Friday, December 11, 2009

كيف تخدع الملاريا مناعة البشر؟



نجح باحثون من المملكة المتحدة وكينيا في تقديم معلومات حول الأساليب التي تتبعها طفيليات الملاريا، للإفلات من قبضة الجهاز المناعي والتكيف مع الدفاعات التي يظهرها الجسم تجاه ما تُحدثه من عدوى.

وأوضح فريق البحث بقيادة مختصين من جامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة؛ أن طفيليات الملاريا تعد من الكائنات المعقدة، لذا فهي تدفع جهازنا المناعي إلى إظهار العديد من الاستجابات عند مواجهته لها، والتي يبدو بعضها أكثر فعالية من غيرها، حيث تفشل استجابات أخرى في محاربة تلك الطفيليات.

وقال الدكتور (بيتر بَل)، وهو قائد فريق البحث ومختصٌ من مركز طب الأمراض المدارية بجامعة أوكسفورد، " نحن نعلم أن أجسادنا تجد صعوبة كبيرة في التخلص من الالتهاب، وهو ما يطرح السؤال التالي: كيف ينجح طفيل الملاريا في خداع الاستجابات المناعية لدينا؟"

وطبقاً للباحثين؛ تهاجم طفيليات الملاريا كريات الدم الحمراء السليمة وتتكاثر فيها، مشيرين إلى أن طفيليات الملاريا المعروفة باسم "بلازموديوم فالسيبارام" تقوم بإنتاج عائلة من الجزيئات تدعى اختصاراً PfEMP1، والتي تنغرس في أسطح كريات الدم الحمراء المصابة، لتُظهر الأخيرة ميلاً للالتصاق بجدر الأوعية الدموية للأنسجة في مختلف مناطق الجسم مثل الدماغ، الأمر الذي يحول دون ورود تلك الخلايا إلى الطحال، والذي يقوم في العادة بالتخلص من الطفيليات المسببة للمرض. كما يحد ذلك من التدفق الدموي إلى الأعضاء المتأثرة.

وكان فريق الباحثين، الذي شارك فيه خبراء من معهد كينيا للبحوث الطبية بمدينة كيليفي الكينية ، توجه إلى دراسة عينات الدم لمجموعة من الأطفال الكينيين المصابين بالملاريا، والبالغ عددهم 217 طفلاً، حيث توصلوا إلى أن مجموعة من الشيفرات الوراثية، والمسؤولة عن إنتاج فئة معينة من جزيئات PfEMP1 ُتدعى "Cys-2"، تميل لأن تكون أكثر نشاطاً عند تراجع أداء الجهاز المناعي للطفل المصاب.

وتبين من خلال نتائج التجارب أنه عند تطور استجابة الجهاز المناعي في جسد الطفل المريض، فإن طفيليات الملاريا تعمل على تنشيط مجموعات أخرى من المورثات، والتي تقوم بالتمويه بشكل فعال لمنع الجهاز المناعي من التخلص من الالتهاب.

وبحسب نتائج الدراسة التي نشرتها دورية الأكاديمي القومية للعلوم في الولايات المتحدة الامريكيةPNAS) )؛ ظهر وجود ارتباط بين نشاط جزيئات "Cys-2" وحالات الإصابة الشديدة بين مرضى الملاريا من الأطفال، ما ُيلمح إلى أن أشكالاً محددةً من تلك الجزيئات، تُظهر ميلاً أكبر لاستثارة أعراض معينة عند المرضى.

ويعلق في هذا الشأن الدكتور (بَل) قائلاً: " لقد أظهرنا أنه عندما يبدأ الأطفال المرضى بإنتاج أجسام مضادة تجاه الطفيل، فإنه ُيغير من تكتيكاته للتكيف مع دفاعات الجسم
."

No comments: