لندن: «الشرق الأوسط»
قد يكون من يعانون من اضطرابات في النوم ويتقلبون على جنوبهم معظم الليالي عرضة لخطر أكبر من مجرد قضاء أيام طويلة محرومين من نعمة النوم.
قد يكون من يعانون من اضطرابات في النوم ويتقلبون على جنوبهم معظم الليالي عرضة لخطر أكبر من مجرد قضاء أيام طويلة محرومين من نعمة النوم.
وبينما تم في الماضي رصد نوع من الارتباط بين الإصابة بالأرق المزمن والإصابة بالاكتئاب والقلق، فقد أثبتت دراسة كبيرة أجريت في النرويج أن الأرق قد يزيد أيضا من خطر الإصابة بالأزمات القلبية.
* الأرق والقلب
* وقد لوحظ ارتفاع في عدد حالات الإصابة بالأزمات القلبية لدى الأفراد الذين شملتهم الدراسة من المصابين بأعراض الأرق عنه لدى غير المصابين بها، كما ارتفعت نسبة الخطر لدى هؤلاء المصابين بأشد أعراض الأرق.
ويقول لارس إريك لوغساند، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة والحاصل على درجة الدكتوراه من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، إن من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد من انطباق النتائج على مختلف قطاعات السكان وفهم كيف يمكن أن تؤثر قلة النوم على القلب.
ويضيف: «إذا تم إثبات هذا الارتباط، قد يتضح أن مواجهة مشكلات النوم تعتبر بمثابة تدخل مهم للحد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية.. الأرق مرض شائع، ومن السهل علاجه نسبيا. الناس فقط بحاجة إلى الوعي بهذا الارتباط المحتمل»، وفقا لما نقله موقع «ويب ميد» الطبي الإنترنتي.
* دراسة نرويجية
* في استطلاع رأي أجرته مؤسسة النوم الوطنية الأميركية مؤخرا، أشار نحو ثلثي المشاركين في الاستطلاع (63%) إلى عدم حصولهم على قسط كافٍ من النوم، بينما ذكر 43% أنهم نادرا أو قلّما يحظون بنوم جيد في ليالي أسبوع العمل.
يمكن أن يشمل الأرق الصعوبة في الدخول في النوم أو في الاستمرار في النوم أو النوم المضطرب الذي لا يشعر معه الشخص بالاسترخاء وتجدد النشاط عند استيقاظه.
وقد أشار الكثير من الدراسات السابقة إلى وجود علاقة بين الإصابة بالأرق والإصابة بضغط الدم، لكن مجموعة قليلة فقط من الدراسات هي التي تناولت ارتباط اضطرابات النوم بالإصابة بالأزمات القلبية وأمراض القلب، على حد قول لوغساند.
وشملت الدراسة الجديدة أكثر من 50 ألف نرويجي بالغ مسجلين في استبيان وطني عن الصحة في الفترة ما بين عامي 1995 و1997. وخلال فترة متابعة امتدت 11 عاما، أصيب 2386 من المسجلين في الدراسة لأول مرة بأزمات قلبية.
وبعد وضع عوامل خطر الإصابة بالأزمات القلبية المعروفة، مثل السن والإصابة بضغط الدم ونسبة الكولسترول والبدانة، في الاعتبار، توصل الباحثون إلى أن الأفراد المصابين بالأرق ارتفعت لديهم معدلات الإصابة بالأزمات القلبية من الأفراد الذين نادرا ما يعانون من اضطرابات في النوم.
* خطر الأزمات القلبية
* وحينما درس الباحثون أكثر أعراض الأرق شيوعا، توصلوا إلى النتائج التالية:
* ارتفع خطر الإصابة بالأزمات القلبية لدى الأفراد الذين عانوا من صعوبة في النوم معظم الليالي على مدار الشهر الماضي بنسبة 45%.
* ارتفع خطر الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 30% لدى الأفراد الذين واجهوا صعوبة في الاستمرار في النوم.
* ارتبط الاستيقاظ في حالة من الخمول في الصباح أكثر من مرة في الأسبوع بزيادة خطر الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 27%.
* الوقاية من أمراض القلب
* توصل الباحثون إلى أن «تقييم الإصابة بمرض الأرق قد يوفر معلومات إضافية في تقييم المخاطر الإكلينيكية، الذي قد يفيد في الحد من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».
وأضافوا أن النتائج قد تكون مرتبطة على وجه الخصوص بمناطق خطوط العرض المرتفعة، مثل النرويج، حيث نادرا ما تختفي الشمس في الربيع والصيف ولا تسطع في فصل الشتاء.
كما كانت هناك حالات إصابة بانقطاع النفس أثناء النوم (Sleep Apnea) بين من شملتهم الدراسة. وعادة ما يرتبط انقطاع النفس أثناء النوم بالإصابة بالبدانة، وهي أحد عوامل خطر الإصابة بمرض القلب والأزمات القلبية.
ويرى طبيب القلب إدوارد فيشر، الحاصل على درجة الدكتوراه في الطب، أن من الضروري إجراء المزيد من الدراسات لفهم كيفية تأثير اضطرابات النوم على القلب. وفيشر هو أستاذ في طب أمراض القلب والأوعية الدموية بمركز لانغون الطبي بجامعة نيويورك. وعلق على النتائج قائلا: «إذا كان الأرق مرتبطا بالفعل بخطر الإصابة بالأزمات القلبية، فإن فهم الآلية الكامنة وراء هذا الارتباط قد يشكل أهمية كبيرة، لكن من المحتمل أن يكون ذلك أمرا صعبا».
No comments:
Post a Comment