كل يوم نفاجأ بخبر جديد عن الغذاء ، واكتشاف أخطر عن نوع معين من الفاكهة أو الخضر، مما يشعرنا بالارتباك والحيرة أكثر تجاه الطعام، فلم نعد نعرف أى الأخبار نصدقها وأياً منها نكذب، مما يصعب علينا التمييز بين الأغذية المفيدة والضارة. فى هذا المقال نشير باختصار إلى أنواع الأغذية المفيدة، التىيجب عليك اضافتها إلى قائمة مشترياتك والضار منها لتتجنبيه..
بين الضار منها والمفيد
الآن وبعد حدوث هذه الانتفاضة الصحية، صار أغلبنا يهتم بنوعية غذائه وغناه بالفيتامينات ومدى استفادته منه. استجدت بحوث ودراسات عديدة تثبت أن اختيارنا للطعام أصبح مسألة أكبر من مجرد إشباع للشهية أو إرضاء للنفس، بل أصبحت مسألة حياة أو موت.
فى بريطانيا على سبيل المثال، يعتقد ان شخصاً من بين كل ثلاثة أشخاص يمكن أن يصاب بالسرطان ، وحوالى 35% من الإصابات تتعلق بنوع الحمية الغذائية المتبعة.
وما زالت البحوث جارية على قدم وساق وبكل جدية لمحاولة التوصل لمعرفة أى نوع من الأغذية قادر على محاربة الخلايا السرطانية ، وأى نوع منها يساعد على تطورها، ويزيد من مخاطرها.
تشير الدكتورة روزى دانيال Dr.Rosy Daniel ، مؤلفة كتاب The Cancer Prevention Book والمديرة الطبية الأسبق لمجمع بريستول العالمى لمساعدة مرضى السرطان، إلى صعوبة تقدير ما للغذاء من أهمية، عندما يتعلق الأمر بالسرطان ، فكما هو معروف منذ القدم أن الأغذية الغنية بمقاومات التأكسد تساعد على تعطيل فعالية الشوارد الحرة الموجودة فى أجسامنا التى تهاجم الخلايا الصحية، مما يجعل أجسامنا أكثر حساسية للأمراض ومنها السرطان.
هذا ما دفع العلماء فى جامعة Tufts فى ولاية بوسطن بالولايات المتحدة، إلى اختراع نظام يتضمن احتساب مقدار كل نوع من الأغذية قادر على طرد الشوارد الحرة الموجودة فى الجسم قياسا بمدى سعة امتصاص الأوكسجين للشوارد الحرة لكل 100 جم (Oxygen Radical Absorption Capacty ORAC) .
لم تعد مسألة تناول 5 حبات من الفاكهة والخضر يومياً، هى الحل الأمثل فى محاربة السرطان . أصبح الآن بإمكانك أن تحمى نفسك من السرطان بأن تختارى الفاكهة والخضر الأفضل لك، وهو ما أشارت اليه الدراسات على نطاق الكرة الأرضية حول أهمية الغذاء.
ففى السويد تضمنت دراسة عمرها 30 سنة إجراء مسح على 6300 رجل ليتبين أن الرجال الذين لم يتناولوا الأسماك الدهنية مثل السالمون والماكريل كانوا أكثر عرضة لاحتمال تطور الأصابة بسرطان البروستات، بمعدل 3 مرات من الأشخاص الذين تناولوا هذه الأسماك .
كشفت هذه الدراسة مدى علاقة بعض الأغذية بزيادة مخاطر الأصابة بالسرطان .
لقد توصل العلماء فى السويد إلى اكتشاف مفاده أن المادة الكيميائية المسماة "اكريلاميد" هى المسؤولة عن تحفيز التغيير فى الجينات مما يسبب السرطان فى الفئران التى اجريت التجارب عليها.
هذه المادة موجودة بكميات عالية فى الأطعمة النشوية (الكربوهيدرات) ، التى تطبخ بحرارة عالية تفوق 120 درجة مئوية ، من ضمنها رقائق البطاطا المقلية ومادة "الجبس" حيث أن الحرارة العالية تتسبب فى تحول هذه المادة الكيميائية إلى مواد مسرطنة.
وقد قام الدكتور بيتر نان Dr.Peter Nunn، المتخصص فى كيمياء الأعصاب فى جامعة King’s College فى لندن، بإجراء دراسة استغرقت 3 سنوات لغرض التوصل إلى ما إذا كانت مادة اسبارتيم (وهى المادة الصناعية المحلية الموجودة فى 5 ملايين علبة من المشروبات الغازية المستهلكة فى بريطانيا وحدها)، من الممكن أن تسبب حدوث أورام الدماغ عند الأشخاص مفرطى الحساسية تجاه المحليات الصناعية.
ولغرض تقديم المساعدة للأشخاص وإعطاء النصائح والارشادات علينا فهم نوعية الغذاء وأى أغذية يفضل الابتعاد عنها وتلك التى يفضل تناولها ، ولغرض تأمين الحماية ضد الامراض قامت الجمعية العالمية للأبحاث فى مرض السرطان (World Cancer research Fund WCRF)، بإصدار تقارير تتضمن مراجعة لكل المطبوعات عن الرجيم الغذائي على النطاق العالمى .
باستعمال هذه التقارير، قامت الدكتورة سارة سكينكر من جمعية التغذية البريطانية بتصنيف أنواع الأغذية بالاعتماد على وجود اثباتات مقنعة ومحتملة لمخاطر الإصابة بالسرطان ، لكنها تضيف: ما زالت هناك حاجة إلى إجراء الكثير من البحوث حول مدى اضرار الطعام وقابلية الجسم لمرض السرطان.
تتمثل النصيحة المثلى حالياً، بالتأكيد على تناول 5 حبات من الفاكهة والخضر يوميا، وعدم النظر إلى هذه النصيحة على انها دعوة للإقلاع عن العادات الغذائية ، بل اضيفى فقط حبات الفاكهة إلى وجبتك وتناول كل شىء بإعتدال حتى يتم التوصل إلى اثباتات حاسمة حول نوعية الأطعمة التى يجب الابتعاد عنها .
الأجاص المجفف
(مقدار سعة امتصاص الأوكسجين للشوارد الحرة 770.5=ORAC)
البرتقال
( مقدار سعة امتصاص الأوكسجين للشوارد الحرة 904.1=ORAC)
الأشخاص الذين يتناولون الفاكهة الحمضية بانتظام، هم اقل عرضة للإصابة بمخاطر تطور سرطان المعدة بنسبة 60% . وفى اختبار اجرى على الفئران ثبت أن فيتامين C يساعد على انخفاض تطور الاصابة بسرطان الجلد ايضا.
توت العليق
يعرف عن التوت قدرته على محاربة التلوث ، فهو غنى بحامض الإلاجيك أسيد الجيد فى محاربة التلوث، وعلى الأخص ذلك النوع المتأتى من الأطعمة الجاهزة واللحوم المشوية، فهو يوقف أو يحبط نمو السرطان، إذ يوقف انقسامات الخلايا السرطانية فى غضون 48 ساعة.
الكريب فروت
تحتوى الفاكهة الحمضية، بضمنها الكريب فروت، على مقدار عال من فيتامين C وهو من مضادات التأكسد الفعالة بلا منازع.
وأكدت الدراسات التى اجراها الصندوق الدولى للأبحاث فى مرض السرطان ان فيتامين C ممكن أن يخفض من مخاطر الاصابة بأنواع متعددة من السرطان وعلى وجه الخصوص سرطان المعدة، نظراً لاحتواء الفاكهة الحمضية على مادة فليفونويدزوهى من مضادات التأكسد وكذلك مادة كويرستين، التى ظهرت مقدرتها على تخفيض مخاطر تغيرات الأورام السرطانية التى تحصل فى الخلايا، خصوصا سرطان البروستات، وتساعد على امتصاص فيتامين C .
السبانخ
(مقدار سعة امتصاص الأوكسجين للشوارد الحرة 665.1=ORAC )
البروكولى
(مقدار سعة امتصاص الأوكسجين للشوارد الحرة 335.1=ORAC)
بالاضافة إلى احتوائه على مادة "اندولس" وهى من مضادات التأكسد التى توقف عمل الخلايا المسببة للسرطان، خصوصا سرطان الثدى، كما يساعد على ترميم الخلل الحاصل فى خلايا طبقة البشرة DNA، والبروكولى غنى بمادة جلوكوسنوليتس، وهى المادة التى تطلق عند تكسر خلايا جدار الخضر نتيجة عملية المضغ، تقلل من مخاطر الاصابة بالأورام المسببة لسرطان القولون والثدى.
الفراولة
تحتوى الفراولة على مستويات عالية من مادة كومارينز، وهى مادة كيميائية تمنع تكوين مادة نيتروسامينز فى الجسم، التى تنجم عنها الاصابة بمرض السرطان كذلك يحتوى على فيتامين C وحامض الإلاجيك أسيد.
الكرنب (اللفت)
يعتبر من فصيلة الخضر الزهرية ويحتوى على نسبة عالية من مادة اندولس، وهى من مضادات التأكسد التى تساعد على الحماية من سرطان الثدى والبروستات.
وأثبتت البحوث أن الاشخاص الذين يتناولون هذه الخضر ثلاث مرات اسبوعيا تنخفض نسبة اصابتهم بسرطان البروستات بمعدل 42%.
الزبيب
(مقدار سعة امتصاص الأوكسجين للشوارد الحرة 830.2=ORAC)
يحتوى الزبيب على مضادات تأكسد قوية تسمى "كويرستين" (وهى المادة الصبغية المسؤولة عن اللون الأحمر فى الفاكهة والخضر والزهور)، أثبتت البحوث المختبرية مقدرتها على الحماية من مرض السرطان. ذلك ان تجفيف العنب، يضاعف من قوة مضادات التأكسد الموجودة فيه، مما يجعله مفيداً أكثر من العنب الطازج نفسه.
وقد أثبتت دراسة أجريت فى الولايات المتحدة أن الزبيب يفيد فى محاربة سرطان البنكرياس. كذلك فإن مادة كويرستين تحتوي علي مادة وهى "فايتوستروجين" وهى ايضا من مضادات التأكسد التى تحارب الخلايا السرطانية وتفيد كعلاج للاعراض المصاحبة لانقطاع الطمث ومرض هشاشة العظام.
يعتمد تناول فول الصويا الذى يحتوى على نسبة عالية من فايتوستروجين فى الشرق الأقصى ، لأنه يقلل من معدل الهورمونات المسببة لسرطان الثدى وبطانة الرحم.
الخوخ الأحمر (البرقوق)
(مقدار سعة امتصاص الأوكسجين للشوارد الحرة 564.2=ORAC)
البرقوق غنى بمادة الانثوسيانين المسؤولة عن المادة الصبغية الملونة فى الفاكهة والخضر ، ولهذا فأن الخوخ غنى بمضادات التأكسد الفعالة التى تحبط وتحارب الشوارد الحرة التى تهاجم الخلايا وتجعلها غير محصنة ضد السرطان 00 كذلك لا يخفى غناه بفيتامين C المقاوم للتأكسد.
الأسماك المملحة (مأكولات الشرق الأقصى)
هذه المخاوف دفعت الجامعات فى الولايات المتحدة إلى إجراء المزيد من البحوث حول هذا الموضوع، التى ثبت من خلالها أن الأشخاص الذين يستهلكون الأسماك المالحة والمدخنة، تزداد نسبة تعرضهم إلى مخاطر السرطان بما يقارب 6.2 مرة.
الأغذية الغنية بالدهون
فى دراسة أجريت فى بريطانيا عام 2000، وجد ان سبب زيادة مخاطر الاصابة بالسرطان تعود إلى أن الاستهلاك العالى للدهون يؤدى إلى استنزاف المواد المغذية الاساسية من أنسجة الثدى التى تحمى من الاصابة بالسرطان ، اضف إلى ذلك زيادة خطر الاصابة بسرطان القولون والمستقيم والبروستات .
الأطعمة المدخنة
كما أثبتت البحوث الفنلندية التى اجريت عام 1999، كذلك أثبتت الدراسات وجود ارتباط بين الأطعمة المدخنة وسرطان المعدة والبنكرياس، لكن ما زالت النتائج غير مؤكدة وتحتاج إلى المزيد من الدراسة والتقييم.
اللحوم المملحة (مثل السلامى ولحم البقر المملح)
أثبتت دراسة أجريت فى الولايات المتحدة سنة 2001، ان تناول السلامى ولحم البقر المملح والسجق الساخن بشكل منتظم وبكميات كبيرة، يزيد من مخاطر الاصابة بسرطان الأمعاء بمعدل 50% المعدل الطبيعى المسموح بتناوله هو 60 غم فى اليوم الواحد ، وهذا يعادل شريحة كثيفة من لحم البقر أو قطعة كبيرة من السجق.
الأغذية المملحة
فقد وجد عند إجراء مسح على عينة من الناس من قبل دراسة اميركية شملت ما يقارب 10 الاف شخص فى عام 1999 أن الأشخاص الذين يتبعون نظام حمية غذائية تعتمد على الأغذية المحفوظة (المعلبة)، التى تزداد فيها نسبة الملح (للحفاظ على مكوناتها)، تزداد مخاطر اصابتهم بسرطان القولون Colorectal حوالى 70 – 80% من نسبة الملح الموجود فى حميتنا الغذائية يأتى من الأغذية المحفوظة وحوالى 20% منه يأتى من الملح الذى نضيفه إلى أطباقنا على المائدة.
المعدل الصحى للملح الذى يجب ان نتناوله يوميا، هو 6 جم، لكن الكثير يتجاوز هذا المعدل ففى بريطانيا يبلغ معدل نسبة الملح الذى يتناوله البريطانيون 9 جم.
المشروبات الساخنة جدا
اللحم والسمك المشوى
ولهذا فأن تناول اللحم المشوى بطريقة غير جيدة أو حليب البقر الملوث، وكذلك السكن فى المناطق الصناعية التى يكون هواؤها ملوثاً ممكن ان يصيب الاطفال الرضع نتيجة الرضاعة الطبيعية اذ يكون حليب الأم ملوثاً.
اللحوم الحمراء
ان هذا الارتباط الواضح بين استهلاك اللحوم الحمراء وامراض السرطان دفع الكثير من البلدان إلى إجراء دراسات مكثفة حوله وفى دراسة أجريت فى إيطاليا وجد أن الاشخاص الذين يتناولون اللحوم الحمراء بمعدل سبع مرات أو أكثر فى الأسبوع فإنهم ضاعفوا من نسبة خطر تعرضهم للاصابة بسرطان القولون مقارنة بهؤلاء الذين يتناولون اللحوم الحمراء ثلاث مرات فى الأسبوع أو أقل.
القهـــــــوة
بإمكانك أن تحمى نفسك من السرطان بأن تختارى الفاكهة والخضر الأفضل لك.
3- الأسماك المملحة تعتبر واحدة من الأغذية التى تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.
4- الاكثار من تناول المشروبات الحارة (إلى درجة الغليان) يوميا، يمكن ان يزيد من مخاطر التعرض لسرطان المرئ أربعة اضعاف.
5- شرب القهوة بكميات كبيرة وليس بأعتدال، يزيد من مخاطر الاصابة بالسرطان.
No comments:
Post a Comment