسلمة قد أوقفت عن العمل لرفضها نزع نقابها أثناء قيامها بالتدريس، وشددت المدرسة التي تعمل بها على أن طبيعة عملها تقتضي تواصلا مباشرا مع التلاميذ.

وردت عائشة على هذه المزاعم للصحفيين بأن نقابها لم يتسبب على الإطلاق في عرقلة عملها كمعلمة. وقالت: "النقاب لا يخلق حاجزا. يمكنني التدريس بشكل جيد تماما مع ارتدائي النقاب"، وقالت إن المنتقبات لسن "معزولات" عن المجتمع.

وقال محامي عائشة إنها تنوي الاستئناف وربما نقل الدعوى إلى محكمة العدل الأوروبية.

اهتمام واسع بالقضية

جاك سترو

وحظيت الدعوى التي رفعتها عائشة باهتمام في أنحاء بريطانيا بعد التصريحات الأخيرة والمثيرة للجدل لرئيس مجلس العموم البريطاني ووزير الخارجية السابق جاك سترو، والتي قال فيها إن المسلمات اللاتي يرتدين نقابا كاملا يجعلن العلاقات داخل المجتمع أكثر صعوبة.

وقال سترو إنه يفضل ألا ترتدي النساء النقاب لأنه يعد "دليلا واضحا على الانفصال والفرقة" . كما تدخل رئيس الوزراء توني بلير الأسبوع الجاري في الحوار المشحون للغاية بشأن ارتداء المسلمات لنقاب كامل واصفا إياه بأنه "علامة على الانفصال" مؤيدا بذلك كلام سترو.

كما تدخل رئيس الوزراء توني بلير هذا الأسبوع في الحوار المشحون للغاية بشأن ارتداء المسلمات لنقاب كامل واصفا إياه بأنه "علامة على الانفصال".

وانتقدت عائشة عزمي مواقف الساسة ضد النقاب في بريطانيا في تصريحات لها عقب النطق بالحكم قالت فيها: "المسلمات اللواتي يرتدين النقاب لسن مخلوقات فضائية وعلى السياسيين أن يقروا بان ما يقولونه قد يؤثر بشكل خطير على حياة الأقليات التي يعاملون أفرادها كمنبوذين".

ورفض زعماء مسلمون ببريطانيا التصريحات التي أدلى بها هو ووزراؤه بشأن النقاب، وقالوا إنها عرضتهم لخطر الانعزال.

وقال محمد نسيم رئيس المسجد المركزي في برمنجهام ثاني أكبر مدن إنجلترا "هناك هجوم متصاعد من جانب الحكومة على البريطانيين المسلمين".

وأضاف "في كل يوم يظهر شيء أو آخر.. الحجاب.. أو المدارس الدينية أو الأعياد الوطنية. هناك حملة ذم ولا أعرف ماذا سيأتي بعد".

تنامي الإسلاموفوبيا

ويأتي الجدل بشأن النقاب في ظل موجة متصاعدة من العداء للمسلمين "الإسلاموفوبيا" تجتاح أوروبا، في ضوء الطموحات الانتخابية لليمين المتطرف في العديد من البلدان الأوروبية.

ويرى عدد من المفكرين الغربيين أن "الإسلاموفوبيا" أصبحت الطريقة الأسهل للحصول على الأصوات الانتخابية، مشيرين إلى أنه في بلدان مثل فرنسا وبلجيكا وبريطانيا والدانمارك وغيرها من البلدان الأوروبية أصبحت كلمات إسلام ومسلمين وقرآن.. تُعَدّ بالنسبة لليمين المتطرف مرادفات للعنف والتطرف والإرهاب ونبذ الآخر.

No comments: