لندن - على مر القرون سلك ملايين الحجاج طريق مكة مشيا على الاقدام او على ظهر الجمال، بحرا او جوا، فيكرس المتحف البريطاني "بريتيش ميوزيوم" معرضا لا سابق له من حيث الحجم للحج وهو التجمع الديني السنوي الاكبر في العالم.
ويقول نيل ماكغريغور مدير المتحف اللندني ان المعرض وهو بعنوان "رحلة الى قلب الحج' موجه الى المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، الى كل الذين يريدون معرفة المزيد عن المناسبات الدينية الكبرى في العالم".
ويوضح ان "الحج هو الممارسة الدينية الوحيدة في الاسلام غير المتاحة لغير المسملين" اذ يمنع على غير المسلم دخول مكة المكرمة.
ويضيف "لذا اعتبرنا من المهم ان نحاول فهم معنى الحج للمسلمين اليوم والوقوف على اهميته عبر القرون".
التحضيرات للمعرض استمرت ثلاث سنوات تخللتها مفاوضات مع متاحف في العالم باسره لجمع القطع المعروضة بشكل تعليمي مع صوت المؤذن الذي يدعو الى الصلاة وضجيج حركة الحجاج.
تتجاور معروضات يستخدمها الحاج يوميا وقطع فنية مع اشرطة فيديو ومخطوطات وتسجيلات وصور لابراز اهمية رحلة الحج وهو احد اركان الاسلام الخمسة.
على مدى عقود كانت رحلة الحج الى مكة المكرمة شاقة جدا وتتطلب المشي لاسابيع طويلة او السفر على ظهر الجمال في قوافل عبر الجبال والصحارى او الابحار في المحيط الهندي لاشهر مع عمليات سقوط او غرق او سرقة كثيرة.
على "درب زبيدة" بين بغداد ومكة المكرمة وهي اقدم الدروب الخمسة الرئيسية التي كان يسلكها الحجاج عبر التاريخ ، حفرت ابار واقيمت استراحات ومعالم ارشاد.
ويعرض المتحف البريطاني حجرا كان يستخدم كعلامة للكيلومترات وهو من الاحجار القليلة المتبقية من هذا النوع.
ويتضمن المعرض خرائط قديمة واسطرلاب وبوصلات ويوميات حجاج حول رحلة الحج ومحملا احمر مذهبا رائعا كان يستخدمه السلاطين للتنقل. يقابل هذا الشق التاريخي، شق حديث يتمثل بصور للحاج في حافلات او طائرات وزبائن وكالات سفر متخصصة برحلة الحج.
ويطلع المعرض الزائر على تجربة بعض الغربيين الذين نجحوا في دخول مكة المكرمة. فقد دخلها المستكشف ريشتارد ف. بورتون متنكرا وخرج منها بكتاب انتشر كثيرا.
ودخلتها ايضا الاسكتلندية ايفلين كوبولد لكن بطريقة شرعية. فهذه المرأة ومع انها لم تعتنق الدين الاسلامي رسميا كانت تؤكد "لطالما شعرت اني مسلمة" فحصلت من السلطات المحلية العام 1933 على اذن باداء الحج في سن الخامسة والستين.
ويفسح المعرض المجال امام فنانن معاصرين امثال احمد ماطر الذي تبرز منشأته وهي مكعب اسود يجذب اليه مغنطيسيا الاف من الجزئيات المعدنية، الجاذبية التي تمارسها الكعبة على الحجاج.
ويتضمن المعرض الذي نظم بالتعاون مع مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض مجسما يمثل مكة وعمليات التوسيع المقررة. وهو يمر بسرعة على المشاكل الناجمة عن توافد اعداد كبيرة من الحجاج (ثلاثة ملايين الموسم الماضي) على صعيد التنظيم والامن.
ففي العام 2006 قضى 364 حاجا سحقا تحت الاقدام قرب جسر الجمرات. وفي 1990 قضى 1426 في حادث تدافع في نفق منى.
ويستمر معرض "رحلة في قلب الاسلام" حتى 15 نيسان/ابريل.
No comments:
Post a Comment