Tuesday, November 14, 2006

قوارب الصيد ملاذ الفقراء في مصر




القارب ليس للصيد فقط


عشرات من أسر الصيادين الفقيرة تعيش في قواربهم الصغيرة في النيل بدلا من العراء والمقابر.

ميدل ايست اونلاين
القاهرة ـ في مدينة القاهرة المترامية الأطراف المكتظة بسكانها يعيش آلاف من أفراد الأسر المصرية الفقيرة في قاع المجتمع والسعداء منهم من ينجحون بصعوبة في الحصول على لقمة العيش وسقف يحميهم.

ويعيش كثير من تلك الأسر في فقر رغم أن لها مصدر رزق مهما هو صيد الأسماك من نهر النيل. وتعيش عشرات من تلك الأسر منذ أجيال في قوارب صغيرة للصيد على صفحة النهر.

ويقول محمود صياد الأسماك الذي يعيش مع والدته وشقيقه وزوجته أماني التي اقترن بها قبل ثلاثة شهور في قارب لا يزيد عرضه على مترين وطوله على أربعة أمتار "انه لا يعتمد في رزقه سوى على الله شأنه في ذلك شأن كل الصيادين".

وقال محمود "أنتهي من الصيد في نهاية اليوم، وان نجحت في اصطياد سمك احتفظ به لليوم التالي وتبيعه زوجتي في السوق وتقوم بشراء احتياجاتنا ونحن نعيش في هذا القارب".

ويمارس محمود مهنته مع أفراد أسرته ويعيشون أيضا في القارب حيث يصيدون الأسماك ويأكلون ويطهون وينامون ليحلموا بغد يتغير فيه واقع حياتهم الفقيرة على صفحة النهر الذي يشق العاصمة المفعمة بالحركة التي يسكنها 18 مليون نسمة.

وحاولت الحكومة مساعدة أسر الصيادين من قبل بتوفير مساكن رخيصة لهم. ولكن هذه الأسر التي تعيش على حد الكفاف لا تستطيع دفع مقدم الثمن المطلوب للانتقال إلى شقة رخيصة أو حتى تكاليف الإقامة في شقة بسيطة.

ومع قدوم الشتاء هذا العام لا يجد أفراد الأسر الفقيرة التي تعمل وتقيم وتتزوج وتموت أحيانا في القوارب في النيل ما يقيها البرد القارس.

وتقول أماني زوجة محمود "عند حلول الشتاء نشعر ببرد شديد ولا نتمكن من الصيد. وفي الصيف أيضا تكون عملية الصيد صعبة بسبب حرارة الشمس".

وكأنما لا يكفي أسر سكان القوارب ما تعانيه من تقلبات النهر وأحوال الطقس وقلة الصيد فهي في صراع دائم مع الشرطة المصرية التي لا تفتأ تداهمهم لفحص تراخيص الصيد التي يواجهون مشقة كبيرة في استخراجها وتجديدها.

وولد محمود في قارب في النيل مثل آلاف من صيادي الأسماك الأخرين الذين يعيشون في قوارب ويلقون شباكهم في مياه النهر. وكان والده الراحل ووالدته يعملان بالصيد، ويرجح أيضا أن يعمل أبناؤه الذين لم يرزق بهم بعد بنفس المهنة.

وربما اعتادت بعض الأسر التي تعيش في قوارب الصيد على حياتها ولم تعد تتطلع إلى تغييرها لكن أم محمود تحلم بمسكن يؤوي أسرتها، وعمل يشتغل به أبناؤها، وفرصة لأحفادها للذهاب إلى المدرسة.

ام محمود "أتمنى أن نجد مسكنا لنعيش فيه وأن يعمل أبنائي في أي عمل ونبتعد عن النهر"تهم ورزقهم

وفي القاهرة التي يتزايد فيها عدد الفقراء ويبيت كثير منهم أحيانا في العراء أو يعيشون في المقابر أصبحت أسر هؤلاء الصيادين الذين جاءوا إلى العاصمة بحثا عن حياة أفضل مرتبطة تماما بالنهر رغم أن ما تجود به مياهه عليهم يكفي بالكاد لمعيش

.


طباعة شاملةطباعة مبسطة

No comments: