لاول مرة بمصر..زرع كبد وكلي لمريض من متبرعين أحياء في وقت واحد

نجح فريق جراحي مصري في إجراء زرع كبد وكلي لمريض من متبرعين أحياء في عملية واحدة‏,‏ والجراحة التي أجريت منذ شهر تقريبا لأول مرة ترفع من معدلات نجاح عمليات زرع الأعضاء‏

خاصة للحالات التي تعاني من فشل كبدي وكلوي في ذات الوقت.
ورحلة المهندس م.س(58 سنة) مع المرض كما يرويها بصوت واهن من خلف الكمامة الطبية علي سرير المرض, بدأت في مراحل عمره المبكرة, مع إصابته كغيره من ملايين المصريين بالبلهارسيا, ففي ذلك الوقت لم تكن المحاقن البلاستيكية قد ظهرت بعد, وكان العلاج المتاح هو حقن الترتير المقيء عبر سرنجات متكررة الاستعمال لإعطاء علاج لمرضي البلهارسيا, مما تسبب في إصابته, كملايين المصريين بالفيروس الكبدي سي, وبمرور الزمن تفاقمت حالة كبده, وفي عام2007 أصيب بدوالي المريء وتم علاجه وبمتابعة حالته خلال3 أعوام, تبين تكون بؤرة سرطانية علي الكبد مما استدعي التدخل الجراحي وإجراء زرع للكبد, كما تأثرت وظائف الكلي بشكل كبير حتي أصابها الفشل.

ويقول الدكتور محمود المتيني أستاذ الجراحة ومدير مركز زرع الأعضاء بطب عين شمس ورئيس الفريق الجراحي إنه بعد إجراء الأشعة والتحاليل اللازمة لهذه الحالة تبين أنه يحتاج إلي زرع كلي وكبد, لأنه لم يكن لدينا خيار بالمخاطرة بإجراء زرع كبد فقط, نظرا لفشل وظائف الكلي, حيث وصل معدل الكرياتينين الي3.5 علما أن المعدل الطبيعي للكلي السليمة هو0.9, مما سيعرض المريض لمضاعفات صحية خطيرة بعد إجراء زرع الكبد قد تؤدي لوفاته, لأن المريض بعد عملية زرع الكبد يتناول أدوية مثبطة للمناعة للحد من رفض الجسم للعضو الذي تم زرعه, هذه الأدوية تؤثر علي وظائف الكلي, وفي حالة فشل وظائف الكلي مقدما, كما في هذه الحالة, فإنه سيكون من المخاطرة إجراء عملية زرع كبد أو كلي علي حده, لذا لم يكن هناك من خيار سوي إجرائهما في آن واحد. وقد أثبتت التجارب العلمية الدولية أنه في مثل هذه الحالات التي يتم فيها زرع الكبد والكلي ترتفع نسب نجاح العملية الي85% عن إجراء عملية زرع كبد فقط والتي تقدر نسب نجاحها بـ70%.

ويضيف الدكتور محمود المتيني إنه في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس سي سواء لحالات مصابة بفشل كلوي وانتقلت لها العدوي الفيروسية الكبدية أثناء الغسيل الكلوي عبر أجهزة الغسيل الكلوي, أو من خلال تأثر الكلي بمضاعفات الفشل الكبدي, فإنه من الوارد أن نجد حالات كثيرة تعاني من الفشل الكبدي والكلوي في ذات الوقت, وعلي ذلك فإن مثل هذا النوع من الجراحات يعد بمثابة الحل الأمثل للعديد من الحالات, وحتي لا نصل لهذه المرحلة فإننا ندعو لأهمية الكشف وعلاج فيروس سي مبكرا.

ويقول الدكتور حازم أبو الفتوح أستاذ جراحة الكي والمسالك البولية ورئيس فريق زرع الكلي إن هذا النوع من الجراحات يحتاج الي تنسيق كامل بين الفرق الجراحية المختلفة, وخلال الشهور الماضية أجرينا جراحة مشابهة لطفل عمره6 سنوات, تبرعت له والدته بإحدي كليتيها وجزء من الكبد, إلا أنه في هذه الحالة فقد تطلب الأمر إيجاد متبرعين واحد للكلي وآخر للكبد, وهو الأمر الذي أجل إجراء العملية لمدة7 أشهر للتأكد من توافق الأنسجة وفصيلة الدم للمتبرعين مع المريض, ولو كان هناك قانون مفعل يتيح نقل الأعضاء من المتوفيين لما عاني هذا المريض وأسرته حتي يجد المتبرعين ولما تأخرنا كل هذه الشهور لإجراء الجراحة.

ويوضح الدكتور حسن صبري مدير مستشفي وادي النيل ـ الذي أجريت به الجراحة ـ أن أهم ما يميز هذا النوع من العمليات هو التنسيق التام بين الفرق الجراحية, حيث يصل عددهم لأكثر من33 جراحا وطبيبا, فعملية زرع الكبد والكلي هي في حقيقة الأمر3 جراحات تتم بالتوازي حيث يتم إعداد المريض ومتبرع الكبد في غرفتين منفصلتين ثم يتم أخذ جزء من كبد المتبرع وزرعه في المريض, وبعد إتمام ذلك وإخراج متبرع الكبد للرعاية المركزة يتم إعداد متبرع الكلي في غرفة ثالثة وأخذ الكلي اليمني منه وزرعها في المريض, واستغرقت الجراحة12 ساعة, والمتبرعان والمريض بحالة صحية جيدة.