حقائق أساسية
- الحصبة الألمانية عدوى سارية وفيروسية معتدلة الأعراض عموما تصيب الأطفال والشباب في أغلب الأحيان.
- قد تتسبب إصابة الحوامل بعدواها في قتل الجنين أو إصابته بتشوهات خلقية، وهو ما يُعرف باسم متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية (CRS).
- يُقدّر سنويا عدد الرضع المصابين عند الولادة بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية بنحو 000 110 رضيع في جميع أنحاء العالم.
- لا يوجد علاج محدّد للحصبة الألمانية ولكنه مرض يمكن توقيه باللقاحات.
الحصبة الألمانية عبارة عن عدوى حادة سارية وفيروسية. ومع أنها عدوى معتدلة الأعراض عموما لدى الأطفال فإن عواقبها وخيمة عندما تصيب الحوامل لأنها تسبب قتل الجنين أو إصابته بتشوهات خلقية، وتُعرف باسم متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية.
وينتقل فيروس الحصبة الألمانية بواسطة الرذاذ المحمول بالهواء عندما يعطس الإنسان أو يسعل، وهو المضيف الوحيد المعروف لهذا المرض.
أعراض الإصابة
عادة ما تكون أعراض إصابة الطفل بالمرض بسيطة وتشمل ظهور طفح جلدي وحمى باردة أقل من (39 درجة مئوية) وغثيان والتهاب بسيط في البلعوم. ويبدأ الطفح الجلدي الذي يحدث في ما تتراوح نسبته بين 50 و80% من الحالات بالظهور في العادة على وجه المريض وعنقه قبل أن يستشري في الجزء السفلي من جسمه ويستمر لمدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام. ومن أكثر الأعراض التي تميز هذا المرض من الناحية السريرية تورم الغدد اللمفاوية الواقعة خلف الأذنين وفي الرقبة. أما عدوى المرض لدى البالغين، وهي أكثر شيوعا بين النساء، فتؤدي إلى الإصابة بالتهاب المفاصل وآلام مبرحة فيها تدوم عادة لمدة تتراوح بين 3 و10 أيام.
وبمجرد إصابة الفرد بالعدوى فإن فيروسها يستشري في أوصال جسمه كافة في مدة تتراوح بين 5 و7 أيام تقريبا. وتظهر عادة أعراض الإصابة بالمرض في غضون أسبوعين اثنين إلى ثلاثة أسابيع بعد التعرض للفيروس. وتتراوح في العادة الفترة التي تكون فيها سراية العدوى على أشدها بين يوم واحد و5 أيام عقب ظهور الطفح الجلدي.
وعندما تُصاب الحامل بفيروس الحصبة الألمانية في مرحلة مبكرة من الحمل فإن احتمال انتقال العدوى إلى جنينها يبلغ 90%، ممّا قد يسبب إجهاض الجنين أو ولادته ميتا أو إصابته بتشوهات خلقية تُعرف باسم متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية. وقد يستغرق تخلص الرضيع المُصاب بالمتلازمة المذكورة من الفيروس عاما واحدا أو يزيد.
متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية
يمكن أن يعاني الطفل المصاب بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية من ضعف في السمع والبصر وعيوب في القلب وغيرها من حالات الإعاقة التي تلازمه طوال حياته، ومنها الإصابة بمرض الذاتوية (التوحد) وداء السكري واعتلالات في الغدة الدرقية - وهي أمراض يلزم الكثير منها علاج مكلف وعمليات جراحية وغيرها من الرعاية المكلفة.
وتبلغ خطورة الإصابة بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية أعلى معدلاتها في البلدان التي لا تتمتع فيها النساء في سن الإنجاب بمناعة ضد المرض (إما بواسطة التطعيم أو بعد أن يُصبن بالحصبة الألمانية). وقبل إدخال اللقاح وصل عدد الرضع المصابين عند الولادة بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية إلى نحو أربعة رضع من بين كل 1000 مولود حي.
وقد أدى التطعيم الواسع النطاق ضد الحصبة الألمانية خلال العقد الماضي إلى القضاء عليها وعلى متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية من الناحية العملية في العديد من البلدان المتقدمة وبعض البلدان النامية. ومنذ عام 2009 لم تظهر في إقليم الأمريكتين التابع لمنظمة الصحة العالمية أية حالات توطن (منقولة طبيعيا) بعدوى الحصبة الألمانية.
وتصل معدلات الإصابة بمتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية إلى أقصاها في الإقليم الأفريقي وإقليم جنوب شرق آسيا التابعين لمنظمة الصحة العالمية واللذين تبلغ فيهما معدلات التغطية باللقاح ضد المرض أدنى مستوياتها.
التطعيم
لقاح الحصبة الألمانية عبارة عن سلالة حية موهّنة تُستخدم منذ أكثر من 40 عاما، وتعطي جرعة واحدة منه للفرد مناعة طويلة الأمد بنسبة تزيد على 95% مماثلة لتلك المكتسبة من الإصابة بعدوى المرض طبيعيا.
وتتوفر لقاحات الحصبة الألمانية إما في صيغة أحادية التكافؤ (لقاح موجه إلى ممرض واحد حصرا) أو في توليفات، وهي الأكثر شيوعا، تقترن بلقاحات أخرى، كاللقاحات المضادة للحصبة والنكاف أو لقاحات الحصبة والنكاف والحُماق.
وتتسم عموما ردود الفعل السلبية اللاحقة للتطعيم بطابع الاعتدال وقد تشمل الشعور بالألم واحمرار مكان الحقن والإصابة بحمى منخفضة الحرارة وظهور طفح جلدي وألم في العضلات. ولم تسفر حملات التحصين الشاملة في إقليم الأمريكتين التي غطّت أكثر من 250 مليون مراهق وبالغ عن تشخيص أية ردود فعل سلبية خطيرة ناجمة عن اللقاح.
استجابة منظمة الصحة العالمية
توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة أن تنظر جميع البلدان التي لم تأخذ بعد بلقاح الحصبة الألمانية في أن تأخذ به باستخدام القائم من البرامج الراسخة بشأن التطعيم ضد الحصبة.
وفي نيسان/ أبريل 2012 أطلقت مبادرة استئصال الحصبة - المعروفة الآن باسم مبادرة استئصال الحصبة والحصبة الألمانية - خطة إستراتيجية عالمية لاستئصال هذين المرضين تغطي الفترة 2012-2020، وهي خطة تضم أهدافا عالمية جديدة بشأن عامي 2015 و2020.
القيام بحلول نهاية عام 2015 بما يلي:
- تقليل الوفيات الناجمة عن الحصبة في العالم بنسبة لا تقل عن 95% مقارنة بمستوياتها في عام 2000.
- بلوغ الأهداف المتعلقة باستئصال الحصبة والحصبة الألمانية/ متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية على الصعيد الإقليمي.
القيام بحلول نهاية عام 2020 بما يلي:
- استئصال الحصبة والحصبة الألمانية في خمسة أقاليم على الأقل من الأقاليم التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
وتركز الإستراتيجية على تنفيذ المكونات الأساسية الخمسة التالية:
- تحقيق معدلات عالية من التغطية بالتطعيم بجرعتين اثنتين من اللقاحات الحاوية على فيروسات الحصبة والحصبة الألمانية، والحفاظ على تلك المعدلات؛
- رصد المرض باستخدام وسائل ترصد فعالة وتقييم الجهود البرنامجية لضمان إحراز تقدم في الاضطلاع بأنشطة التطعيم وتحقيق نتائج إيجابية منها؛
- وضع وصيانة تدابير تأهب لمواجهة فاشيات المرض والإسراع في التصدي لها وتوفير علاج فعال لحالات الإصابة بالمرض؛
- التواصل مع الجمهور وإشراكه من أجل بناء جسور ثقة مع أفراده والترويج للطلب على التطعيم؛
- إجراء ما يلزم من بحوث وتطوير دعما لاتخاذ إجراءات فعالة من حيث التكلفة وتحسين وسائل التطعيم ضد المرض وتشخيصه.
ويمكن أن يؤدي تنفيذ الخطة الإستراتيجية إلى الإسراع في توفير حماية مستدامة للأطفال وأمهاتهم وتحسين مستوى حياتهم في أرجاء العالم كافة. وتبيّن الخطة إستراتيجيات واضحة للمديرين القطريين المعنيين بشؤون التحصين ممّن يعملون مع شركاء محليين ودوليين على تحقيق الأهداف المحددة لعامي 2015 و2020 بشأن مكافحة الحصبة والحصبة الألمانية واستئصالهما. وتستند الخطة الإستراتيجية إلى سنوات طوال من الخبرة في مجال تنفيذ برامج التحصين وتضم العبر المستخلصة من المبادرات المعجّلة لمكافحة الحصبة والقضاء على شلل الأطفال.
وتقدم منظمة الصحة العالمية، بصفتها واحدة من الأعضاء المؤسسين لمبادرة استئصال الحصبة والحصبة الألمانية، الدعم التقني إلى الحكومات والمجتمعات المحلية لتحسين برامج التحصين الروتينية وشن حملات تطعيم محدّدة الأهداف. وعلاوة على ذلك فإن شبكة المختبرات العالمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية والمعنية باستئصال الحصبة والحصبة الألمانية تدعم أنشطة تشخيص حالات الإصابة بالحصبة الألمانية ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية وتتبع معدلات انتشار فيروسات الحصبة الألمانية.