Wednesday, December 13, 2006

داء السكري.. العلاج فورا قبل استفحال الأمور

تقرير هارفارد: داء السكري.. العلاج فورا قبل استفحال الأمور

تخسيس الوزن والحمية الغذائية والتمارين الرياضية مفيدة جدا

كمبردج (ولاية ماساشوستس الاميركية): «الشرق الأوسط» *
تخسيس الوزن افضل وسيلة لمجابهة داء السكري من النوع الثاني الذي هو الشكل الشائع للمرض هذا، لأن فقدان نحو 10 ارطال انكليزية (4.5 كيلوغرامات تقريبا) او أكثر قليلا، من شأنه تسوية الأمور وإعادة مستوى السكري الى معدله العادي ضمن المدى الصحي. والمشكلة هي انه رغم التمارين الرياضية والحمية الغذائية التي تجعل المرء يفقد بعض الأرطال من وزنه، ربما 10 ارطال او اكثر، الا ان اغلبنا لا يستطيع المداومة على هذا النمط، لأن الوزن المفقود له اسلوبه في العودة لاسيما عند الخصر.

وتعترف الجمعية الأميركية لداء السكري ان الافراد يجدون صعوبة في الحفاظ على اوزانهم. ولذلك فان التغيير في نمط الحياة المتبع، عن طريق زيادة النشاط وفقدان الوزن، هو الإرشاد الأول الذي توجهه. لكنها تقول أيضا ان على المرضى الجدد ان يتناولوا عقار "ميتفورمن" metformin (غلوكوفايج (Glucophage فورا لكون التدبير السابق الموصى به، لا يؤدي مفعوله عادة على المدى الطويل. ويخفض هذا العقار مستويات السكر عن طريق تخفيض ما ينتجه الكبد منه، وبزيادة فعالية “الأنسولين” الهرمون الذي يرافق السكر الى الخلايا. ومقاومة “الأنسولين” هو واحد من الاسباب الرئيسية للسكري من النوع الثاني. وعندما تقوم الخلايا برفض الهرمون لا يجد السكر مكانا له ليذهب اليه، عند ذاك تبدأ مستوياته بالأرتفاع.

عقار «ميتفورمن»

* «ميتفورمن» هو العقار الاول للسكري لأسباب عديدة، فهو فعال في تخفيض معدلاته بنسبة 20 في المئة تقريبا، كما ان الاشخاص الذين يتعاطونه لا تزداد اوزانهم، على خلاف الأنسولين والأدوية الاخرى من زمرة "سالفونيليوريا" sulfonylurea (دايابيتا، ميكرونايس، تولينايس). كما انه يتوفر بصناعة محلية، من هنا فهو ليس مرتفع الثمن. ومن تأثيراته الشائعة حدوث اضطرابات معوية طفيفة عادة (مذاق معدني في الفم وغثيان وإسهال). ويتداخل الدواء مع امتصاص فيتامين “بي 12” لدى ثلث المرضى تقريبا من دون ان يسبب لهم فقر الدم (أنيميا).

وينبغي على الاشخاص الذين يشكون من كسل وظائف الكلى عدم تعاطي هذا الدواء نظرا لخطورة اصابتهم بتجمع حامض “اللكتيك” وتركزاته التي تنتج عن عملية أيض (التمثيل الغذائي) السكر. والمعلوم ان المصابين بداء السكري معرضون للإصابة بمشاكل في الكلى، لأنه من المهم جدا بالنسبة للأطباء مراقبة مستويات “الكريتين” الذي هو مؤشر على عمل الكلى، فاذا اخذت هذه المستويات بالأرتفاع يتوجب تعاطي دواء أخر.

وهناك بعض الجدل الدائر حول ما اذا يتوجب تعاطي “ميتفورمن” في وقت مبكر. واذا ما ثبتت نتائج دراسة نشرت في سبتمبر الماضي يتوجب وصف عقار آخر للسكري يدعى “روزيغليتازون”rosiglitazone (أفانديا (Avandia كإجراء وقائي للأشخاص الذين يظهرون علامات تطور للمرض. ويقول مقدمو هذا الأقتراح انهم واقعيون في ما يتعلق بالتغيرات في نمط الحياة، وان مثل هذه العقاقير من شأنها ان تروض الحالات التي تصبح خطيرة جدا تهدد بالوفاة اذا سمح لها بالتفاقم. ويقول النقاد انه لم يستثمر بما فيه الكفاية في مجالات وضع اساليب تجعل من برامج الوجبات الغذائية والتمارين الرياضية مفيدة وفعالة على نقيض المليارات التي تنفق على الأبحاث الصيدلانية.

استشارة طبية

* في اي حال لا ينبغي على الارشادات والتوجيهات الخاصة بداء السكري ان تجمد التفكير في وسائل اخرى للعلاج. واذا اصبت به فليس من الخطأ بتاتا التحدث بأمره مع طبيبك محاولا اولا فقدان بعض الوزن، مع ممارسة بعض التمارين الرياضية من دون تعاطي عقار "ميتفورمن"، فاذا سلكت هذا الطريق فانه من المفيد استشارة خبير في التغذية في هذا المسلك مع المحافظة على الهدف المرجو، وهو تخفيض مستوى السكر في الدم ووضعه دائما تحت السيطرة. والهدف الاساسي هنا المحافظة على "الهيموغلوبين المشبع بالسكر تحت نسبة 7 في المئة. واذا احتجت الى "ميتفورمن" للوصول الى هذه النسبة بادر فورا الى تناوله. وعليك الشروع بجرعة منخفضة (500 ملغ) وزيادتها تدريجيا خلال شهرين من ذلك التاريخ. * خدمة هارفارد الطبية – الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد

No comments: