قليل من الرجال يمكنهم أن يستمروا في قيادة سياراتهم المفضلة حتى تبلى أو يتلفوا محرك سيارتهم بسبب عدم تغييرهم الزيت بشكل دائم أو ضبط المحرك أو ما شابه. وعلى العكس من ذلك فإن كثيرا من الرجال لا يفكرون مليا بشأن صحتهم أو يتجاهلون ذلك، تاركين عقدا أو أكثر يمر دون وضع خطة لإجراء الفحوص الطبية، على حد قول جيف كاين، الرئيس المنتخب للأكاديمية الأميركية لأطباء الأسرة. ولا يزور أغلبهم الطبيب إلا عندما يكونون مرضى بحق.
ويقول كاين، الأستاذ بجامعة كولورادو دينفر: «اعتاد الرجال صيانة سياراتهم، لكنهم لم يعتادوا صيانة أنفسهم». ويضيف: «لكن الأمر يبدو أشبه بأخذ سيارتك إلى ميكانيكي بانتظام. إن الطبيب الذي يعتني بك عندما تكون مريضا يمكنه أن يعتني بك عندما تكون في حالة صحية جيدة، ويمكنه أن يمنع المشكلات على طول الطريق».
رجال ونساء
* على الرغم من ذلك، فإنه على عكس النساء، لا يتوافر للرجال برنامج وقائي للحفاظ على صحتهم. وبالمقابل تتعلم النساء من سن مبكرة وضع خطة لإجراء «فحص طبي» سنويا. وعادة ما تسعى السيدات الشابات إلى هذه الفحوص لتنظيم النسل، مما يمنح الأطباء أثناء هذه الزيارات فرصة للفحص لتحديد ما إذا كانت هناك إصابة بمرض السرطان وأشكال العدوى التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، إضافة إلى تقديم تعليم أساسي في مجال الصحة، عن مواضيع مثل التغذية والتمارين الرياضية والصحة العقلية، على حد قول مايكل لوفيفر، الرئيس المشارك للجنة الأميركية للخدمات الوقائية، وهي عبارة عن لجنة من المتطوعين تقدم الاستشارات للحكومة. وبالنسبة للنساء فإنهن يصبحن ضمن إطار النظام الطبي مع تقدمهن في العمر وإنجابهن أطفالا ومرورهن بسن اليأس، إذ إنهن يكن على اتصال بأطبائهن فقط، بل وأيضا بأطباء أطفالهن.
على الجانب الآخر، ربما يختفي الرجال من قوائم المرضى في سن الثامنة عشرة، بتجنبهم الفحوصات الطبية حتى سن الأربعين أو الخمسين، عندما يأتون لإجراء فحص لمرض السرطان - غالبا، بناء على نصيحة من زوجاتهن، على حد قول كاين.
غير أن الأطباء يقولون إن ثمة كثيرا من الأشياء التي يمكن للرجال القيام بها للاعتناء بأنفسهم – داخل وخارج غرفة الفحص – في كل مرحلة من مراحل حياتهم.
وتعتبر التغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية وتجنب الكحوليات وممارسة علاقة جنسية آمنة بعض القواعد الأساسية للتمتع بصحة جيدة، على حد قول لوفيفر. ويعتبر مصل الإنفلونزا السنوي مهما في أي سن بالمثل.
ويقول لوفيفر: «ربما تكون السلوكيات أهم من الخضوع لفحوصات طبية».
لكن على عكس السيارات، ليس كل الرجال سواسية. فالتاريخ الأسري للرجل يمكن أن يلعب دورا أكثر أهمية من عمره في احتمال إصابته بالمرض – وفي تحديد أنسب وقت لإجراء فحص للوقوف على ما إذا كان مصابا بأمراض معينة. وبينما قد لا تحدث إصابة بأمراض مثل السكري حتى منتصف العمر، فإن حتى الرجال الشباب قد يكونون عرضة لخطر الوفاة جراء إصابة مفاجئة بأزمة قلبية أثناء ممارسة الرياضة، على حد قول مايكل سليماني، طبيب أسرة في مستشفى قيصر الدائم في جنوب كاليفورنيا، كما نقلت عنه صحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية.
وبينما قد لا يمتلك الأطباء كتيبا في هذا المجال، يقول الخبراء إن الشخص العادي يمكنه أن يلعب دورا في الحفاظ على صحته بالاهتمام ببعض هذه الأمور مع تقدم عمره.
سن الثامنة عشرة
* في هذه السن يمكن للرجل الشاب:
* مناقشة تاريخ الأسرة الطبي مع الآباء.
* التطعيم باللقاحات:
- لقاح التهاب السحايا، الذي يكون مطلوبا في كليات كثيرة.
- لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، لمنع الإصابة بعدوى فيروس البابيلوما البشري الذي يسبب كثيرا من أنواع السرطان والأورام التناسلية، في حالة ما إذا لم يكن الرجال قد أخذوا لقاحات بالفعل. ويحقق هذا اللقاح أكبر قدر من الفاعلية، إذا ما أعطي قبل أن يصبح الرجال نشطين جنسيا.
- جرعة معززة من لقاح الكزاز (التيتانوس) والدفتيريا والسعال الديكي الموحد Tetanus - diphtheria - pertussis (Tdap). وكل شخص بحاجة إلى جرعة معززة من لقاح الكزاز كل 10 سنوات. وقد أدى تفشي مرض السعال الديكي، بمراكز مكافحة الأمراض والوقاية، إلى ترشيح هذا اللقاح لكل شخص.
* مراقبة الوزن: ليس الرجال بحاجة للذهاب إلى الطبيب لفحص أوزانهم، غير أنه يتعين عليهم مراقبته للتحقق من أنهم لم يكتسبوا قدرا هائلا من الأرطال الإضافية بعد إنهائهم مرحلة الدراسة الثانوية، على حد قول لوفيفر. ويمكن أن تساعد مواقع وتطبيقات الإنترنت الرجال في حساب مؤشر كتلة أجسامهم.
* ضغط الدم: ينبغي أن يجري الرجال فحصا لمستوى ضغط الدم لديهم في سن الثامنة عشرة أيضا، على الرغم من أن هذا الفحص يمكن أن تجريه ممرضة أو حتى المدرب في صالة الألعاب الرياضية، على حد قول لوفيفر. وتوصي جمعية القلب الأميركية الرجال بفحص مستوى ضغط الدم لديهم على الأقل كل عامين. ويعتبر قياس ضغط الدم 120/ 80 ملم زئبق أو أقل صحيا.
العشرينات والثلاثينات
* الكولسترول: يجب أن يجري الرجال فحص كولسترول صائم كل خمسة أعوام، بدءا من سن العشرين، حسب جمعية القلب. وربما يحتاج الرجال الذين لديهم نسبة كولسترول غير صحية إلى مزيد من الفحوص المتكررة.
سن الأربعينات
* فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (سي): توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية بأن يخضع الرجال الذين ولدوا في الفترة من عام 1945 إلى 1965، لفحص فيروس «سي»، ذلك الفيروس الذي يمكن أن يتلف الكبد. فكثير من المصابين لا يكونون على دراية بإصابتهم به.
* مرض السكري: عند سن الخامسة والأربعين، تقترح جمعية القلب الأميركية أن يجري الرجال فحص سكر دم صائم، الذي ربما يمكنهم من تحديد ما إذا كانوا في مرحلة الإصابة بالسكري أم في مرحلة ما قبل الإصابة به. يجب أن يكرر الرجال الفحص على الأقل كل 3 سنوات. فكثير من الرجال لا يدركون أنهم مصابون بمرض السكري أو أنهم في طريقهم للإصابة به. وقد يساعد إدخال تغييرات مبكرة على نمط الحياة في الحيلولة دون تطور المرض، أو في إبقائه تحت السيطرة من أجل تجنب المضاعفات طويلة الأجل، على حد قول راؤول سيبالوس، نائب رئيس قسم الطب الوقائي بعيادة كليفلاند.
* سرطان القولون: توصي لجنة الخدمات الوقائية بأن يخضع الرجال المعرضون للخطر لفحص خاص بسرطان القولون بدءا من سن الخمسين. ويقول لوفيفر إن الرجال المعرضين بدرجة أكبر لخطر الإصابة به يجب أن يخضعوا للفحص في سن مبكرة. ويجب أن يخضع الرجال الذين يختارون إجراء فحص للقولون بالمنظار لفحص كل 10 أعوام، فيما يحتاج هؤلاء الذين يخضعون لاختبارات الدم الخفي في البراز - وهو فحص غير تدخلي - لإجراء الفحص سنويا.
سن الخمسين
* سرطان البروستاتا: تتباين آراء الخبراء حول فوائد الفحص الدوري لسرطان البروستاتا. وقد خلصت اللجنة الأميركية للخدمات الوقائية إلى أن فحص «مولد المضادات الخاص بالبروستاتا» (بي إس إيه PSA) يضر أكثر مما ينفع. وتقول هيئات أخرى، مثل جمعية السرطان الأميركية، إن الرجال يجب أن يناقشوا أضرار ومنافع هذا الفحص مع أطبائهم ويتخذوا قرارا معلنا.
* سرطان الرئة: للمرة الأولى، بدأت هيئات طبية رئيسية مثل الجمعية الأميركية لطب الأورام الإكلينيكي هذا العام في التوصية بإجراء فحص سرطان الرئة لفئات بعينها من المدخنين الأكبر سنا والمدخنين السابقين: هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم ما بين 55 و74 عاما ممن اعتادوا تدخين علبة سجائر كاملة يوميا على مدار 30 عاما.
وتوصي الجمعية بإجراء الفحوصات فقط بالمراكز الطبية الأكاديمية، مثل الجامعات، بواسطة جراحين متخصصين وأطباء أشعة. لا يوصى بفحص سرطان رئة للأفراد الآخرين، نظرا لأن مخاطر الفحوص التالية التي تتطلب تدخلا جراحيا تفوق المزايا المحتملة.
* العلاج بالأسبرين: في حين لا يوصي الأطباء بأن يتناول كل شخص الأسبرين، يمكن أن يساعد أخذ جرعات قليلة منه في تقليل خطر الإصابة بالأزمة القلبية لدى الرجال ممن لديهم عوامل خطر معينة، على حد قول لوفيفر. وفي سن الخمسين، من المهم أن تتحدث مع طبيبك حول ما إذا كان أسبرين الأطفال اليومي يمكن أن يفيد في علاج حالتك.
ويحذر لوفيفر من ضرورة أن لا يبدأ أي مريض في تناول الأسبرين من تلقاء نفسه، من دون استشارة طبية، لأن الأدوية يمكن أن تسبب النزيف الحاد والقرح لبعض الأفراد.
الستينات والسبعينات
* مرض الشرايين المحيطية (Peripheral artery disease): توصي جمعية القلب الأميركية بإجراء فحص لمؤشر ضغط الدم العضدي للكاحل كل عام أو عامين، بداية من سن الستين. يقوم الفحص بقياس النبضات في قدمك لفحص تكوين الصفائح الدموية في الساقين، الذي قد يؤدي إلى جلطات دموية.
* «أم الدم» في الشريان الأورطي البطني (Abdominal aortic aneurysm): يجب أن يخضع الرجال الذين كانوا يدخنون في أي مرحلة من حياتهم لفحص بالموجات فوق الصوتية مرة واحدة لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بهذا النوع من تمدد الأوعية الدموية، الذي تتضخم فيه الأوعية الدموية وتكون عرضة للانفجار، ما بين سن الخامسة والستين والخامسة والسبعين. إن غير المدخنين ليسوا في حاجة لهذا الفحص، على حد قول لجنة الخدمات الوقائية.