قال تعالى
َ"ولْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "النور 22
وقال عز وجل
{وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }
الشورى 40
من اشهر قصص التسامح التي يذخر بها القرآن الكريم والتي يجب ان تكون نبراسا ينير لنا الدرب ..
قصة يوسف عليه السلام ..
فتى صغير حظى بحب ابيه الشيخ العجوز .. وفي نفس الوقت كرهه اخوته الكبار
من اشهر قصص التسامح التي يذخر بها القرآن الكريم والتي يجب ان تكون نبراسا ينير لنا الدرب ..
قصة يوسف عليه السلام ..
فتى صغير حظى بحب ابيه الشيخ العجوز .. وفي نفس الوقت كرهه اخوته الكبار
وغاروا منه ..
وفكروا وخططوا ونفذوا .. وألقوه في البئر كي يتخلصوا منه لينالوا عند ابيهم
مكانة وحظوة ..
كذبوا وقالوا اكله الذئب .. وصدقوا كذبتهم ..
كيف لا ..
كيف لا ..
وهم لا يعلمون ان الله سبحانه وتعالى نجا نبيه عليه السلام
وارسل له من ينقذه من ظلمات البئر الموحشة
وتمر السنوات الطوال
واصبح يوسف رجل ذو شأن
عزيز مصر ومالك خزائنها ..
وعندما حل الجفاف والقحط على البلاد .. وجاء اخوته يبتاعوا ما يلزمهم
عرفهم ولم يعرفوه ..
{قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ()قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ
أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ
يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ()قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا
لَخَاطِئِينَ()قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ
وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}يوسف 89-92
كان بامكانه ان يقتلهم او يسجنهم .. لكنه لم يفعل ..
بل عرفهم بنفسه .. وعفا عنهم
وكانت قصته من اعظم قصص التسامح التي يجب ان نقتدي بها
كم مرة يخطئ الاخرون فينا ..
وكم مرة تنتابنا حالات الغضب والرغبة في الانتقام
وكم مرة انتقمنا ..
ولكن ..
عندما نعفو ونصفح فان ذلك يكتب لنا عند الله به حسنة ..
نذكر ان الرسول صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة قال لاهل قريش اذهبوا فانتم
الطلقاء ..
عفا عنهم وهم من اساءوا له وعذبوه وهزءوا به ..
وكان في مقدرته صلى الله عليه وسلم ان ينتقم منهم شر انتقام ..
لكنه عفا ..
واصبح العفو عند المقدرة سنة عنه صلى الله عليه وسلم ..
ان التسامح درجة من درجات حسن الخلق ..
ان لم يكن من اعالي الدرجات ..
بل هو كذلك ..
فكيف يكون المرء على خلق قويم وهو غضوب متسرع لا يصفح عن المسيئ ولا
يعفو عن المخطئ ..
ليكن التسامح خلقا لنا كما الاسلام دينا ..
No comments:
Post a Comment