سلسلة العناية بكبار السن - 6 - التغذيه لكبار السن أثناء الصيام

صيام رمضان فريضة واجبة على كل مسلم قادر صحيا ونفسيا. وكبار السن قد يستطيع البعض منهم الصيام، وقد لا يستطيع البعض؛ لأسباب صحية ومرضية، ولأن الغذاء يلعب دورًا مباشرا في حياة المسنين فأهم شيء هو مراعاة نوعية الطعام، وطريقة إعداده. تقول د.

 "كاميليا محمد حسني" إخصائية طب المسنين: "إن الشيخوخة يصاحبها تغيرات كثيرة تزيد من نسبة الدهون، كما تقل كتلة الجسم، ونتيجة لذلك تقل نسبة التمثيل الغذائي، ومن سن 20 إلى 45 يكون هناك فاقد للطاقة ثابت تقريبا، ومن 45 إلى 75 تقل نسبة السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم بحوالى 200 سعر حراري يومي، وفوق سن 75 تقل السعرات المطلوبة للجسم يوميا بحوالى 500 سعر حراري". 

وتقول أيضا: وتختلف السعرات الحرارية المطلوبة للمسنين حسب نشاطهم اليومي؛ فمثلا مسن نشيط يحتاج إلى حوالى 34 سُعرًا حراريا يوميا لكل كيلو جرام من الوزن المثالي حسب الطول، وفي النساء النشيطات تحتاج الواحدة منهن إلى 32 سعرًا حراريا يوميا لكل كجم من الوزن المثالي، بينما تقل السعرات الحرارية التي يحتاجها السمين الذي لايتحرك أو ذو النشاط المحدود للغاية إلى 5 سعرات حرارية لكل كجم، وهذا يبين اختلاف كم الغذاء في حالة المسنين والمسنات حسب الحركة.

مريض ضغط الدم .... 

وبما أن الصيام يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، فيجب على المسن تجنب أدوية تخفيض الضغط في علاج ضغط الدم المرتفع. 

مريض السكر .... 

ومن المهم التزام مريض السكر بنظام "الريجيم" الذي يحدده الطبيب المعالج؛ لأن أي زيادة في الوزن تؤدي إلى مقاومة الأنسجة ضد مفعول "الأنسولين"، أما بالنسبة للمرضى المسنين الذين يعانون من أمراض الفطام المزمنة مثل التهاب العظام المفصلي والروماتويد، فيجب عليهم الإقلال من السكريات والحلويات خلال شهر رمضان؛ حتى يتجنبوا زيادة الوزن، بل من الأفضل انتهاز فرصة الصيام ليتمكنوا من انخفاض الوزن لتحسين حركة المفاصل، وخاصة في الركبتين وتقليل الآلام، كذلك مرضى السكر؛ فيساعدهم على نقص السكر في الدم. 

الأمراض الحادة عند المسنين 

أما عن الأمراض الحادة التي تمنع المسن من الصيام، فمن أهمها هبوط ضغط الدم الحاد أو حدوث حميات أو هبوط القلب المزمن أو بعد العمليات الجراحية، وأيضا مرضى السرطان؛ حيث إن هذا المرض يسبب الهزال أو الأنيميا، ويحتاج إلى علاج وغذاء متوازن. وعلى كبار السن مراعاة أن يحتوى طعامهم على كميات كبيرة من الألياف التي تقي من سرطان القولون، ويمنع الإمساك الذي يعاني منه كبار السن، كذلك تقليل كميات الملح؛ لأن الإسراف فيه قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وهبوط القلب وتليف الكبد واحتجاز السوائل في الجسم، كما أن الإفراط في السكر المكرر يؤدي إلى تسوس الأسنان والإصابة بمرض السكر. 

الغذاء المثالي للمسنين ...

أن وجبة الإفطار والسحور في رمضان يجب أن تكون متوازنة وشاملة العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم على قدر الإمكان وقليلة السعرات، ومحاولة الاعتماد على الخضروات الطازجة والمطبوخة والبروتين النباتي؛ فقد ثبت أن النباتيين يعمرون أكثر من غيرهم.

ولكي تتحقق المعادلة السليمة في وجبات كبار السن في رمضان يجب عدم الإسراف في تناول الأطعمة الدسمة، فيقول د. "مصطفى عبد الرزاق نوفل" رئيس قسم علوم التغذية بجامعة الأزهر-: الزبادي واللبن منزوع الدسم ومنتجات الألبان المختلفة، مع التقليل من المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والمسلى والزبد والزيوت، والتركيز على الأطعمة التي تحتوي على الألياف، وهي متوافرة في الفاصوليا الخضراء والجافة والبسلة الخضراء والموز والبرتقال والجزر والعدس والفول والعيش الأسمر، فهي تقي من الإمساك، وتساعد على خفض الكولسترول في الدم. 

ويضيف وليحصل كبار السن على احتياجاتهم اليومية الضرورية من المعادن والفيتامينات يجب أن تتضمن وجباتهم على الألبان منخفضة الدسم والزبادي والخضراوات الطازجة والمشوية والبطاطا والبقول، مثل: العدس، والفول، والفول السوداني، والسمسم. 

ويضيف د. مصطفي نوفل أنه على الصائمين بصفة عامة وكبار السن بصفة خاصة، عدم إغفال السوائل، بتناول الماء والمشروبات التي تشيع الدفء في الجسم، مثل القرفة باللبن، ومزيج القرفة والزنجبيل، وغيرها من المشروبات. 

على أن تشتمل وجبة الإفطار والسحور على خبز أسمر، ونصف كوب من الأرز أو المكرونة، وكوب من الخضار المطبوخ، وبيض، وسلطة خضراء متنوعة من بقدونس وجرجير وجزر وطماطم، وزبادي ولبن خالي الدسم، وثمرة واحدة من الفاكهة.

ماذا يأكل كبار السن‏..‏ في رمضان؟

للغذاء دور مهم في حياة المسنين‏..‏ والصيام له دوره أيضا مع القادرين منهم علي الصيام فهو يعيد التوازن إلي حياتهم‏.‏ بشرط اتباع قواعد التغذية السليمة في طريقة إعداد الطعام ونوعيته وكميته لضمان حصول المسن علي احتياجاته الضرورية في وجبتي الإفطار والسحور مع عدم الاسراف في تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالسعرات الحرارية‏.‏

‏*‏وينصح د‏.‏إبراهيم محمد اسماعيل خبير التغذية بالمعهد القومي للتغذية علي ضرورة أن تحتوي هذه الوجبات علي الآتي‏:‏

ـ الألبان والزبادي خالي الدسم

ـ الخضراوات المطهية مثل السبانخ‏,‏ البسلة‏,‏ البطاطا أو البطاطس المشوية أو المسلوقة بقشرتها‏.‏

ـ الخضراوات الطازجة ومنها الطماطم‏,‏ الجرجير‏,‏ البقدونس‏,‏ الجزر‏.‏

ـ البقول‏:‏ الفول‏,‏ العدس‏,‏ الفاصوليا الجافة‏,‏ حمص الشام‏.‏

ـ الفاكهة‏:‏ البرتقال‏,‏ اليوسفي‏,‏ الموز‏,‏ التمر‏.‏

ـ المكسرات‏:‏الفول السوداني‏,‏ السمسم‏,‏ اللب الأبيض‏.‏

ـ التقليل من المنتجات الحيوانية والمسلي والزبد والزيوت‏.‏

ـ تناول كميات كافية من المياه يتراوح مابين‏8‏ الي‏10‏ أكواب يوميا بالاضافة الي السوائل الأخري تجنبا للاصابة بالجفاف‏.‏

كما ينصح د‏.‏ابراهيم بتقسيم وجبة الإفطار الي ثلاث وجبات كالآتي‏:‏

ـ الأولي‏:‏ عند بدء الإفطار وتحتوي علي طبق الشوربة بدون دهون وهذا مهم لكل الصائمين خاصة كبار السن ليعطي فرصة للجهاز الهضمي للعمل وإفراز العصارات الهاضمة أو قليل من اللبن مع حبة أو اثنتين من التمر أو كوب عصير فاكهة طبيعية طازجة بدون سكر‏.‏

ـ الثانية‏:‏ بعد صلاة المغرب وتتكون من قطعة من اللحم أو السمك أو الدجاج منزوعة الدهون ويفضل أن تكون مسلوقة مع طبق من الخضار المطهو بطريقة نيء في نيء أو مسلوق مع قليل من السلطة الخضراء الطازجة وقليل من الأرز أو المكرونة أو العيش البلدي مع مراعاة إضافة الليمون بدلا من الملح الذي يفضل الاستغناء عنه قدر الإمكان مع الامتناع تماما عن المخللات‏.‏

ـ ثالثا‏:‏ وجبة خفيفة من فاكهة طازجة أو كوب من اللبن أو الزبادي لرفع السعرات الحرارية حتي لا يشعر بالاجهاد والتعب نتيجة ساعات الصيام وذلك في الحادية عشرة مساء

‏*‏ أما وجبة السحور


فيفضل تأخيرها ـ للصائم المسن ـ برصيد من السعرات الحرارية تكفيه طوال فترة اليوم وتكون وجبة خفيفة سهلة الهضم خالية من الدهون فيمكن تناول اربع ملاعق من الفول المدمس مضافا اليه زيت الزيتون والطماطم والخيار مع كوب من الزبادي‏,‏ أو بيضة مسلوقة مع نصف رغيف خبز أسمر أو قطعة جبنة قريش مضافا اليها زيت زيت