نتشر فى الفترة الأخيرة مصطلح "التسوق الشبكى" بين الشباب المستخدمين لشبكة الإنترنت، الذين يقضون أغلب وقتهم فى تكوين علاقات شبكية افتراضية مقابل الحصول على هدايا عينية ومبالغ مالية.
ومع تزايد اهتمام عدد كبير من مستخدمى الإنترنت بالتسوق الشبكى ظهرت على السطح حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض لهذا النوع من العمل.. فمنهم من يـراه يضـر بالاقتصاد المصري نتيجة اجتذاب العدد الأكبر من أعضاء شركات التسويق الشبكـي للشركات الأجنبية، وبالتالي إخراج العملة المصرية للخارج ومن ثم زيادة التضخم، فضلاً عن كون هذه الشـركات بلا مقر ثابت ولا سجل ضريبي، فهـي بذلك متهربة ضريبياً وتقع تحت طائلة القانون، ويرى آخرون أنها تبيـع الهواء في زجاجات ومنتجاتها بلا قيمة ومبالغ في ثمنها، وأن الغرض ليس المنتج بس الفـرد.
وعلى الجانب الآخر يـرى آخرون أن التسوق الشبكى يفتـح مجالات عمل جديـدة للشباب، وأن منتجات هذه الشركات أساسية وجميعنا بحاجة إليها.
يصل عدد شركات التسويق الشبكي إلى حوالي 120 شركة منها: Q net / gold mine international / onex infinity downline / vist / tvi express / bonvoyage1000.. ويعمل بهذه الشركات ملايين من المصريين خاصة الشباب.
وتتنوع المنتجات التي تقدمها هذه الشـركات وأسعارها، فعلي سبيل المثال تقدم شركة Qnet ـساعات تتراوح ثمنها ما بين 620 دولارا و1950 دولارا، وأيضا قلادة طاقة تتراوح أسعارها ما بين 380 دولارا و1990 دولارا، فيما تـقدم شركة bonvoyage1000 خدمات سياحية عن طريق حجز فنادق وتذاكر طيران ورجلات لمنتجعات عالمية، وثمن العضوية 350 دولارا نظيــر خصم يصل لـ80% علي أي من الخدمات التي يحتاجها العضو وتقـدم شـركة infinty downLine لسلسلة كورسات أون لاين مختلفة نظيـر اشتراك العضوية التي تبلغ 25 دولارا.
يقول حسام عدلي، 30 سنة: "أعمل في العديد من شركات التسويق الشبكي منذ ما يزيد على 7 سنوات، وبدأت في إحدى الشركات وكانت العضوية بـ10 جنيهات وحصلت علي أحد منتجات الشيكولاته، وبدأ المشوار وجمعت 40 شخصا في شبكتي وكسبت منها حتي الآن 10 آلاف جنيه".
أما رامي إبراهيم، 22 سنة، فيقول: "أعمل في شركة منذ عامين وحصلت علي ساعة مقابل 4 الآف جنيه وجمعت في شبكتي 7 أفراد لكني لم أستطع تحصيل سوي 250 جنيها".
بينما عمل عمر حلمي، 20 سنة، بشركة أخرى عن طريق أحد أصدقائه الذي يعمل بها، ويقول: "كان الاشتراك نظيـر 25 دولارا، أحصل خلالهم علي مجموعة من الكورسات أون لايـن، لكني تراجعت لعدم اقتناعي الكامل بالفكرة".
بينما يقول أدمن إحدى الصفحات على فيس بوك والتي تنتقد هذه الشركات: "اشتركت في إحدى الشركات عن طريق شـراء سـاعة ثمنها 700 دولار، وبعدها سألت علي ثمنها الحقيقي فتم تقديرها بـ200 دولار فقط، وفعليا لم أشتغل فيها لأني شعرت أنه انضحك عليّ ولازم أرجع أضحك على معارفي وأصدقائي، لكن ضميري لا يسمح لي بذلك".
مُضـر بالاقتصاد الوطنى
حول علاقة التسوق الشبكى بالاقتصاد الوطنى يـري الدكتور يـوسـف إبـراهيـم، مديـر مركز صالح كامل للاقتصاد الإسـلامـي، أن التسـويق الشبكي مُضـر لا شـك بالاقتصاد المصـري. وعما يتردد عن كونه يخلق فرص عمل فهذا أكبر خطأ يقع فيه الشباب، فهو يلهيهم عن العمل الحقيقي لإنه عمل غير مُنتج ولو اشتغل الشعب المصري كله في التسويق الشبكي فمن أين لنا بالشراب والطعام والكساء وما إلي ذلك، التسويق الشبكي نشاط غير منتـج يقدم سلعة أو خدمة حقيقية فالمقصود ليس السلعة والمشترك لم يُقدم عليها من أجل المنتج المعروض ولو الغرض هو السلعة فهنا يكون بيع لمرة واحدة.
فتوى شرعية
حـرمت معظم دور الإفتاء في الوطـن العربي التعامل مع مثل هذه الشركات وكان آخرها في نهاية العام الماضي بفتوي من دار الإفتاء المصرية بتحـريـم التعامل مع إحدي شركات التسويق الشبكي، وهو ما أثار حفيـظة عملاء الشركة فتطور الامـر لاعتصام المئات من أعضاء الشركة أمام مقـر دار الإفتاء ومنع المفتي من الخروج من مبني الدار بعد تحـريمه التعامل مع مصـدر رزقهم، وبعـد أيام بـررت قيادات الشـركة وغيرها من الشركات في المجال ذاته أن نص التحريم جاء وفق ما وصل لفضيلة المفتي من معلومات وصفوها بالمغلوطة.
وعن الرأى الشرعى الخاص بعملية التسوق الشبكى، يُجيــز الشيخ جمال الدين قُطب، أمين لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، التسـويق الشبكـي، مـؤكـداً أن التسويق الشبكي في حد ذاته لا ضـرر به شريطة أن يكون الناس علي دراية بما يبيعونه وما يشتـرونه، وكذا مسألة الإلحاح علي الزبـون وإقناعه، بغير الحق، أن له بها فائـدة هي إحدي طرق البيع غيـر المُستحبـة كما حـذر من المصادر والشركات الأجنبية، وعـن فتـوي مفتي الجمهورية بحرمانية التعامل مع شركات التسويق الشبكي أكـد أنها ربما كانت مقصورة علي ما جاءته من مواد.
...
ما بيـن مـؤيـد ومعارض يبقى الجـدل قائـمًا.. فهل فكرت في العمل بالتسويق الشبكى؟
No comments:
Post a Comment