أمراض شرايين القلب والشرايين الطرفية مصدرها واحد
العناية بالقلب ضرورية للأشخاص الذين يعانون من ضيق في شرايين الارجل، واذا كنت تشكو من امراض شريانية محيطية، أو طرفية، تذكر جيدا أن «عظمة الساق مرتبطة بعظمة القلب»، هكذا يقول المثل.
بالتأكيد لايوجد شيء يدعى بعظمة القلب، لكن الرسالة تقول ان أجزاء الجسم جميعها متصلة بعضها ببعض، وهذا ما ينطبق بشكل خاص على الامراض الشريانية المحيطية، أو الطرفية. وتشمل هذه الحالة ظهور ألم يصبح مشلا للحركة يحدث أثناء السير، أو التمارين الرياضية، إضافة الى مشاكل في الدورة الدموية في الكلى والامعاء والأبهر (الأورطي) والاجزاء الاخرى من الجسم في أسفل القلب. وجميعها ناشئة من تصلب الشرايين التي تسبب أمراض القلب.
* ترابط علاجي وكان الاطباء قد عالجوا هذه الامراض المحيطية والطرفية كأمر منفصل عن الامراض القلبية. لكن دراسة هولندية افترضت ان الدخان هذا مصدره النار ذاتها، وأن الأمراض هذه ستستفيد من العلاجات ذاتها التي توصف لأمراض القلب. ويبدو أن العمل هذا هو متماش مع التوجيهات والارشادات التي نشرت في ربيع العام الحالي التي استهدفت الربط بين هذه الحالات جميعها بنظام متجانس من التشخيص والعلاج.
وكان الباحثون قد قاموا بفحص أكثر من 2400 رجل وامرأة من الذين راجعوا مركز إراسموس الطبي في روتردام لعلاج الامراض المتعلقة بالشرايين المحيطية والطرفية. وكان نحو 40 في المئة منهم قد تعرضوا الى نوبة قلبية، في حين كانت أغلبية الباقين معرضين للخطورة العالية (في حدوثها)، إما بسبب ضغط الدم العالي، أو الكوليسترول، أو داء السكري، أو التدخين. وقام الاطباء، كما نقلت مجلة «أميركان كوليدج أوف كارديولوجي» في عددها 21 مارس الماضي، بعد علاجهم، بتتبع حالتهم الصحية، والادوية التي كانوا يتناولونها.
وخلال الثماني سنوات من الدراسة قضى نحو نصف المشتركين نحبهم. وبعد تناقص عددهم تمكن الاطباء من الحصول على بعض الخصائص التي كان لها علاقة بالوفاة والبقاء على قيد الحياة. وكان الفشل الكلوي والكوليسترول العالي وضغط الدم العالي والامراض القلبية، السبب الرئيسي في الموت المبكر للمشتركين في الدراسة. ولكن خلافا لذلك، فقد كان تناول دواء واحد، أو أكثر من أدوية القلب الشائعة قد أمن وقاية وحماية ضد الوفاة المبكرة. والمشتركون الذين كانوا يتناولون عقار «الستاتين» المخفض للكوليسترول، كان احتمال وفاتهم خلال الدراسة نصف احتمال الذين لم يتناولوه. كما أن تناول الاسبرين وحاصرات «بيتا» (بيتا بلوكرز) ومثبطات «ايه سي إي» حسنت أيضا من نسبة البقاء على قيد الحياة.
* الساق والقلب والانسداد الحاصل في الشريان الذي يغذي الساق، أو الكلى، أو الامعاء، يعني الاشارة أيضا الى أن هناك مشكلة تنضج في الاوعية الدموية التي تغذي القلب والدماغ. وإذا كنت تشكو من مرض شرياني محيطي، أو طرفي، فان ذلك يعني احتمالا كبيرا بأنك تعاني من مرض قلبي والعكس هو الصحيح.
وأمراض الشرايين الطرفية قد تسبب ألما مبرحا وتحد من النشاط البدني، وبالتالي تخفض من نوعية الحياة. وقد تدعو الحاجة الى بتر الطرف المصاب، ولكنها ليس قاتلة عموما، بل الذي يقتل نصف الاشخاص، أو أكثر، ممن يعانون منها، هي النوبات القلبية والسكتات الدماغية. لذلك فإنه من المنطقي القيام بما يجب لدرء هذه النوبات والسكتات، والعمل جاهدا لتحسين التروية الدموية الى السيقان والكلى والأمكنة الأخرى.
والعقاقير مثل «الستاتين» و«الاسبرين» ومثبطات «ايه سي إي» وحاصرات «بيتا» تحول دون النوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى الاشخاص الذين يعانون من الامراض القلبية. وقد أشارت دراسات صغيرة الى انها تفعل الأمر ذاته بالنسبة الى الاشخاص الذين يعانون من امراض الشرايين المحيطية والطرفية، فإذا لم تكن تتناول واحدا، أو أكثر من هذه العقاقير.. اسأل طبيبك لكي تسير على هدى التوجيهات والارشادات الخاصة بذلك.
وعلى الرغم من أن العقاقير هي جيدة، إلا أن التمارين الرياضية هي أفضل منها لكونها تخدم غرضين معا، فهي وسيلة مهمة لتحسين التروية الدموية وتدفق الدم الى الشرايين الطرفية المسدودة، كما انها اسلوب ممتاز لإحياء وتجديد نشاط شرايين القلب. « خدمة هارفارد الطبية ـ الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز ـ كلية هارفارد
No comments:
Post a Comment