الشخير.. طرق و«لقاحات» جديدة لعلاجه
تتعدد أسبابه ويصيب الرجال أكثر من النساء والأولاد
منذ القدم تصدر تلك الأصوات المزعجة أثناء الليل المعروفة بالشخير وعادة ما تكون صادرة من رب الأسرة وكان من الحياء للمرأة أن تذكر أن أصوات التنفس المزعجة تصدر منها أيضا، بمعنى انه لم تكن المعاناة من مشكلة الشخير مقتصرة على الرجل فقط، بل كانت تشمل المرأة والشباب وحتى الأطفال، أي الأسرة بأكملها. لكن الشخير يصيب بشكل عام الرجال أكثر من السيدات في مرحلة الشباب ثم يتساوى الجنسان بعد انقطاع الطمث لدى المرأة، وتبلغ نسبة المصابين به فوق سن الخمسين 40%. وعند خلود الجميع لنوم هادئ وعميق بعد إرهاق نهار طويل، قد نستيقظ على كابوس مزعج هو الشخير الذي يحول الليل الهادئ إلى ليل متوتر ومشحون وخلافا للدول الأوربية، فقد ألفنا التعايش مع هذه المشكلة هنا في الدول العربية وقلما نفكر في التغلب عليها طبيا.ولقد اجتهد الكثير من المراكز الطبية عن طريق الأبحاث والدراسات للوقوف على أسباب هذه المشكلة ومحاولة علاجها والقضاء عليها، وذلك لما فيها من أضرار اجتماعية ونفسيه على الشخص والمحيطين به.
* أسباب الشخير
* غالبا ما يحدث الشخير نتيجة لضيق في الحنجرة، ويعود الصوت المصاحب للشخير أثناء النوم وبالأخص على الظهر، تسترخي اللهاة واللسان والبلعوم فتقوم بسد مجرى التنفس وتعرقل مرور الهواء من القصبة الهوائية الذي يمر بصعوبة بالغه ويؤدي ذلك إلى اهتزاز اللهاة وأغشية البلعوم، وينتج عن ذلك صوت الشخير المعروف.
ومن أسباب الشخير المعروفة والسهل علاجها الاحتقان الأنفي المزمن، انحراف حاجز الأنف الذي يؤدي إلى انسداد الأنف أثناء النوم ويصبح التنفس من خلال الفم، والتهاب اللوزتين وتضخمهما مما يسد مجرى الهواء، كما يلعب التدخين دورا لما يسببه من التهابات مزمنة للأغشية المخاطية المبطنة للأنف والحنجرة. ويؤدي تناول بعض الأدوية كالمهدئات والأدوية المنومة الى تراخي عضلات الحنجرة أثناء النوم ويؤدي إلى الشخير.
* انقطاع التنفس
* ومن أهم الأسباب، زيادة الوزن وفرط السمنة، بالأخص السمنة المصحوبة بما يعرف بانقطاع التنفس أثناء النوم وهو مرض يصيب 5% من البشر، ويعانون فيه بجانب الشخير من عدم القدرة على النوم العميق وذلك بسبب انقطاع النفس لبعض ثوان عدة مرات في الساعة الواحدة لانسداد مجرى الهواء وبالتالي عدم وصول الهواء إلى الرئتين، وعند انقطاع النفس يحدث اختناق فيستيقظ المصاب عدة مرات طوال الليل دون الشعور بذلك وعادة ما يشتكي شريك الحياة من هذه المشكلة وليس المريض نفسه.
ومن الأعراض الأخرى لهذا المرض الإحساس بالخمول والإرهاق والنعاس أثناء فترة النهار وأثناء القراءة أو مشاهدة التلفاز أو خلال السواقة مما يتسبب في حدوث حوادث مرورية خطيرة، كما يصاب المريض بعدم القدرة على التركيز وقلة الانتباه وعلى المدى البعيد بسبب تأثر الرئتين قد تحدث مضاعفات للمرض على القلب والشرايين والضغط الدموي والرئوي، لذا من المهم جدا استشارة الطبيب المختص عند تطور الأمر لتجنب المضاعفات المصاحبة لانقطاع التنفس أثناء النوم.
أما الأطفال فعادة ما يكون السبب هو احتقان وانسداد الأنف والحلق أو انحراف حاجز الأنف وتضخم اللحمية، أما الشخير المستمر للأطفال فهو غير مطمئن وقد ينتج عن تضخم اللوزتين ويجب استشارة الطبيب.وقد أثبتت الدراسات المبدئية أن آلام الرأس قد تنتج عن الشخير ولكن يحتاج هذا الأمر الكثير من البحث فمن الممكن أن يكون ألم الرأس هو الذي يسبب الشخير وليس العكس.
*
طرق العلاج
*
تتطور الأبحاث كل يوم بشكل كبير لإيجاد حلول طبية لهذه المشكلة، ولقد توصل الباحثون لعدة حلول:
أولا إنقاص الوزن وتنظيم التغذية التي من الممكن أن تختزل المشكلة بشكل كبير، وقف التدخين لتجنب الالتهابات المخاطية المزمنة، اجتناب تناول المهدئات والحبوب المنومة، تجنب النوم على الظهر لفترات طويلة.
التدخل الجراحي، والذي يتم فيه تقليص حجم اللهاة وجزء من سقف البلعوم واللوزتين مما يفسح مجالا لمرور الهواء من دون حدوث الاهتزازات المسببة للشخير، كما يمكن إجراء عملية لتعديل انحراف الأنف فيتمكن المريض من التنفس بطريقة طبيعية عن طريقه عوضا عن الفم.وعادة ما تكلل هذه العمليات بالنجاح بنسبة 80% ولكن لا يختفي الشخير كليا في البداية وإنما على مر السنوات، وتتم هذه العمليات تحت التخدير الكلي، وتتمثل المضاعفات في احتمال حدوث نزف بعد إجرائها مع آلام حادة في الحنجرة لمدة تتراوح بين 8 إلى 15 يوما تستوجب استخدام مسكنات للألم، مع تناول الكثير من السوائل والمثلجات، وقد يحدث اختلاف في نبرة الصوت أو التهابات وصعوبة شديدة في البلع ولكن بصورة مؤقتة ونادرا ما يتغير الصوت إلى الأبد.
العلاج بالليزر: ويستخدم فيه التخدير الموضعي ويستأصل خلالها جزء من اللهاة وسقف البلعوم وعادة ما تكون نتائجها طيبه مماثلة للعمليات الجراحية، أما المضاعفات فهي ضئيلة جدا والآلام أقل شدة وحدة وأقل مدة.
وهناك طريقة حديثة العهد ومن أسهل طرق العلاج حيث يتم إدخال الكترود(قطب)كهربائي في سقف البلعوم أو ما يسمى بالغلصمة تحت تخدير موضعي ثم يتم خلق تيار كهربائي لأمد قصير فيقلص من حجم الأنسجة فتنقص الاهتزازات التي تولد الشخير، والنتيجة مشابهه لكلتا الطريقتين السابقتين في العلاج ولكنها أسهل وتمتاز بسهولة مزاولتها وقلة الألم وقد تحتاج إلى عدة جلسات.
ومن طرق العلاج الأخرى، العلاج الميكانيكي ويعمل بواسطة آلة عبارة عن أنبوب خارجي يوسع ممر الأنف وينقص من استعمال الفم للتنفس، ولم تزل نتائج هذه الطريقة محل نقاش الباحثين، لكن مبدئيا شكلت علاجا مفيدا ومريحا لمرضى الالتهاب المزمن لأغشيه الأنف المخاطية.
ولقد نصح بعض الأطباء في الولايات المتحدة الأميركية باستخدام آلة تعمل على تقديم الأسفل إلى الأمام وتمكن من توسعة البلعوم وبالتالي ضمان مرور الهواء بطريقة سلسة، خصوصا لهؤلاء المرضى الذين يهابون العمليات، ولم تتضح بعد مضاعفات استخدام هذا الجهاز على المدى البعيد بعد.
ومن الحلول المطروحة أيضا شبه لقاح ضد الشخير حيث قام باحثون أميركيون بحقن مادة تقلص من حجم خلايا اللهاة واللحمية فتيسر عملية مرور الهواء، ولقد جربت هذه التقنية علي 27 مريضا وشفوا نسبيا من هذه المشكلة لكن الشخير عاد مرة أخرى بعد سنة تقريبا عند 25% من المرضى المتلقين للقاح مما يعني وجوب إعطاء اللقاح بصورة متكررة سنويا كما هو الحال مع بعض اللقاحات.
No comments:
Post a Comment