كثر الحديث عن أنفلونزا الطيور ما بين مهول ومهون، لكن في النهاية التعرف الدقيق على المرض وطبيعته وكيفية انتقاله والآفاق المتوقعة لكونه سيصبح وباء بشريا من عدمه، هو أسلم الطرق لتحجيم حالة الرعب التي انتشرت بين الكثيرين.. إليكم بعض الأسئلة التي قد تكون دارت في أذهانكم عن هذا المرض وأجوبتها:
1- ما هو مرض أنفلونزا الطيور؟
- إن مرض أنفلونزا الطيور هو مرض معروف منذ فترة طويلة منذ 1870 وموجود في مناطق مختلفة من العالم، وكان يعرف باسم طاعون الطيور، ولم يكن يسمى مرض الأنفلونزا في هذا الوقت. ومع تقدم علم الفيروسات عرف أن الفيروس المسبب للمرض ينتمي لمجموعة فيروسات الأنفلونزا. وتنقسم فيروسات الأنفلونزا إلى 3 أنواع "A, B, C" النوع B, C خاصان بالآدميين، أما النوع A فيصيب البشر والطيور والخنازير والحيتان وحيوان المنك. وهكذا فأنفلونزا الطيور من النوع A.
حتى الآن لم يعرف بدقة مصدر هذا المرض، وما زالت الأبحاث وليدة تحتاج لكثير من الجهد مع تلك الأنفلونزا المحيرة، إلا أن أصابع الاتهام تشير مبدئيا إلى الطيور البرية الحاملة للفيروس وخاصة الطيور المهاجرة، وبينما لا تمرض هذه الطيور بالفيروس فإنه مميت للطيور المستأنسة. فحينما تصاب دجاجة بالفيروس فإن العدوى تنتقل بسهولة بين الدجاج المتزاحم جنبا إلى جنب في الأقفاص عن طريق ملامسة لعاب الطير المصاب، أو إفرازات أنفه أو برازه.
2- متى ظهر المرض بين البشر لأول مرة؟
- ظهرت أول حالة إصابة بين البشر في هونج كونج عام 1997، حيث كان من المعتقد حينها أن أنفلونزا الطيور تصيب الطيور فقط، إلى أن أصيب طفل هناك بمشاكل في التنفس وبدأ فيروس الأنفلونزا بالتكاثر في جدار رئتيه وتسبب في انتفاخهما وتورمهما، وبينما انتظر الجميع أن تشفى هذه الأنسجة بعد عدة أسابيع كما هو الحال الغالب في الأنفلونزا العادية، فإن قوة الفيروس كانت أسرع من مناعة الطفل البطيئة وحدثت الوفاة بعد عشرة أيام. وبالكشف عن سبب إصابة الطفل وجد أنه فيروس الأنفلونزا A، وأرسلت العينة إلى المعامل ليعزل فيروس أنفلونزا الطيور لأول مرة من دم إنسان.
3- هل ينتقل هذا المرض من الطيور للإنسان؟
- تنتقل عدوى فيروس أنفلونزا الطيور إلى الإنسان إذا لامس هو الآخر الدجاج المريض في بيئة غير معقمة، كما يخرج الفيروس من جسم الطيور مع فضلاتها التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء، ويمكن أن يعيش الفيروس لفترات طويلة ما بين 15 إلى 35 يوما في فضلات الطيور، خاصة في درجات الحرارة المنخفضة.
إلا أن أكل لحوم الطيور لا ينقل الفيروس إلى الإنسان بأي حال من الأحوال، ويفضل تناول لحم الدجاج المطهي بطريقة جيدة.
4- إذا انتقل الفيروس إلى البشر فهل هو معدٍ؟
- لم يثبت حتى الآن أن العدوى تنتقل من إنسان لإنسان آخر، فحتى الآن الفيروس لم يتطور ليصبح قابلا للانتقال بين البشر بعضهم البعض، ويمكن القول بأن الخنزير تحديدا أكثر المرشحين للعمل كوسيط تتم في أنسجته تحول فيروس أنفلونزا الطيور إلى عترات ضارة للإنسان؛ ولذلك نجده انتشر بين الأشخاص في المناطق التي بها مزارع الخنازير تجاور مزارع الدجاج.
5- ما السبب وراء أعداد الوفيات التي أعلن عنها؟
- ترجع حالات الوفيات إلى أن الجسم البشري غير معتاد على المرض، ففيروسات الأنفلونزا تتميز بكثرة حدوث الطفرات الوراثية بها، وتتراوح تلك الطفرات من طفرات خفيفة يحدث بها تغيرات وراثية بسيطة، أو طفرات كبيرة ينتج عنها فيروس جديد ذو صفات وراثية مختلفة. لذا يسهل بذلك مهاجمة مناعة الجسم التي قد لا تكون قد تعرفت من قبل على هذا الفيروس، وبالتالي لم تكن له أية أجسام مناعية، فتحدث المضاعفات بسهولة، ثم الوفاة وهذا بالطبع نتيجة إهمال العلاج في بدايته.
6- كيف يمكن التعرف على أعراض المرض في الدجاج؟
- لا يستطيع العلماء تحديد الأعراض للدجاجة المصابة بالفيروس بوضوح؛ لأن الأمر يعتمد بشدة على نوع الفيروس ونوع الطائر أيضا، بل عمره ومدى شدة عترة الفيروس التي أصابته.
فإذا كانت العدوى بعترات ضعيفة ومتوسطة الضراوة فتكون عبارة عن التهابات في الجهاز التنفسي على شكل زكام وعطس وكحة والتهاب في الجيوب الأنفية. وبصفة تشريحية نلاحظ وجود التهابات مائية في الغشاء البلوري وغشاء التمور للقلب (الغشاء المغلف للقلب).
والموت في هذه الحالات يصل ما بين 3 إلى 15%.
أما إذا كانت من العترات شديدة الضراوة فالنفوق فيها قد يصل إلى 100%، ويتميز بأعراض تنفسية شديدة واحتقانات شديدة مع سواد في العرف والجلد غير المكسو بالريش والأرجل، مع تورم في الرأس وإسهال وأعراض عصبية تعقبها الوفاة.
7- كيف يمكن التعرف على أعراض المرض في الإنسان؟
- الإنسان المصاب تظهر عليه الأعراض العادية المعروفة للأنفلونزا، حيث يشعر المريض بالصداع والكحة وآلام الجسد المصاحبة للحمى، ثم تبدأ المضاعفات الخطيرة إذا لم يتوافر لجهازه المناعي القوة المطلوبة للسيطرة على الفيروس، كما حدث مع أول حالة اكتشفت حيث حُدد سبب وفاة هذه الحالة وقتها بأنه الإصابة بمضاعفات الأنفلونزا وتحديدا الالتهاب الرئوي الشديد، إضافة لمتلازمة الـ "ريا" Syndrome Reye المسببة لتليف الدماغ والكبد، وهو أحد أهم مضاعفات هذا المرض.
8- هل هناك مصل واق ضد الإصابة بأنفلونزا الطيور؟
- يعكف الباحثون على تطوير مصل مضاد للنوع القاتل من الفيروس، غير أن استخلاص تلك الأمصال، وإنتاجها بكميات مناسبة يتطلب وقتا لا يقل عن ثلاثة أشهر وقد يزيد عن ستة أشهر مع توافر الإمكانات اللازمة لذلك.
هذا بالإضافة لعدم جدوى استيراد أي دولة لهذا المصل من دولة أخرى، حيث قد تختلف عترة الفيروس التي أصابت أية دولة عن الأخرى بسبب سرعة تطور الفيروسات وطفراتها المستمرة.
ولهذا على كل دولة ثبت لديها حالات إصابة البدء بفصل الفيروس الذي وجد لديها وإنتاج المصل المناسب ضده.
9- هل هناك علاج متوفر لأنفلونزا الطيور؟
- ليس هناك علاج لأي نوع من أنواع الأنفلونزا، غير أنه اتضح بالدراسات العلمية أن تناول مضادات الفيروسات تساعد في تخفيف حدة المرض؛ لذا فيمكن اعتبار علاج أنفلونزا الطيور، هو نفسه علاج الأنفلونزا العادية تماما وتشمل الراحة ومجموعة فيتامينات أهمها فيتامين "سي"، وشرب السوائل الدافئة، كما يفيد المرضى المصابين بالفيروس كما ذكرنا تعاطي المضادات الفيروسية، والموجود الآن بالأسواق عقارين فقط أثبتا فاعلية في تخفيف حدة المرض لدى المصابين بأنفلونزا الطيور وهما: "تامافلو" و"ريلينزا".
10- كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالفيروس إذا تحول إلى وباء بشري؟
- حسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن العلماء لاقوا الكثير من المفاجآت مع هذا الفيروس، حيث لاحظوا أنه يغير نفسه بشكل سريع، ورغم ذلك لم يُعِد تطوير نفسه كما توقع العلماء منذ 18 شهرا مضت، وبالتالي فلا أحد يعلم إذا كان الفيروس سيتحول لوباء بعد أسبوع، أم بعد سنة، أم أن فيروس مختلف تماما هو الذي سيحدث الوباء، لكن على كل الأحوال فلا بد من أخذ الاحتياطات العامة بتعريف الناس أبسط السبل لوقاية أنفسهم من الوباء إذا حدث.
وأبسط وأهم تلك الاحتياطات هي غسل اليدين بشكل متكرر للوقاية من العدوى، على أن يكون غسل اليدين بماء دافئ وصابون، مع حك كل أجزاء اليدين خلال عملية الغسيل.
11- هل هناك خوف من أكل الطيور؟
- يمكن أن تستمر في أكل الدجاج دون قلق؛ لأن الخبراء يؤكدون أن فيروس أنفلونزا الطيور لا ينتقل عبر الأكل؛ لذا فإن تناول الدجاج لا يمثل أي خطورة خاصة بعد طهيه جيدا.
12- إذا لم يكن هناك خطورة من أكل الطيور فلماذا منعت معظم الدول استيراد الطيور المجمدة؟
- يأتي الإجراء الذي اتخذته معظم دول العالم في إطار خطة لتوخي أعلى درجات الحيطة والحذر منعا لوقوع ما لا تحمد عقباه، فعلى الرغم من عدم انتقال الفيروس عن طريق الأكل، فإن احتمال انتقال الفيروس بسبب تلوث معدات التعبئة لا يزال قائما، حيث إنه تنتقل عدوى فيروس أنفلونزا الطيور إلى الإنسان بملامسة الدجاج المريض، كما يخرج مع فضلاتها التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء، ولذلك تحظر الدول استيراد الدجاج المجمد.
-
أخ الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لم يثبت حتى الآن انتشار هذا المرض في الوطن العربي، وهو متوطن الآن فقط في بعض بلدان آسيا وفي الشهر الحالي ظهر في تركيا ورومانيا وحالة واحدة في اليونان.
وبالنسبة لأوربا فقد ظهر في الطيور فقط بينما في بلدان آسيا فقد ظهر في الطيور وبين بني البشر، وتقدر الإصابة بين بني البشر بحوالي 121 شخصا في قارة آسيا خلال 3 سنوات، وتوفي منهم 63، ونجد أن نسبة الإصابة ضئيلة جدا بالنسبة لعدد السكان بينما نسبة الوفاة بين المصابين تزيد عن 50%.
ومرض أنفلونزا الطيور أعراضه ثابتة مهما تغيرت سلالة الفيروس نفسه، ومن خلال هذه الأعراض يبدأ التشخيص، وهذه الأعراض هي:
- ارتفاع درجة الحرارة عن 38 ونصف درجة.
- صداع.
- آلام في العضلات والعظام.
- حرقان في العين.
- عطس وكحة.
- إنهاك عام في القوى الجسدية
وجميع هذه الأعراض هي أعراض الإصابة بفيروسات البرد العادية، فضلا عن ارتفاع درجة الحرارة عن 38 ونصف درجة، وهذا ما يميز الإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور بالإضافة إلى الأعراض المذكورة سابقاً.
ويتم تشخيص الإصابة وسلالة الفيروس نفسه من خلال الاختبارات المعملية.
وهناك نقطة مهمة لا بد أن يعرفها الجميع هي أن الإصابة بالفيروس لا يمكن أن تحدث إلا بالاحتكاك المباشر بالطيور المصابة بأنفلونزا الطيور.
وحتى الآن لا يوجد لقاح ضد أنفلونزا الطيور، إنما يوجد دواء مضاد للفيروسات، وهو يعمل على إيقاف نشاط إنزيم معين يوجد في الفيروس نفسه يطلق عليه neuraminidase ويطلق عليه neuraminidase inhibitor وبمجرد إيقاف نشاط هذا الإنزيم يقف نشاط هذا الفيروس وتتوقف أعراضه ويتم القضاء عليه.. لذا فإن هذه المضادات تؤخذ للوقاية والعلاج في نفس الوقت، وهناك مضادات أخرى تؤخذ للعلاج فقط.
ولكن يجب عدم أخذ هذه المضادات إلا باستشارة الطبيب.
عافانا الله وجميع المسلمين من الأوبئة والأمراض.
إن مصل أنفلونزا الطيور غير موجود في مصر، بينما مصلا الأنفلونزا العادية a,b فهما موجودان في لقاح واحد موجود بمركز المصل واللقاح.
وبالنسبة لصناعة لقاح لأنفلونزا الطيور فإنه لم يصنع حتى الآن في العالم بأسره؛ حيث إن تصنيع هذا اللقاح تكلفته عالية جدا، بالإضافة إلى أن العدد الذي أصيب لا يستدعي هذا، بالإضافة إلى أنه لم يثبت انتقاله من إنسان لآخر.
فهو ينتقل من الطيور المصابة، وما يعنينا هو الابتعاد عن هذه الطيور؛ فالعدد الذي أصيب كان نتيجة معيشة هذه الأشخاص مع الطيور المصابة.. وبمجرد إعدام الطيور المصابة فإننا بذلك نقي أنفسنا من الإصابة بهذا الفيروس.
فنحن نملك منع انتشار هذا الوباء والقضاء عليه من بدايته بمراعاة إعدام المزارع التي تحوي الدجاج المصاب.
بالإضافة إلى أن صناعة لقاح ضد أنفلونزا الطيور يستدعي متابعة آخر تغيرات جينية في هذه السلالة أصابت الإنسان؛ حيث إنه يحدث تغير سريع في هذه السلالات من وقت لآخر ومن زمن لآخر؛ فالفيروس الذي أصاب الإنسان من عام 1997 تختلف سلالته عن الفيروس الذي أصاب آخر شخص بإندونيسيا عام 2005.
1- ما هو مرض أنفلونزا الطيور؟
- إن مرض أنفلونزا الطيور هو مرض معروف منذ فترة طويلة منذ 1870 وموجود في مناطق مختلفة من العالم، وكان يعرف باسم طاعون الطيور، ولم يكن يسمى مرض الأنفلونزا في هذا الوقت. ومع تقدم علم الفيروسات عرف أن الفيروس المسبب للمرض ينتمي لمجموعة فيروسات الأنفلونزا. وتنقسم فيروسات الأنفلونزا إلى 3 أنواع "A, B, C" النوع B, C خاصان بالآدميين، أما النوع A فيصيب البشر والطيور والخنازير والحيتان وحيوان المنك. وهكذا فأنفلونزا الطيور من النوع A.
حتى الآن لم يعرف بدقة مصدر هذا المرض، وما زالت الأبحاث وليدة تحتاج لكثير من الجهد مع تلك الأنفلونزا المحيرة، إلا أن أصابع الاتهام تشير مبدئيا إلى الطيور البرية الحاملة للفيروس وخاصة الطيور المهاجرة، وبينما لا تمرض هذه الطيور بالفيروس فإنه مميت للطيور المستأنسة. فحينما تصاب دجاجة بالفيروس فإن العدوى تنتقل بسهولة بين الدجاج المتزاحم جنبا إلى جنب في الأقفاص عن طريق ملامسة لعاب الطير المصاب، أو إفرازات أنفه أو برازه.
2- متى ظهر المرض بين البشر لأول مرة؟
- ظهرت أول حالة إصابة بين البشر في هونج كونج عام 1997، حيث كان من المعتقد حينها أن أنفلونزا الطيور تصيب الطيور فقط، إلى أن أصيب طفل هناك بمشاكل في التنفس وبدأ فيروس الأنفلونزا بالتكاثر في جدار رئتيه وتسبب في انتفاخهما وتورمهما، وبينما انتظر الجميع أن تشفى هذه الأنسجة بعد عدة أسابيع كما هو الحال الغالب في الأنفلونزا العادية، فإن قوة الفيروس كانت أسرع من مناعة الطفل البطيئة وحدثت الوفاة بعد عشرة أيام. وبالكشف عن سبب إصابة الطفل وجد أنه فيروس الأنفلونزا A، وأرسلت العينة إلى المعامل ليعزل فيروس أنفلونزا الطيور لأول مرة من دم إنسان.
3- هل ينتقل هذا المرض من الطيور للإنسان؟
- تنتقل عدوى فيروس أنفلونزا الطيور إلى الإنسان إذا لامس هو الآخر الدجاج المريض في بيئة غير معقمة، كما يخرج الفيروس من جسم الطيور مع فضلاتها التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء، ويمكن أن يعيش الفيروس لفترات طويلة ما بين 15 إلى 35 يوما في فضلات الطيور، خاصة في درجات الحرارة المنخفضة.
إلا أن أكل لحوم الطيور لا ينقل الفيروس إلى الإنسان بأي حال من الأحوال، ويفضل تناول لحم الدجاج المطهي بطريقة جيدة.
4- إذا انتقل الفيروس إلى البشر فهل هو معدٍ؟
- لم يثبت حتى الآن أن العدوى تنتقل من إنسان لإنسان آخر، فحتى الآن الفيروس لم يتطور ليصبح قابلا للانتقال بين البشر بعضهم البعض، ويمكن القول بأن الخنزير تحديدا أكثر المرشحين للعمل كوسيط تتم في أنسجته تحول فيروس أنفلونزا الطيور إلى عترات ضارة للإنسان؛ ولذلك نجده انتشر بين الأشخاص في المناطق التي بها مزارع الخنازير تجاور مزارع الدجاج.
5- ما السبب وراء أعداد الوفيات التي أعلن عنها؟
- ترجع حالات الوفيات إلى أن الجسم البشري غير معتاد على المرض، ففيروسات الأنفلونزا تتميز بكثرة حدوث الطفرات الوراثية بها، وتتراوح تلك الطفرات من طفرات خفيفة يحدث بها تغيرات وراثية بسيطة، أو طفرات كبيرة ينتج عنها فيروس جديد ذو صفات وراثية مختلفة. لذا يسهل بذلك مهاجمة مناعة الجسم التي قد لا تكون قد تعرفت من قبل على هذا الفيروس، وبالتالي لم تكن له أية أجسام مناعية، فتحدث المضاعفات بسهولة، ثم الوفاة وهذا بالطبع نتيجة إهمال العلاج في بدايته.
6- كيف يمكن التعرف على أعراض المرض في الدجاج؟
- لا يستطيع العلماء تحديد الأعراض للدجاجة المصابة بالفيروس بوضوح؛ لأن الأمر يعتمد بشدة على نوع الفيروس ونوع الطائر أيضا، بل عمره ومدى شدة عترة الفيروس التي أصابته.
فإذا كانت العدوى بعترات ضعيفة ومتوسطة الضراوة فتكون عبارة عن التهابات في الجهاز التنفسي على شكل زكام وعطس وكحة والتهاب في الجيوب الأنفية. وبصفة تشريحية نلاحظ وجود التهابات مائية في الغشاء البلوري وغشاء التمور للقلب (الغشاء المغلف للقلب).
والموت في هذه الحالات يصل ما بين 3 إلى 15%.
أما إذا كانت من العترات شديدة الضراوة فالنفوق فيها قد يصل إلى 100%، ويتميز بأعراض تنفسية شديدة واحتقانات شديدة مع سواد في العرف والجلد غير المكسو بالريش والأرجل، مع تورم في الرأس وإسهال وأعراض عصبية تعقبها الوفاة.
7- كيف يمكن التعرف على أعراض المرض في الإنسان؟
- الإنسان المصاب تظهر عليه الأعراض العادية المعروفة للأنفلونزا، حيث يشعر المريض بالصداع والكحة وآلام الجسد المصاحبة للحمى، ثم تبدأ المضاعفات الخطيرة إذا لم يتوافر لجهازه المناعي القوة المطلوبة للسيطرة على الفيروس، كما حدث مع أول حالة اكتشفت حيث حُدد سبب وفاة هذه الحالة وقتها بأنه الإصابة بمضاعفات الأنفلونزا وتحديدا الالتهاب الرئوي الشديد، إضافة لمتلازمة الـ "ريا" Syndrome Reye المسببة لتليف الدماغ والكبد، وهو أحد أهم مضاعفات هذا المرض.
8- هل هناك مصل واق ضد الإصابة بأنفلونزا الطيور؟
- يعكف الباحثون على تطوير مصل مضاد للنوع القاتل من الفيروس، غير أن استخلاص تلك الأمصال، وإنتاجها بكميات مناسبة يتطلب وقتا لا يقل عن ثلاثة أشهر وقد يزيد عن ستة أشهر مع توافر الإمكانات اللازمة لذلك.
هذا بالإضافة لعدم جدوى استيراد أي دولة لهذا المصل من دولة أخرى، حيث قد تختلف عترة الفيروس التي أصابت أية دولة عن الأخرى بسبب سرعة تطور الفيروسات وطفراتها المستمرة.
ولهذا على كل دولة ثبت لديها حالات إصابة البدء بفصل الفيروس الذي وجد لديها وإنتاج المصل المناسب ضده.
9- هل هناك علاج متوفر لأنفلونزا الطيور؟
- ليس هناك علاج لأي نوع من أنواع الأنفلونزا، غير أنه اتضح بالدراسات العلمية أن تناول مضادات الفيروسات تساعد في تخفيف حدة المرض؛ لذا فيمكن اعتبار علاج أنفلونزا الطيور، هو نفسه علاج الأنفلونزا العادية تماما وتشمل الراحة ومجموعة فيتامينات أهمها فيتامين "سي"، وشرب السوائل الدافئة، كما يفيد المرضى المصابين بالفيروس كما ذكرنا تعاطي المضادات الفيروسية، والموجود الآن بالأسواق عقارين فقط أثبتا فاعلية في تخفيف حدة المرض لدى المصابين بأنفلونزا الطيور وهما: "تامافلو" و"ريلينزا".
10- كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالفيروس إذا تحول إلى وباء بشري؟
- حسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن العلماء لاقوا الكثير من المفاجآت مع هذا الفيروس، حيث لاحظوا أنه يغير نفسه بشكل سريع، ورغم ذلك لم يُعِد تطوير نفسه كما توقع العلماء منذ 18 شهرا مضت، وبالتالي فلا أحد يعلم إذا كان الفيروس سيتحول لوباء بعد أسبوع، أم بعد سنة، أم أن فيروس مختلف تماما هو الذي سيحدث الوباء، لكن على كل الأحوال فلا بد من أخذ الاحتياطات العامة بتعريف الناس أبسط السبل لوقاية أنفسهم من الوباء إذا حدث.
وأبسط وأهم تلك الاحتياطات هي غسل اليدين بشكل متكرر للوقاية من العدوى، على أن يكون غسل اليدين بماء دافئ وصابون، مع حك كل أجزاء اليدين خلال عملية الغسيل.
11- هل هناك خوف من أكل الطيور؟
- يمكن أن تستمر في أكل الدجاج دون قلق؛ لأن الخبراء يؤكدون أن فيروس أنفلونزا الطيور لا ينتقل عبر الأكل؛ لذا فإن تناول الدجاج لا يمثل أي خطورة خاصة بعد طهيه جيدا.
12- إذا لم يكن هناك خطورة من أكل الطيور فلماذا منعت معظم الدول استيراد الطيور المجمدة؟
- يأتي الإجراء الذي اتخذته معظم دول العالم في إطار خطة لتوخي أعلى درجات الحيطة والحذر منعا لوقوع ما لا تحمد عقباه، فعلى الرغم من عدم انتقال الفيروس عن طريق الأكل، فإن احتمال انتقال الفيروس بسبب تلوث معدات التعبئة لا يزال قائما، حيث إنه تنتقل عدوى فيروس أنفلونزا الطيور إلى الإنسان بملامسة الدجاج المريض، كما يخرج مع فضلاتها التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء، ولذلك تحظر الدول استيراد الدجاج المجمد.
-
أخ الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لم يثبت حتى الآن انتشار هذا المرض في الوطن العربي، وهو متوطن الآن فقط في بعض بلدان آسيا وفي الشهر الحالي ظهر في تركيا ورومانيا وحالة واحدة في اليونان.
وبالنسبة لأوربا فقد ظهر في الطيور فقط بينما في بلدان آسيا فقد ظهر في الطيور وبين بني البشر، وتقدر الإصابة بين بني البشر بحوالي 121 شخصا في قارة آسيا خلال 3 سنوات، وتوفي منهم 63، ونجد أن نسبة الإصابة ضئيلة جدا بالنسبة لعدد السكان بينما نسبة الوفاة بين المصابين تزيد عن 50%.
ومرض أنفلونزا الطيور أعراضه ثابتة مهما تغيرت سلالة الفيروس نفسه، ومن خلال هذه الأعراض يبدأ التشخيص، وهذه الأعراض هي:
- ارتفاع درجة الحرارة عن 38 ونصف درجة.
- صداع.
- آلام في العضلات والعظام.
- حرقان في العين.
- عطس وكحة.
- إنهاك عام في القوى الجسدية
وجميع هذه الأعراض هي أعراض الإصابة بفيروسات البرد العادية، فضلا عن ارتفاع درجة الحرارة عن 38 ونصف درجة، وهذا ما يميز الإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور بالإضافة إلى الأعراض المذكورة سابقاً.
ويتم تشخيص الإصابة وسلالة الفيروس نفسه من خلال الاختبارات المعملية.
وهناك نقطة مهمة لا بد أن يعرفها الجميع هي أن الإصابة بالفيروس لا يمكن أن تحدث إلا بالاحتكاك المباشر بالطيور المصابة بأنفلونزا الطيور.
وحتى الآن لا يوجد لقاح ضد أنفلونزا الطيور، إنما يوجد دواء مضاد للفيروسات، وهو يعمل على إيقاف نشاط إنزيم معين يوجد في الفيروس نفسه يطلق عليه neuraminidase ويطلق عليه neuraminidase inhibitor وبمجرد إيقاف نشاط هذا الإنزيم يقف نشاط هذا الفيروس وتتوقف أعراضه ويتم القضاء عليه.. لذا فإن هذه المضادات تؤخذ للوقاية والعلاج في نفس الوقت، وهناك مضادات أخرى تؤخذ للعلاج فقط.
ولكن يجب عدم أخذ هذه المضادات إلا باستشارة الطبيب.
عافانا الله وجميع المسلمين من الأوبئة والأمراض.
إن مصل أنفلونزا الطيور غير موجود في مصر، بينما مصلا الأنفلونزا العادية a,b فهما موجودان في لقاح واحد موجود بمركز المصل واللقاح.
وبالنسبة لصناعة لقاح لأنفلونزا الطيور فإنه لم يصنع حتى الآن في العالم بأسره؛ حيث إن تصنيع هذا اللقاح تكلفته عالية جدا، بالإضافة إلى أن العدد الذي أصيب لا يستدعي هذا، بالإضافة إلى أنه لم يثبت انتقاله من إنسان لآخر.
فهو ينتقل من الطيور المصابة، وما يعنينا هو الابتعاد عن هذه الطيور؛ فالعدد الذي أصيب كان نتيجة معيشة هذه الأشخاص مع الطيور المصابة.. وبمجرد إعدام الطيور المصابة فإننا بذلك نقي أنفسنا من الإصابة بهذا الفيروس.
فنحن نملك منع انتشار هذا الوباء والقضاء عليه من بدايته بمراعاة إعدام المزارع التي تحوي الدجاج المصاب.
بالإضافة إلى أن صناعة لقاح ضد أنفلونزا الطيور يستدعي متابعة آخر تغيرات جينية في هذه السلالة أصابت الإنسان؛ حيث إنه يحدث تغير سريع في هذه السلالات من وقت لآخر ومن زمن لآخر؛ فالفيروس الذي أصاب الإنسان من عام 1997 تختلف سلالته عن الفيروس الذي أصاب آخر شخص بإندونيسيا عام 2005.
No comments:
Post a Comment