وحول هذه المشروبات وخطورتها على الإنسان، أعلنت شركة كوكا كولا كبرى شركات المشروبات الغازية في العالم، أنها قررت إزالة مادة بنزوات الصوديوم "E211" بصورة تدريجية من منتجاتها بعد الكشف عن احتمال تسببها في النشاط المفرط وإتلاف الحمض النووي "DNA" لدى متناولي المشروبات الغازية التي تنتجها هذه الشركة.
وأشارت الشركة إلى أنها ستزيل هذه المادة من كل عبوات دايت كوكاكولا بحلول أغسطس القادم، كما أشارت إلى أنها تريد إزالة بنزوات الصوديوم من منتجاتها الأخرى متى كان ذلك ممكناً، وأضافت أنها لم تعثر بعد على بدائل مقبولة لهذه المادة في مشروبات فانتا ودكتور بيبر.
وحذر البروفيسور بيتر بايبر الخبير في الكيميائيات بجامعة شيفلد، من أن بنزوات الصوديوم تستطيع شل الطاقة الخلوية بالخميرة، وربما تحدث نفس المفعول لدى الإنسان، كما أن جامعة ساوث إنبتون اعتبرت بنزوات الصوديوم أحد سبع مواد تضاف للأغذية يرمز لها بحرف "E" يمكنها إن أضيفت إلى الفيتامين "A" أن تشكل مادة البنزول المسرطنة.
وتنتج بنزوات الصوديوم بصورة طبيعية في بعض أنواع الفواكه، لكنها تستخدم بتركيز أكبر في المشروبات الغازية لمنعها من التعفن.
يذكر أن بنزوات الصوديوم موجودة كذلك في منتجات شركة بيبسي مثل إيرن برو وبيبسي ماكس ولوكوزاد.
ولا يقتصر تأثيرها على العقل فقط، بل أكدت دراسة حديثة أن المشروبات الغازية تحتوي على ما يعادل عشر ملاعق سكر، وهي كافية لتدمير فيتامين "B" الذي يؤدي نقصه في الجسم إلى سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والأرق والتشنجات العضلية.
وأشارت الدراسة إلى أن المشروبات الغازية تعمل على ضعف وهشاشة العظام، خصوصاً في سن المراهقة، حيث تؤثر على الاسنان لأنها تحتوي على أحماض الفوسفوريك والكاربونيك التي تسبب تآكل طبقة المينا الحامية للأسنان.
وأوضحت الدراسة أن المشروبات الغازية لا تحتوي على أي قيمة غذائية بالإضافة إلى احتوائها على سعرات حرارية عالية نتيجة وجود كميات كبيرة من السكر، كما أنها تسبب عسر الهضم، وذلك لاحتوائها على مادة البيكربونات وهي مادة قوية، تعمل على تقليل حمض المعدة الذي يلعب دوراً هاماً في عملية الهضم، فتفقد الكثير من الانزيمات الهاضمة قدرتها على الهضم لأنها لا تعمل إلا في وسط حمضي والمياه الغازية تغير وسط المعدة إلى قلوي.
وأضافت الدراسة أن المشروبات الغازية تصنع من مادة الكولا التي تحتوي على مادة الكافيين التي تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر، وزيادة الحموضة، كما تسبب مادة الكولا الأرق لدى الأطفال واضطرابات في النوم.
كما أكد باحثون أمريكيون أن تناول أكثر من عبوتين يومياً من أحد المشروبات الغازية للكولا يرفع احتمالات الإصابة بأمراض فشل الكلى المزمنة إلى أكثر من الضعف.
وتأتي هذه الدراسة الحديثة كإضافة إلى ذلك الرصيد المتزايد من الدراسات الطبية التي تُحذر من المخاطر الصحية للإكثار من تناول مشروبات الكولا الغازية ، والتي تشمل التسبب في هشاشة بنية العظم وحصاة الكلى وضعف الأسنان، لكن الأهم هو ارتفاع الإصابات بمرض السكري وبالسمنة.
وأشارت الدكتورة دالي ساندلار وزملاؤها من المؤسسة القومية لعلوم الصحة البيئية في كارولينا الشمالية في دراستهم المنشورة بعدد يوليو من مجلة "علم الأوبئة": " إن ارتفاع احتمالات الخطورة هذا لم يُلاحظ عند تناول مشروبات غازية أخرى".
وأضافت ساندلارد أن دراستها تُشير إلى وجود شيء ما في مشروبات الكولا الغازية - دون بقية أنواع المشروبات الغازية - له ارتباط وثيق برفع مخاطر الإصابة بالفشل الكلوي المزمن، مشيرة إلى أن ذلك بسبب مركب حمض الفوسفور الذي يُكسب مشروبات الكولا الغازية تلك النكهة والطعم المميز، والذي يُضاف في الأصل إلى تلك المشروبات كمادة تعمل على حفظ مكوناتها .. بخلاف المشروبات الغازية الأخرى التي يُستخدم فيها حمض الستريك لتلك الغاية.
وأكدت أن تعرض الجسم لكميات عالية من حمض الفوسفور مرتبط برفع احتمالات تلف أنسجة الكلى وفشلها عن أداء وظائفها في تصفية الدم وغير ذلك من الوظائف العديدة الأخرى، إضافة إلى تسببه في رفع احتمالات تكوين حصاة الكلى.
كما كشفت تقارير طبية أن المشروبات الغازية المحلاة بالسكر والفركتوز ترتبط بشكل كبير بزيادة مخاطر الإصابة بالنقرس لدى الرجال، بينما ولا يزيد تناول المشروبات الغازية التي لا تتضمن سعرات حرارية كبيرة "الدايت" من هذه المخاطر. الشباب لا يستغني عن المياه الغازية في الوجبات السريعة
وأوضح الدكتور "هيون كيه.شوي" أن المشروبات الغازية المحلاة تتضمن كميات كبيرة من الفركتوز وهو سكر مستخرج من الفواكه والذي يزيد من مستويات حمض اليوريك، وتوفر هذه النتائج اول دليل على ان الفركتوز والأغذية الغنية بالفركتوز تمثل عوامل مخاطر مهمة للإصابة بالنقرس.
واستعان شوي وهو من جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر والدكتور "جاري كورهان" من كلية طب هارفارد في بوسطن باستبيانات عن الطعام لتقييم مستويات استهلاك المشروبات الغازية والفركتوز لدى 46393 رجلا شملتهم دراسة "المتابعة الصحية المهنية" لم يكونوا يعانون من النقرس في بداية الدراسة وجرى تتبعهم على مدار 12 عاماً.
ولوحظ اتجاه مماثل في استهلاك الفركتوز، فمقارنة مع الأفراد الذين استهلكوا أقل مستويات من الفركتوز، فإن هؤلاء الذين استهلكوا اعلى المستويات يواجهون مخاطر متزايدة للإصابة بالنقرس نسبتها 102 في المئة، كما يرتبط أيضاً استهلاك فواكه غنية بالفركتوز مثل التفاح والبرتقال بزيادة مخاطر الإصابة بالنقرس .
No comments:
Post a Comment