Friday, October 15, 2010

كبد مثالي .. نظام غذائي لجميع مرضى الكبد


مـحـيـط ـ مــروة رزق
   



بعد أن تفشت التهابات الكبد وخاصةً الوبائية منها بصورة خطيرة وتوطنت في الكثير من دول العالم سواء في صورها الحادة أو المزمنة وأصبحت تمثل مشكلة خطيرة على صحة الإنسان، عكف الباحثون على إجراء العديد من الأبحاث بهدف التوصل إلى الأسباب المؤدية إلى هذه الأمراض وإيجاد الطرق المناسبة للوقاية منها.
  
وبالتالي عندما ينصب الاهتمام علي إجراء الدراسات والبحوث الخاصة بهذا العضو، فالأمور تختلف تماماً، خاصةً أن مصير الإنسان قد يتعلق بسلامة كبده ...

ففي إطار الأبحاث العلمية التي تجري للتوصل إلى كبد مثالي، تقوم عيادة التغذية الإكلينيكية لمرضي الكبد بالمعهد القومي للتغذية‏ "بتطبيق بروتوكول غذائي‏" للمحافظة على خلايا الكبد والصحة العامة وزيادة كفاءة الجهاز المناعي لمتردديها من المرضى بشرط تحقيق التوازن الغذائي الذي يعتمد على العناصر الغذائية‏,‏ بما يتناسب والمرحلة المرضية والغذائية للمريض وتاريخه المرضي‏.‏

والبروتوكول تم اعتماده منذ ثلاث سنوات بواسطة نخبة من أطباء التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية وهم الدكاترة أمينة عبد المطلب ودينا شهاب وإيمان سلطان‏,‏ ويعتمد على الاستعانة بالمصادر الطبيعية للفيتامينات أو تعويض الفيتامينات الذائبة في الدهون التي يصعب امتصاصها أو تفقد في حالات الإسهال الدهني مثل "‏A,E,D,K".

كما يحتاج بعض المرضى تناول جرعات إضافية من فيتامين "ب" المركب‏,‏ "ج" والزنك لتحسين الشهية وتناول مضادات الأكسدة الموجودة في الخضروات الطازجة لتحسين القدرة المناعية‏، طبقاً لما ورد بـ"جريدة الأهرام".
وقد تستوجب الحالة الغذائية تقسيم الوجبات الغذائية من ‏4‏ ـ‏6‏ وجبات صغيرة مع استبعاد أو إضافة لبعض العناصر الغذائية ولا يجوز الاقتصار علي تناول السكريات فقط لما ينتج عنه من رغبة في القيء للمرضي المصابين بالالتهاب الكبدي الوبائي أو حرمان من العناصر الغذائية الضرورية‏,‏ وقد تحدث نقص المناعة وهزال بالجسم ويفضل تناول غذاء عالي السعرات، مثل عصير الفواكه الطبيعية والعسل وكذلك الأطعمة الغنية بالنشويات والمكرونة والأرز والبطاطس مسلوقة وتناول البروتين عالي القيمة الغذائية مثل اللحوم قليلة الدهون‏.‏

ويعطي مريض الكبد الدهني دهوناً قليلة من الزيوت النباتية السهلة الهضم من‏40‏ ـ‏50‏ جراماً ولا يجوز منعها تماماً للمحافظة على خلايا الكبد وهى مصدر جيد للطاقة، كما يجعل الطعام أكثر استساغة‏,‏ مع ضرورة الإقلال من السكريات البسيطة لتجنب تحويل الكبد الزائد عن الحاجة منها إلى مواد دهنية قد تتراكم بداخل خلاياه‏.
‏كما يجب مراعاة تناول كمية كافية من الخضراوات والفاكهة الطازجة التي تساعد على حماية خلايا الكبد بما تحتويه من الفيتامينات ومضادات الأكسدة وكذلك الألياف الغذائية التي تعمل على امتصاص الدهون الزائدة، مثل خضراوات السلطة‏‏ جزر مبشور وبنجر مبشور وأوراق الكرنب والبقدونس‏.‏
وينصح مرضي السمنة والمصابون بالكبد الدهني باتباع الأنظمة الغذائية التدريجية السليمة لإنقاص الوزن‏,‏ مع ممارسة الرياضة يومياً وتناول الغذاء المتوازن الخالي من الكوليسترول‏‏ الحبوب والبقول والخضراوات والفاكهة وبياض البيض والزيوت النباتية‏‏ وتجنب الأغذية الغنية بالكوليسترول، مثل صفار البيض والمخ والكبدة والكلاوي والدهون الحيوانية‏.‏
ويفضل لمرضي دوالي المريء تناول العصائر المضاف إليها مواد غذائية لرفع قيمتها الغذائية بين الوجبات، مثل عصير الفواكه باللبن‏,‏ مع تناول الأطعمة اللينة وشبه الصلبة وتجنب الأغذية الصلبة التي قد تحدث خدوشاً بالمريء وتسبب النزيف كالخبز الجاف وبذور الفواكه‏,‏ والاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين "ك"، كالخس والسبانخ والبروكلي والخضراوات‏,‏ ومراعاة تناول الأطعمة المحتوية على نسبة جيدة من الحديد، مثل الكبدة واللوبيا والعسل الأسود واللحوم الحمراء والحبوب كاملة القشرة كالبليلة‏,‏ وبخاصة بعد حالات نزيف الدوالي لتعويض خلايا الدم الحمراء وعدم تناول الحريفات كالفلفل الأسود كالشطة والمخللات‏,‏ وكذلك‏,‏ الفواكه الحمضية التأثير كالبرتقال البلدي‏,‏ الليمون‏,‏ المشمس والتمر هندي والكركديه وعصير الطماطم والتي قد تسبب تهيج بالمريء.
كما يجب تجنب شرب الشاي الثقيل والقهوة المركزة والماء المثلج والعصائر المثلجة والسوائل شديدة السخونة لتلافي حدوث انقباض في الأوعية الدموية بالمريء والمعدة‏.‏
ويحذر البروتوكول مرضى الاستسقاء من إضافة الملح أثناء طهي الطعام والاستعاضة عنه بالليمون أو الكمون وعدم تناول الأطعمة عالية المحتوي من الصوديوم، مثل اللحوم المحفوظة أو المصنعة مثل اللانشون والبسطرمة والأسماك المملحة والمخللات الزيتون والمعلبات التي تحتوي على مادة حافظة مثل معلبات الطماطم والخضراوات والعصائر‏,‏ كما يجب تناول وجبات عالية المحتوي من البروتين على أن تكون النسبة الغالبة من البروتين النباتي لتجنب الإصابة بالغيبوبة الكبدية‏.‏
أغذية مريض الكبد



اعتبرت الجمعية المصرية للدراسة المعدية وأمراض الكبد أن الغذاء المناسب لمرضى الكبد جزء من العلاج تماماً مثل الدواء، وبصفة عامة طالما أن كفاءة الكبد معقولة، فلا يجب أن يتجنب المريض أى طعام، أى أن الغذاء المناسب هو الذى يحتوى على كربوهيدرات وبروتينات ودهون ويحتوى على الفيتامينات والمعادن المهمة، وطبعاً الامتناع عن شرب الكحوليات.


وبالنسبة للالتهاب الكبدى المزمن لا توجد موانع لأكل البروتينات ويجب تشجيع المرضى على أكل البروتينات النباتية والحيوانية مع غذاء يحتوى على بقية العناصر الهامة.

وبالنسبة لمرضى الكبد بصفة عامة يجب الاهتمام بالسلطة الخضراء والخضار الغير كامل التسبيك "نئ × نئ" والفاكهة، حيث أثبتت الأبحاث وجود مضادات الأكسدة فى هذه الأغذية والتى تساعد الجسم على مقاومة أمراض الكبد، فالغذاء الذى يحتوى على كمية كبيرة من الخضروات والفاكهة وقليل من الدهون يمكن أن يقلل من نسبة حدوث أورام بالكبد، كذلك يفضل استعمال زيت الزيتون وذلك لعدم وجود فطريات به والتى قد تفرز مادة الأفلاتوكسين والتى قد تساعد على حدوث الأورام الكبدية.

وتحذر الجمعية مرضى الكبد بعدم تناول الأغذية والأطباق التى تستعمل فيها طرق طهى لا تتحملها (مثل المسبك)، أما بالنسبة لسوء الهضم والانتفاخ، فيجب أن يمتنعوا فقط عن الأغذية التى قد تسبب الانتفاخ... فمثلا لو كانت السبانخ تسبب متاعب لك ابتعد عنها، كما تنصح المرضى بتدوين أنواع الأطعمة التى تسبب لهم متاعب، وبذلك يصلون إلى قائمة بالطعام المناسب والغير مناسب لهم.
أما عن الأطعمة التي قد تسبب الانتفاخ بالنسبة لمرضى الكبد فهى الحبوب، الكرنب، الفلفل الحلو، البصل، زعتر، عيش الغراب، الكرات، الكرنب، سلاطة البطاطس، البيض المسلوق كاملاً، الأكلات المحمرة، والمدهنة والأكلات المدخنة، والشاى الثقيل أو القهوة الدوبل، والمكسرات "البندق ، اللوز، الجوز، عين الجمل" ، الكريمة، الفاكهة بالبذور "مثل العنب، الجوافة".

وتشير الجمعية المصرية إلى أن علامات سوء التغذية لمريض الكبد تتمثل في نقص الوزن الظاهر، وزيادة نسبة الدهون عن نسبة العضلات، وتورم القدم وانتفاخ بالبطن، وكذلك ضعف العضلات وضمورها، ويمكن ملاحظة ذلك فى عضلات الذراع والفخذ.
 
وعن دور البروتينات "اللحوم" بالنسبة لمرضى الكبد، تؤكد الجمعية أن البروتينات هى المفتاح للغذاء الجيد لهؤلاء المرضى بصورة عامة، وأيضاً هى الطريق لحدوث مضاعفات الكبد والمتعلقة بإلاضطرابات العصبية فى الحالات المتقدمة.

فعندما يتناول الإنسان اللحوم، يتم هضمها وامتصاص أصغر جزئياتها فى الدم فى صورة أحماض أمينية ... ولكن بعض البروتينات لا يتم امتصاصها وتتغذى عليها البكتريا التى تعيش فى داخل الأمعاء، وينتج عن هذه البكتريا بعض السموم والتى يتم امتصاصها داخل الكبد، ناهيك عن تكسير البروتينات وامتصاص مكونات التكسير مثل الأمونيا فى الدم وتذهب هذه المواد إلى مخ المريض وتسبب له الاضطرابات العصبية.
ويجب أن نعرف أن البروتين يتكون من أحماض أمينية، ونحن نحتاج هذه الأحماض الأمينية لتكوين العضلات وجسم الانسان نفسه "حتى نسيج الكبد" وهى أيضاً مهمة لتكوين الهرمونات والأنزيمات التى يحتاجها الجسم للعمليات الحيوية المختلفة، ويجب أن نعرف أن البروتين يصعب تكوينه من الدهون والكربوهيدرات.

ويعطى مريض الكبد والذى يشكو من أعراض عدم القدرة على التركيز والدوخة ورعشة فى اليد حوالي 40 جم بروتين فى اليوم، ويستحب بين الحين والآخر زيادتها إلى 60جم فى اليوم، ويجب منع البروتينات نهائياً فى حالات الغيبوبة الكبدية.. أما الانسان النباتى الذى لا يأكل اللحوم ويعتمد على الغذاء النباتى "الخضار" يحصل على 30 جم بروتين فى اليوم على الأقل من الخضروات.

وتنصح الجمعية مرضى الكبد بالامتناع عن ملح الطعام فى حالة تورم القدمين والاستسقاء بالبطن، ويجب أن يعلم المريض أن لتر من اللبن الحليب يحتوى على 102 جم ملح، وأيضاً المياه المعدنية تحتوى على ملح واستعمال الخضار والفاكهة يعطى غذاء قليل الملح .

وعن بدائل استعمال الملح، فينصح الأطباء باستعمال سلطة خضراء طازجة بدون إضافة ملح، واستعمال الفواكه الطازجة، والليمون والخل، والأعشاب والبهارات، والثوم، والبصل، والطماطم، وكذلك  الغذاء غير كامل التسبيك "نئ  × نئ"، واستعمال مستردة والجرجير والكرات، وأيضاً يمكن استعمال بدائل الملح مثل كلوريد البوتاسيوم أو الملح الطبى.
إرشادات تحمي كبدك



* عدم استعمال أدوات وآلات طبية إلا مرة واحدة فقط على قدر المستطاع مثل الإبر.

* تعقيم الآلات الطبية بالحرارة "اوتوكلاف - الحرارة الجافة".
* التعامل مع الأجهزة الطبية والنفايات بحرص، والتعامل مع سرنجة الحقن بحرص شديد، وخاصةً الأجهزة الموجودة  في عيادة الأسنان.
* تجنب الاستعمال المشترك للأدوات الحادة مثل أمواس الحلاقة, الإبر الصينية, وفرش الأسنان، و"التاتو" الحنة،  الأدوات المستخدمة في ختان الأطفال وهي تساعد بشكل كبير في انتشار الفيروس.
* تجنب تناول المخدرات ، فهي أكثر الطرق التي تساعد في انتشار الفيروس.
* تجنب رسم الوشم ، فقد تكون الأدوات المستخدمة ملوثة .
* في حالة المرضى المصابين بالالتهاب الكبدي "ج" لا يجب أن يتبرعوا بالدم لأن الالتهاب الكبدي "ج" ينتقل عن طريق الدم ومتنجاته, فهنالك شبه إجماع في الوقت الحالي على أن الأشخاص المصابين بالفيروس "اتش سي في" والأشخاص الذين يعيشون معهم يجب الا يقلقوا من انتقال العدوى من ذويهم في البيت أو من الذين يعملون معهم إذا اتبعوا التعليمات السابقة.
* على الأشخاص المصابين بالفيروس تجنب مشاركة الآخرين في أمواس الحلاقة فرش الأسنان المقصات, واستعمال الإبر وغير ذلك، وذلك لأن الفيروس "ج" لا ينتقل عن طريق الفم والبراز، فإن الأشخاص المصابين به يمكن أن يشتركوا في إعداد الطعام للآخرين.
* الأدوية الضارة: يمكن لأصناف معينة من الأدوية كعقار "Extasy" ومركبات "السترويد" أو حتى عقار "الباراسيتامول" أن تفرض بعض الضغوط على الكبد، لذلك، احرص على ألا تتناول أبداً أي جرعة زائدة من هذه العقاقير، فإذا أردت التأكد من أنك لا تعاني من أي مشكلة في الكبد أطلب من طبيبك أن يجري لك اختباراً.
* العلاقات الجنسية غير الآمنة: ينتشر التهاب الكبد الفيروسي " سي" إلى حد كبير في آسيا وأوروبا الشرقية، لذلك ينبغي التزام الحيطة والحذر خلال إقامة العلاقات الجنسية في تلك المناطق.

No comments: