Wednesday, July 04, 2012

بالصور : صممي مكتبِك بنفسك في شقتك الضيقة


إذا كنت ممن يعملون بالمنزل ، أو يتطلب طبيعة عملك مواصلته من المنزل، فعليك أن توفر لنفسك سبل الراحة أثناء العمل ، من حيث الإضاءة والمكتب والمقعد المريح، ولأن أغلب المنازل ذات طبيعة لا تسمح بتخصيص غرفة خاصة للمكتب ، نقدم لكِ مجموعة من الصور لتصميم مكاتب عملية وبسيطة ومريحة تناسب المنازل الصغيرة.

فالتصميمات لا تشغل مساحة كبيرة بل وتعطيك المساحة التي تحتاجينها لاستكمال عملك ، فكل ما عليك هو إحضار منضدة صغيرة وكرسي في زواية بالغرفة أو الصالة ، وسيتوفر لكِ مكان مثالي للعمل.

ولتخزين أوراقك ومتعلقات العمل يمكن تصميم بعض الرفوف المعلقة على الحائط فوق المنضدة مباشرة .

أما إذا كانت مساحة المنزل لا تحتمل وجود  منضدة صغيرة ، فيمكن حل المشكلة من خلال المنضدة المعلقة بالحوائط والتي يمكن طيها بعد الانتهاء من العمل، ونفس الشيء بالنسبة للكرسي الخاص بها وهي متوفرة وبأسعار مناسبة لأصحاب الدخل المتوسط .

أفكار تبدو بسيطة وعملية وغير مكلفة ، ولكنها توفر الكثير من الراحة والصحة الجسدية والذهنية ، خاصة للعاملين على أجهزة اللاب توب لفترات طويلة .
شاهدي الصور:


اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - بالصور : صممي مكتبِك بنفسك في شقتك الضيقة 

Monday, July 02, 2012

أسرع طرق للنوم ( طرق النوم السريع )





إليك بعض الطرق الطبيعية التي يوصي بها الخبراء ويمكن ان تقودك الى نوم جيد وهادئ .. عليك في البداية قراءة وفهم المطلوب ..
نتمنى لكم نوما هنيئاً إن شاء الله
قف على رجل واحدة

حاول ان تقف على رجل واحده لمدة 30 ثانية

قد تكون حركة غريبه لكنها مفيدة

فعندما تركز انتباهك على حفظ توازنك فإن مخك أيضا يدع كل مهامه جانباً

ويركز على هذه الحركة

وتكون النتيجه ان عقلك أكثر راحه واسترخاء واكثر صفاء لذلك عندما تستلقي في سريرك يغلبك النعاس سريعاً
تناول الكالسيوم

وجد الباحثون ان الكالسيوم يعمل على إسترخاء الجهاز العصبي 

وانه يساعد على النوم بسرعه 50% وكذلك يجعلك تنام نوما عميقاً

لذلك يجب اخذ كوبا من الحليب الدافئ قبل النوم

واذا كنت لا تحب منتجات الألبان حاول تناول 1000 ملغ من مكملات الكالسيوم قبل ساعه من موعد النوم
وقف التنفس

بمجرد ان ترقد فوق السرير
خذ نفسا عميقاً وتوقف عن التنفس مدة 10 ثوان ِوكرر هذ ه الحركه عدة مرات 
اثبتت الدراسات ان هذه الحركة تقلل من نشاط الموجات الدماغية وتجعلها تصل إلى المراحل التي تحدث عادة في المراحل الأولى قبل النوم
اللون الازرق

أعد طلاء جدران غرفتك باللون الازرق الفاتح وأجعل فراشك أزرق 
فقد بينت بعض الدراسات ان هذا اللون يساعد الجسم على الاسترخاء الشيء الذي يساعد على النوم السريع
مساج القدميين..

إن مجرد الضغط على باطن اصابع قدميك لمدة 30 ثانية يساعدك في الدخول في مرحلة النوم بسرعة 

والسبب ان باطن اصابع القدمين مرتبط مباشره مع المخ 
وعملية تحفيزها تقودك الى الهدوء والإسترخاء
رائحة العطر

وجدت دراسة أجرتها جامعة 'ويلنغ جيسويت' في 'فرجينيا ' أن رائحة الياسمين تساعد في النوم أكثر من اي رائحه اخرى

وتوصلت الدراسات إلى ان التعرض لعطر الياسمين لم يجعل المرضى فقط يدخلون في النوم أسرع من الذين تعرضوا لعطر الخزامى او الذين لم يتعرضوا إلى اي عطر .. إنما ايضا وجدوا انهم يشعرون بنشاط اكبر خلال اليوم
شد العضلات

اظهرت الدراسات ان شد العضلة خمس مرات وإرخاءها 
يساعدك في الدخول في النوم لأن ذلك يتطلب منك ان تركز انتباهك في جزء من جسمك في كل مرة
الشيء الذي يحرر جسمك من الجهد ويجعله في حالة ارتخاء 

Thursday, June 21, 2012

الإجازة الزوجية، وصفة 'سحرية' لتجديد الحب والرومانسية



 
خبراء الاسرة ينصحون الازواج بالانفصال المؤقت لاستئصال المشاكل والخلافات المعكرة لصفو حياتهم واستعادة الدفء العاطفي والسكينة.
 
ميدل ايست أونلاين
القاهرة - من سوسن ماهر



وخاصة في السنوات الأولي من الزواج، وهي إن دلت علي شيء، وغالبا ما يستسلم الزوجان لروتين الحياة اليومية، بسبب لأعباء المادية أو المعنوية، ومع بدء تسرب الملل الى الحياة الزوجية تبدأ المشاكل في الظهور وتتفاقم، و للخروج من هذه الازمة العاطفية يبحث الزوجان عن طريقة تعيد إليها السعادة المفتقدة.

واهتدى الغرب الى حل ناجع لهذه المشكلة؛ اطلقوا عليه اسم الإجازة الزوجية، ويرتكز هذا الحل على ابتعاد الزوجين عن بعضهما لوقت معين لاسترجاع عواطفهم التائهة في زحمة الحياة، وكذلك لمراجعة النفس ومحاسبتها، وقد حققت تلك الطريقة نجاحا كبيرا في استعادة السعادة الزوجية.. فهل تصلح تلك الطريقة في مجتمعنا الشرقي؟ وإلى أي مدى يقبلها الأزواج والزوجات؟

يقول ح، (محاسب) "حياتي الزوجية لم يتعد عمرها الخمس سنوات؛ ومع ذلك أصابها الفتور والروتين فما حدث بالأمس يحدث اليوم وكل يوم دون تجديد حتى زوجتي وأطفالي وبيتي كلها أشياء اعتدت أن أراها بنفس الشكل؛ وفي نطاق عملي ايضا أصابني الملل ولا أجد سبيلاً لكسر هذه القيود التي أصبحت تكبلني، ولكني عندما فكرت وجدت أن السبب الرئيسي هو أنني لم اخذ إجازة من حياتي الزوجية ولو لمرة واحدة خلال الخمس سنوات الماضية فزوجتي أمامي باستمرار وأصبح التعود والروتين هو الرابط الذي نبني عليه علاقتنا والأسوأ من ذلك أنه لا سيبل للتجديد فزوجتي انشغلت بالأطفال عني وأنا انشغلت بمسئوليات العمل عنها وأصبحت حياتنا هي مجرد تعود وروتين فلا أنا أفكر كيف أجدد ولا هي مهتمة بأي تغيير سواء كان في شكلها أو في ملبسها أو حتى في أسلوب الحياه الذي اعتدنا عليه ومن وجهه نظري أن الإجازة الزوجية التي تحدث باتفاق الطرفين على فترات متباعدة هي أفضل حل لكسر الجمود والملل وإعادة إنعاش روابط الحب بين الطرفين.

ويري مجدي رفعت "موظف" أن الملل هو طبيعة الكون وطبيعية البشر بصفة عامة وليس الأزواج فقط فمن منا لا يمل الروتين اليومي الذي يعيش فيه ومن منا لا يتمنى لحظة تغيير مسار حياته وهناك بعض المهن التي تتطلب الجلوس علي المكاتب وبين الأوراق لفترات طويلة وهذه المهن وحدها كفيلة بأن تصيب أي فرد بحالة من الكآبة يصعب الخروج منها فما بالنا إذا كان الروتين يتسرب إلي حياتنا الزوجية. لاشك أنه شيء يصعب تداركه فالعمل يمكن أن يأخذ منه الفرد فترة إجازة يجدد فيها نشاطه وحيويته ولكن هل يستطيع الفرد أن يأخذ إجازه من مسؤولياته المنزلية ولو ليوم واحد، أعتقد أنه أمر يصعب حدوثه وتصعب الموافقه عليه.

ولكن علي محمد (مهندس) يري أنه لابد لكلا الطرفين أن يبتعد عن الآخر فترات متباعدة، لأن هذه الإجازة الزوجية لها العديد من الفوائد أهمها هو تجديد الشعور بالاشتياق واللهفة للطرف الآخر كما انها تعطي فرصة كبيرة لتخليص كل منهما من أعباء ومسئوليات كثيرة يسأم الفرد من تحملها، فمن حق الزوج الاستمتاع بإجازة زوجية يقضيها كيفما شاء بعيداً عن الأسرة سواء كان بمفرده أو كان مع أصدقائه، وفي أي مكان يفضله فهذه الإجازة تعيد إليه لحظات من النشاط والحيوية التي كان يعيشها قبل زواجه وتجدد إحساسه وشعوره بالشباب الدائم كما أنها تشعره بقيمة زوجته وكيف أنها هي المؤنس الوحيد له في حياته رغم وجود الأصدقاء والأهل والجيران من حوله.

وكذلك الزوجة من حقها أن تأخذ إجازة من الحياة الزوجية ترتاح فيها من أعبائها المنزلية والأعباء التي يلقي بها زوجها على عاتقها أما مسؤولية الأطفال فأعتقد أنها المسئولية الوحيدة التي لا يمكن التخلي عنها ولو ليوم واحد، هذه الإجازة ستفيد الزوجة في تجديد نشاطها وكسر حالة الملل التي تحياها نتيجة الروتين اليومي الذي تحيا فيه كما أنها ستساعدها على تجديد مشاعرها نحو زوجها.

أما الزوجات فكان لهن رأي آخر توضحه نائلة فؤاد (ربة منزل) بقولها إن كلمة إجازة زوجية ماهي إلا كلمة مغلفة بإطار يجذب المستمع لها لتبهره لكن الحقيقة أنها فترة يهرب فيها الزوج من مسؤولياته تجاه أسرته وزوجته ويستغلها بشكل خاطئ يرضي غروره ويثبت لنفسه أنه مازال شباباً وقادراً علي كل ما كان يقوم به قبل زواجه حتى أن بعض الأزواج يستغلون هذه الفترة لإقامة علاقات قصيرة مع بعض السيدات والفتيات محاولين بذلك أن يعيدوا أياماً انتهت بزواجهم وبإنجابهم لأطفال جعلوهم بالمسؤولية، تاركين خلفهم زوجة تتحمل في هذه الإجازة مسؤوليات جديدة تضاف إلى مسئولياتها لأنها تصبح في هذه الفترة أماً وأباً في وقت واحد فأين تلك الإجازة التي تأخذها الزوجة؟ هل تستطيع أن تترك زوجها وأبناءها وبيتها وتذهب في إجازة ولو ليوم واحد مع إحدى صديقاتها تتنزهان وتتسامران كيفما تشاءان؟ بالطبع لا..! حتى إن أخذها زوجها لنزهة أو مصيف لا تستطيع من خلالها التخلي عن أي جانب من جوانب مسؤولياتها فأين تلك الإجازة الزائفة التي تتحدث عنها ؟ أليس من حق الزوجة أن ترتاح من هذه الأعباء اليومية مثل الرجل؟ إن كان هناك سبيل لإجازة عادلة فلا بأس بذلك بل يا ليتنا نجد سبيلاً لساعات نسرقها من الزمن نستمتع فيها بحياتنا الخاصة.

وتوافقها الرأي نورا سعيد (موظفة) بقولها "إن النساء لا يستطعن أن يأخذن إجازة من حياتهن الزوجية ولو لساعات قليلة حتى وإن كانت امرأة عاملة فهي في وقت عملها يكون بالها مشغولاً ببيتها وأبنائها وبتنظيم هذه الحياة التي تعتبر هي المسؤولة الأولى والأخيرة عنها وإذا أرهقت أو سئمت من حياة العمل تستطيع أن تأخذ إجازة لكنها ستقضيها في بينها ومع أبنائها محاولة إعادة تنظيم حياتها المنزلية التي لا يستطيع أن يقوم بها أحد غيرها ولا حتى الزوج نفسه فأين تلك الإجازة الزوجية التي نتحدث عنها؟ نحن نتمناها لكننا لا نستطيع القيام بها في ظل أعباء الحياة التي تزداد يوماً بعد يوم".

أما نجوي فكري (مدرسة) فتقول "أنا وزوجي بالفعل نأخذ هذه الإجازة في وقت معين من كل سنة فأنا اسمح لزوجي أن يصطحب أحد أصدقائه المقربين في إجازة سنوية لمدة يومين أو ثلاثة يذهبون فيها لأحد المدن الساحلية يعيشون فيها أيام العزوبية كما يقولون فيرتاح زوجي من أعبائنا الأسرية وأعباء العمل وفي نفس الوقت أتيح لنفسي الفرصة لأشتاق إليه فلا نرى بعضنا ونكتفي ببعض المكالمات التليفونية التي نتبادل خلالها كلمات الحب والشوق ونحس من خلالها أننا مازلنا نعيش أيام خطوبتنا ونسترجع أياماً لن ننساها أبداً. كذلك يسمح لي زوجي بالسفر لأيام قليلة مع أهلي لزيارة أقاربي أو للمصيف في فترة أخرى من السنة لنفس الغرض".

وعن أهمية الإجازة الزوجية في نجاح الحياة الأسرية تقول حنان السبع استاذة علم الاجتماع الجامعة الامريكية بالقاهرة إن فكرة الإجازة الزوجية هامة وضرورية لتكوين أسرة سليمة ومجتمع يبتعد عن الملل والرتابة والمجتمعات الغربية هي أولى المجتمعات التي تقوم بذلك فالزوج والزوجة في هذه المجتمعات يتفهمون جيداً فكرة استقلال الشخصية ومدى احتياج كل منهما إلي فترة راحة واسترخاء وتجديد النشاط العام؛ ولأن الشباب في معظم هذه المجتمعات ينفصلون عن أسرهم في سن مبكر فهذا الأمر يتيح للزوجين التخلي عن مسؤولية الأبناء مبكراً وبالتالي الالتفات إلى حياتهم الشخصية ومحاولة الاستمتاع بكل لحظة فيها أما في مجتمعاتنا الشرقية فإننا نجد الأهل متحملين لمسؤولية الأبناء حتى بعد زواجهم وانفصالهم عند الأسرة مما يتسبب في ضغوط اجتماعية كبيرة على الزوجين لذلك فيجب على الزوجين ترتيب حياتهم بشكل يسمح لكل منهما بقضاء فترة استرخاء بعيدة عن الطرف الآخر حتى نستطيع تدعيم المشاعر والأحاسيس التي قد يتناساها الطرفان في ظل الأعباء والمسؤوليات الكثيرة التي يتحملها الطرفان.

أما د. سامية قدري أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس فتؤكد أنه رغم صعوبة القيام بما يسمى بالإجازة الزوجية في مجتمنا إلا أنها أمر ضروري وفعال فيجب أن ينتبه الفرد إلى أن أي نظام اجتماعي متكامل يعتمد على فترة راحة، مثلا في أي عمل أو وظيفة نجد هناك فترة إجازة يستعيد فيها الفرد نشاطه وينشط ذهنه حتى يستطيع العودة لأداء عمله على الوجه الأمثل كذلك الحياة الزوجية التي تعتبر من أهم الأنظمة التي يقوم عليها المجتمع لابد لها من تنظيم يتيح للزوجين فتره استرخاء واستعادة نشاط وتجديد للمشاعر حتى يتمكن كلاهما من القيام بواجباته الزوجية على أكمل وجه وبكل رضى.

وتضيف د. تهاني عثمان منيب أستاذة الصحة النفسية والتربية بجامعة عين شمس أن الإنسان بطبيعته سريع الملل وأن الروتين يسبب له بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب أو الانطواء ؛ والحل الوحيد لتجنب هذه الأمراض هو التجديد في كل شيء ؛ في طريقة العمل وفي الدراسة وفي المنزل وحتي في الحياه الزوجية ؛ فالمرأة المتجدده دائماً في شكلها وطباعها هي أكثر سعادة من المرأة الروتينية ..كذلك زوجها يكون أقل مللاً من ذلك المتزوج من امرأة لا تسعي للتجديد كذلك الزوج الذي يرفض الروتين ويحاربه يكون أسعد من الزوج الذي يستسلم إلي الروتين اليومي وإلي مسئوليات الحياة وأعبائها فالفرد المتجدد يسعد بحياته ويسعد من حوله لذلك علي الأزواج محاولة تجديد حياتهم ولو بتجديد يوم في الأسبوع يذهبون فيه إلي أحد المتنزهات فيجددون نشاطهم ويبعثون البهجة في نفوسهم ونفوس أبنائهم.

Friday, June 08, 2012

«رعاية تخفيف الآلام».. وسيلة علاجية متميزة



فوائد مدهشة من علاج غير شائع في ميدان الطب الموجه للشفاء

كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»*
ناشد أبقراط، أبو الطب، الأطباء قائلا: «حاولوا جلب الشفاء في بعض الأحيان، والعلاج في كثير من الأحيان، لكن احرصوا على توفير الراحة دائما». ومع الأدوات المحدودة المتاحة لأطباء اليونان القدماء، لا عجب إذن من أن ينجح العلاج الطبي في توفير الراحة غالبا، أكثر من نجاحها في الشفاء.

تغيرت بعض الأمور خلال الـ2400 عام التي تلت الحقبة اليونانية، ففي الوقت الذي تمكن الطب فيه من تطوير طرق جديدة وفاعلة لتشخيص وعلاج الأمراض خلال القرن الماضي، أصبح الشفاء أهم أهداف العلاج. ويعد هذا التقدم نجاحا باهرا، وسوف يتقدم اعتمادا على مدى سرعة خطى التقدم في مجال الطب الجزيئي الحديث في هذا العصر.


الشفاء والراحة
* الشفاء أم الراحة؟ بينما ينصب اهتمام الأطباء والمرضى على الشفاء (cure)، تخاطر كلتا هاتين المجموعتين بفقدان الراحة (comfort)، حتى إنهما تزعمان في بعض الأحيان أن الشفاء والراحة أمران متناقضان، وتكون النتيجة في بعض الحالات عبارة عن معاناة غير ضرورية، قد تكون ناجمة عن بعض العلاجات المكثفة ذات احتمالات النجاح الضئيلة.
ولكن الأمر لا ينبغي أن يكون على مثل هذا النحو، إذ تشير دارسة حديثة أجراها مستشفى تعليمي تابع لجامعة هارفارد إلى أن الرعاية المخففة للآلام قد ينتج عنها فوائد كثيرة بالإضافة إلى الشعور بالراحة.

رعاية تخفيف الآلام
* ما الرعاية المخففة للآلام (palliative care)؟ اشتقت كلمة «palliate» (مخففة للآلام) من كلمة لاتينية تعني عباءة أو غطاء سرير، وقد يكون هذا هو السبب في اعتقاد الكثير من الناس، سواء من المتخصصين في مجال الرعاية الصحية أو مرضاهم، أن هدف هذا النوع من الرعاية هو ببساطة وضع قناع أو غطاء على الأعراض في حالة عدم توافر العلاج أو الدواء..

ويعد تخفيف الشعور بعدم الراحة أو المعاناة أمرا مختلفا كثيرا - وأكثر أهمية - من مجرد إخفاء المعاناة، حيث من الممكن أن تسير الرعاية المخففة للآلام جنبا إلى جنب مع الرعاية التي تقوم على تقديم العلاجات التي تؤدي إلى إطالة العمر.
وفي الوقت الذي تركز فيه الرعاية العلاجية على المرض ينصب تركيز الرعاية المخففة للآلام على المريض، وتسعى تلك الرعاية الحديثة جاهدة إلى تخفيف المعاناة الجسدية والعاطفية وتعزيز جودة حياة المرضى وعائلاتهم، وهو الأمر الذي يتطلب جهدا جماعيا.

وقد اعترف «المجلس الأميركي للتخصصات الطبية» بالرعاية المخففة للآلام كتخصص قائم بذاته عام 2006. وبالإضافة إلى وجود أطباء الرعاية المخففة للآلام، يتضمن فريق تلك الرعاية ممرضات وإخصائيين اجتماعيين، مع ضرورة وجود بعض الدعم الإضافي من قبل خبراء التغذية واختصاصيي العلاج الطبيعي والأطباء النفسيين والصيادلة ورجال الدين.

ويعتبر تخفيف الآلام هدفا مهما من أهداف ذلك النوع من الرعاية. ويتم تجهيز فريق الرعاية أيضا للمساعدة في حل عدد كبير من المشكلات، مثل أعراض اضطرابات الجهاز التنفسي كالسعال وضيق التنفس، وأعراض الاضطرابات المعوية مثل فقدان الشهية والفواق والتقيؤ والإمساك والإسهال وضعف واختلال الحركة والأمراض الجلدية والتغيرات العقلية مثل الاكتئاب والقلق والارتباك والهذيان. ويمكن أيضا لفرق الرعاية المخففة للآلام مساعدة المرضى وعائلاتهم في اتخاذ قرار ما حول الاختبارات والعلاجات الأكثر ملاءمة والأهداف الواقعية والقابلة للتحقيق.

ومن الناحية النظرية، يمكن لأي شخص مصاب بمرض خطير الاستفادة من بعض جوانب الرعاية المخففة للآلام، حيث تتوافر خدمات تلك الرعاية في أكثر من 80 في المائة من المستشفيات الكبرى، حيث تتلقى غالبية الأميركيين العلاج من الأمراض المعقدة والأخرى التي وصلت إلى مراحل متقدمة. وعادة ما يتم الاستعانة بفرق الرعاية المخففة للآلام، حتى في مراكز الإحالة تلك، في مراحل متأخرة من الأمراض التي لا شفاء منها، وغالبا ما يتعلق الأمر برعاية المرضى غير القابلين للشفاء.
وتعتبر الرعاية المخففة للآلام أمرا مناسبا وهاما في مثل تلك الظروف، لكن دارسة هارفارد الحديثة تؤكد أن الرعاية المخففة للآلام تعتبر مفيدة أيضا في المراحل المبكرة من الأمراض، حتى إذا كان المرضى يتعافون بشكل جيد في المنازل.

نتائج حديثة
* أجريت الدراسة الجديدة في مستشفى ماساتشوستس العامة، وهو مستشفى تعليمي تابع لجامعة هارفارد يهتم بعلاج الكثير من المرضى الذين يعانون من أمراض معقدة، وركزت على مرض سرطان الرئة، وهو السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان في الولايات المتحدة الأميركية.

وأجريت تلك التجربة خلال الفترة بين عامي 2006 و2009، حيث شملت 151 مريضا بسرطان الرئة غير صغير الخلايا «non–small cell lung cancer»، وهو أكثر أشكال هذا المرض شيوعا. وكان قد تم تشخيص إصابة هؤلاء المرضى بانتشار سرطان الرئة غير صغير الخلايا في وقت حديث، حيث كان السرطان ينتشر من الرئة ويمتد إلى بعض الأعضاء الأخرى، ولم يتم نصح أي منهم بإجراء جراحة علاجية في الرئة. وعلى الرغم من إصابتهم بأمراض متقدمة، قام هؤلاء المرضى، الذين كانوا جمعيا من المترددين على العيادات الخارجية، بالتطوع في هذه الدراسة في غضون ثمانية أسابيع من تشخيص إصابتهم بانتشار سرطان الرئة غير صغير الخلايا.

تم توزيع نصف المرضى بصورة عشوائية لتلقي خدمات الرعاية المخففة للآلام، بالإضافة إلى علاج السرطان المتعارف عليه، بينما تلقى النصف الآخر علاج السرطان المتعارف عليه فقط. قدم أفراد وحدة الرعاية المخففة للآلام خدمات تلك الرعاية في إطار بروتوكول محدد، بينما قدم أطباء أورام متخصصون في سرطان الرئة علاج السرطان المتعارف عليه. واعتمدت عملية تقديم العلاج على الاحتياجات السريرية الخاصة بكل مريض.

استعان الباحثون باستبيانات مفصلة لتقييم الحالة المزاجية للمرضى وجودة حياتهم في ما يتعلق بالوضع الصحي فور انضمامهم إلى الدراسة، وكذلك بعد مرور 12 أسبوعا. وأشارت الاختبارات المبدئية إلى وجود تشابه بين المجموعتين، ولكن بعد مرور 12 أسبوعا بات من الواضح أن جودة حياة المرضى الذين تلقوا الرعاية المخففة للآلام مبكرا كانت أفضل وكانوا أقل اكتئابا من المرضى الذين تلقوا علاج السرطان التقليدي المتعارف عليه.

ليس من المستغرب أن تقوم الرعاية المخففة للآلام بمساعدة المرضى على تحسين شعورهم وأدائهم، وليس من المستغرب أيضا أن تكشف الدراسة عن أن أفراد المجموعة التي تلقت الرعاية المخففة للآلام كانوا أكثر قدرة على إدراك رغبتهم في تلقي الرعاية التي تقدم للحالات الميؤوس من شفائها، وغير راغبين في تلقي علاج مكثف قرب نهاية حياتهم.
وبالإضافة إلى ذلك، تضمنت تلك الدراسة ملاحظتين جديدتين هامتين: الأولى هي أن تلقي الرعاية المخففة للآلام المبكرة مفيد، حيث لم يشعر ثلث عدد المرضى تقريبا بأي أعراض متعلقة بالسرطان عندما تلقوا الرعاية المخففة للآلام للمرة الأولى، وكان 94 في المائة منهم قادرين على الحركة.

الجدير بالذكر أن الأطباء في التجارب العملية العادية كانوا يقدمون الرعاية المخففة للآلام لعدد محدود من هؤلاء الأفراد الذين يتمتعون بحالة جيدة.

أما الملاحظة الثانية فكانت أكثر إثارة للدهشة، فرغم تلقي مرضى الرعاية المخففة للآلام علاجا أقل تكثيفا، خصوصا في الحالات الميؤوس من شفائها مقارنة بالمرضى الذين تلقوا علاج السرطان المتعارف عليه، عاش هؤلاء المرضى فترة أطول من المجموعة الأخرى بنحو 2.7 شهر في المتوسط.

الراحة والرعاية
* تذكرنا دراسة هارفارد بإمكانية أن يسير علاج السرطان المكثف القاسي، الذي يتضمن العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي أو كليهما، جنبا إلى جنب مع الرعاية المخففة للآلام. وتوضح الدراسة أيضا أن الرعاية المخففة للآلام يمكن أن تساعد المرضى المصابين بأمراض خطيرة، حتى لو بدأ هذا العلاج قبل ظهور أعراض المرض، وتؤكد أيضا أن الرعاية المخففة للآلام من الممكن أن تؤدي إلى إطالة عمر المريض، حتى وإن كانت النتيجة تقديم علاج أقل فاعلية وتكثيفا، خصوصا في الحالات الميؤوس منها.

ويتطلب إثبات أثر الرعاية المخففة للآلام على إطالة العمر إجراء المزيد من الدراسات. ورغم أن هذا الاكتشاف يبدو مذهلا فإنه يعد معقولا ومنطقيا أيضا، حيث تزيد الرغبة في الحياة لدى المرضى الذين يشعرون بتحسن حالتهم، حيث يقل لديهم الشعور بالتوتر والاكتئاب ويكونون أكثر إقبالا على تناول الطعام وأكثر نشاطا ويقضون المزيد من الوقت مع أصدقائهم وعائلاتهم. ويعد هذا الدعم الاجتماعي وارتفاع روحهم المعنوية والتغذية المتوازنة وممارسة التمارين بشكل عقلاني بمثابة طرق علاج جيدة.
ولذا فلا ينبغي النظر إلى الرعاية والعلاج على أنهما متعارضان، فقد تساعد الرعاية المخففة للآلام المرضى الذين يواجهون الموت عن طريق تخفيف معاناتهم وتعزيز شعورهم بالكرامة والسكينة والمساهمة في تحديد الخيارات المناسبة والواقعية، وقد يؤدي تلقي الرعاية المخففة للآلام مبكرا إلى تحسن جودة حياة المرضى الذين يتلقون علاجا شاملا، بل ومن الممكن أن تؤدي إلى إطالة أعمارهم في تلك الظروف.

أيهما أهم، الراحة أم العلاج؟ يرى أغلب الناس أن عليهم الاختيار بين الأمرين، لكن هذا يعد افتراضا خاطئا، فالإجابة ليست واحدا من اثنين، بل التوجه إلى كليهما معا.

Thursday, May 31, 2012

ما الذي يمكن أن يستفيد به «طب الكبار».. من طب الأطفال؟



الأطباء يتوجهون لتوفير وسائل العناية الفائقة بالطفل المريض للبالغين
نيويورك: د. بيري كلاس * 
منذ 28 عاما، كتبت مواضيع عن سحب الدم لأول مرة، وعن الألم الذي يشعر به المريض، وعن عدم الثقة بالذات لدى طالب الطب. وفي أول خبرة لي داخل العيادة، كنت أتعلم شفرة لونية جديدة غريبة: الأنبوب ذو القمة الحمراء لكيمياء الدم، والأنبوب ذو القمة الأرجوانية لعلم الدم «هيماتولوجي»، والأنبوب ذو القمة الخضراء والصفراء.. إلخ.
وفي طب الأطفال، سرعان ما اكتشفت أن الألوان هي الألوان نفسها ولكن الأنابيب نفسها أصغر بكثير، وبدلا من تلك الإبر الكبيرة التي تعلمت أن أستعملها مع البالغين، كنا نستعمل الفراشات، وهي عبارة عن حقن ذات أجنحة بلاستيكية تمنعها من الحركة.
وقلت لنفسي: إذا كان يمكننا أن نحصل على كمية كافية من الدم بواسطة إبرة فراشية صغيرة تملأ أنبوبا صغيرا لإجراء الاختبارات اللازمة، فلماذا يجب أن نغرس إبرة كبيرة في البالغين ونملأ أنابيب كبيرة نسبيا للقيام بالاختبارات نفسها؟
ولم تكن هذه آخر مرة أتساءل فيها لماذا يعالج الأطفال بعناية أكثر من البالغين، والآن يبدو واضحا أن الاتجاهات التي ظلت لفترة طويلة من المسلمات في العناية بالأطفال، تنتقل للاستخدام إلى البالغين أيضا.

طب الكبار
* لنتحدث عن تلك الأنابيب الكبيرة. في مقالة نشرت سنة 2011 في مجلة «أرشيفات الطب الباطني» (Archives of Internal Medicine)، توصل الباحثون إلى أن البالغين الذين يدخلون المستشفى بسبب تعرضهم لنوبات قلبية وتسحب منهم كمية أكبر من الدم يكونون أكثر احتمالا للإصابة بالأنيميا (فقر الدم) أثناء وجودهم في المستشفى، والمرضى الذين يصابون بتلك الأنيميا يكونون أكثر عرضة لخطر الوفاة.

وقد أخبرني د. ميخائيل كوسيبورود، أحد واضعي الدراسة واختصاصي أمراض القلب بمعهد «سانت لوك ميد أميركا لأمراض القلب» في مدينة كنساس بولاية ميسوري، أن هذه النتيجة فاجأت بعض الأطباء، حيث إن متوسط كمية الدم المسحوب لا يبدو كبيرا بما يكفي لإحداث الأنيميا لدى البالغين الأصحاء، حيث سحب من المرضى الذين أصيبوا بالأنيميا أثناء الدراسة 174 ملليلترا من الدم في المتوسط خلال فترة وجودهم في المستشفى وإن كان بعضهم سحب منه كمية أكبر بكثير، ولا يمكن أن يؤدي سحب مثل هذه الكمية من الدم إلى الإصابة بالأنيميا لدى البالغ الذي يتمتع بصحة جيدة، لكن هذا الاحتمال يزيد في حالة من يعانون مشكلات صحية أو وهنًا في الجسم.

ويضيف أن المستشفى الذي يعمل به، مثل كثير من المؤسسات الأخرى، أصبح الآن يستعمل أنابيب أصغر حجما - ليست الأنابيب الدقيقة في الحجم، التي تتطلب تعاملا خاصا، بل حجم أصغر يمكن استعماله بصورة طبيعية داخل المختبر.
إذن؛ لماذا كان هناك من يستعمل أنابيب أكبر حجما إذا كانت الأنابيب الأصغر حجما تصلح أيضا لأداء العمل نفسه؟ يقول د. كوسيبورود: «كل ما في الأمر أنه لم يخطر ببال أحد استعمالها مع البالغين. لم يكن ينظر إلى الأمر باعتباره أمرا يستحق الاهتمام».

خوف الصغار والكبار
* ويقول د. برادلي موناش، وهو طبيب أكاديمي في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو ويعمل في جناحي طب الأطفال والبالغين: «هناك أمر ما في جوانب العناية بالطفل يؤثر في الناس. هناك أمر ما في العناية بالأطفال يتعامل معه الناس بشكل مختلف»، فالألم والخوف اللذان يشعر بهما الأطفال تجاه سحب الدم منهم، على سبيل المثال، يؤثران في الغالب على عدد مرات طلب الأطباء عمل فحوصات لهم.

ويضيف موناش أن «الخوف مقبول في طب الأطفال أكثر بكثير مما هو مقبول لدى البالغين. هناك أشياء كثيرة يمكننا استعارتها من طب الأطفال وتحويلها إلى الطب العادي».

مثلا، حين يدخل الأطفال المستشفى، نتفهم تماما أنهم خائفون، فهم يرون مكانا غريبا، وإجراءات مؤلمة، وغرباء يمسكون إبرا؛ كل هذا بالإضافة إلى الإحساس الأصلي بالمرض أو الألم. ونحن نتوقع عادة أن يبقى الآباء والأمهات مع أطفالهم في الغرفة نفسها في المستشفى، وأن يحضروا معهم أغطية وكراسي قابلة للفرد والطي من أجل النوم عليها. وحين تتطلب حالة الطفل إجراء جراحة، فنحن نعدهم بمرافقتهم طوال الوقت والحرص على راحتهم.

تقول فلورنسيا كاتانزارو، مسؤولة التنسيق في برنامج «حياة الطفل قبل دخول المستشفى» بمستشفى بوليفو بمدينة نيويورك، إنهم يقولون للأطفال إن «الوالدين سيذهبان معهما إلى غرفة العمليات وسيبقيان معهم إلى أن يستغرقوا في النوم».
وعادة ما يسمح للوالدين بالذهاب إلى غرفة الاستشفاء، حتى يمكن للأطفال رؤيتهم حين يستيقظون أو بعدها بفترة بسيطة. ولكن هل يكون البالغون حقا أقل خوفا ورهبة وارتباكا؟

بالنسبة للجراحات التي تجرى للبالغين، ليس من المعتاد أن تعد بأن يظل معه شخص في غرفة العمليات إلى أن يغرق في النوم، أو أن تسمح بوجود أفراد الأسرة في غرفة الاستشفاء. صحيح أن مستشفيات كثيرة تسمح ببقاء أحد أفراد الأسرة طوال الليل مع المريض البالغ، لكن السياسات تختلف من مستشفى إلى آخر ومن جناح إلى آخر.
يقول د. موناش: «نحن نستضيف أفراد الأسرة بصورة أكبر كثيرا في طب الأطفال. ليست لدينا ساعات مخصصة للزيارة يقوم الجميع بالانصراف بعدها».

غير أن الاتجاه الجديد في طب البالغين هو أن يتم في الغالب تصميم غرف المرضى الجديدة بحيث تصلح لاستضافة أفراد الأسرة، كغرف الأطفال تماما.

ويبدو لي أنه ينبغي أن يكون في إمكاننا أن نعد أي مريض يدخل المستشفى بأن أحد الأقارب أو الأصدقاء يمكنه البقاء بالقرب منه، وينبغي أيضا أن يكون باستطاعتنا أن نعد أي شخص يدخل المستشفى لإجراء جراحة بأنه حين يستيقظ سيجد بجانبه شخصا يعرفه.

صحيح أن هذا لن يكون على الدوام مناسبا تماما لما هو معتاد داخل المستشفيات، لكن الدرس الذي نتعلمه من أسلوب الرعاية في طب الأطفال هو أن المستشفيات سوف تعدل من نفسها. وقد كان هذا غير وارد في طب الأطفال أيضا قبل نصف قرن مضى.
ويعتبر القول المأثور: «الأطفال ليسوا مجرد بالغين صغار» أمرا أساسيا في طب الأطفال لدرجة أنه يمكنك أن تبحث في المجلات الطبية وتجده مطبقا مثلا على العلاجات الخاصة بالكسور في الوجه والفشل الكبدي وعدم انتظام ضربات القلب. وقد تعلمنا بمرور الوقت أن نكيف الرعاية الطبية مع الوظائف الحيوية المختلفة لدى الأطفال، وكذلك مع تطورهم الانفعالي.

ولكن حينما يتعلق الأمر ببعض جوانب العلاج الطبي، خاصة الإيداع في المستشفى، هنا علينا الاعتراف بأن البالغين ما هم إلا أطفال كبار. فالمرض والألم وشبح الإعاقة والوفاة، وكل تلك الأمور المألوفة في المستشفيات، تجعلنا جميعا في حالة بالغة من الضعف، في أي سن كنّا، وفي أمس الحاجة إلى الإحساس بالاطمئنان والراحة. ويعتبر الدم وسيلة تذكير جيدة بأن كل مريض لا بد من معالجته بطريقة تصون كل قطرة من القوة وسرعة التعافي لديه.

Thursday, May 24, 2012

14 طريقة تعلم طفلك الاحترام


في حياة كل منا طفل صغير... يحتاج كى ينمو الى الرعاية و العناية و الاهتمام كالزرعة الصغيرة التى نرعاها حتى تصبح شجرة كبيرة، وكما يحتاج الطفل  إلى الماء و الغذاء الذى يبقيه على قيد الحياة.
عاطفة الطفل وصحته النفسية
والعاطفة إحدى مقومات شخصية الطفل والتى لابد ان نوليها اهتمام كبير؛ كي يتمتع مستقبلا  بالصحة النفسية و النضج العاطفى ، فالطفل في سنين حياته الاولى يعتمد على عاطفته فى فهمه لذاته و فهمه للحياة من حوله ..فعقله الصغير لم ينم بعد و لم يكتسب من الخبرات ما تؤهله لهذا الفهم ..لذلك نجده يعتمد على مشاعره و احاسيسه فى التعامل مع واقعه.
وإهمال هذه الحقيقة أو الجهل بها تجعلنا نتهاون في احترام احتياجاته العاطفية وحمايته من الأمراض العاطفية؛ والتي من الممكن أن يتعرض لها فضلا عن الاهمال فى تنمية و ترقية هذه العواطف.
الحاجة إلى الاحترام
ومن أهم الاحتياجات النفسية التى يحتاجها الطفل و كثيرا ما نهمل فى منحها اياه خلال سنين حياته الاولى هى الحاجة الى الاحترام .
يظن الكثير منا أن الطفل لا يفهم معنى الاحترام و لا يشعر به مما يدفعنا الى سهوله اهانته اللفظية و البدنية  ولا نجد أي حرج في ذلك ؛ لأنه طفل لا يفهم ولأننا بنربيه، و مع الإهمال يظهر اثر هذا الاهمال فى شخصية لا تحترم الاخرين ولا تحترم مشاعرهم بالايذاء اللفظى و البدنى.
فنجد الأم تشتكى من أن ابنها يضرب اخواته أو أصحابه ...و يعضهم و يؤذيهم ..ياخذ اشياءهم ..يسبهم ...يتعامل بعنف معهم .
وقد تشتكى من انزواء الطفل و ضعفه ..يضربه اصحابه فلا يدافع عن نفسه ..يسبه الاخرون فلا يحرك ساكنا ..ضعيفا بليدا لا مباليا.
وهذه نتائج عدم الاهتمام بمشاعره،  و إيذائه المستمر وعدم احترامه فيكون رد فعله شخصية انفعالية منتقمة او شخصية منزوية تفضل الانعزال حتى لا تتعرض لمزيد من الأذى .
الطفل يحتاج إلى الاحترام أكثر مما يحتاجه الكبير ...لان الكبير لديه من العقل ما يجعله يتقبل بعض الاهانات البسيطة والتى يعلم أنها غير مقصوده من أحب الناس إليه كوالديه مثلا ..لكن الطفل لايعلم ذلك؛ لان عقله لم ينم بعد و بالتالى وقع الاهانات والاذى النفسى  قد تكون أكبر من وقعها على الكبير العاقل البالغ.
يحتاج الطفل إلى الاحترام حتى ينشأ انسانا محترما فى ذاته (بفتح الراء ) محترما لغيره (بكسر الراء ) وذلك عن طريق:
- احترم شخصيته و تفرده عن غيره فلا تقارنه بالاخرين من اقرانه ..اصحابه أو أخوته ..فالمقارنة كما هى مؤذية لك فهى تؤذيه أيضا.
- احترم شخصيته بسلبياتها (القبول ) : لا تعايره بعيوبه و اخطائه فهو طفل من حقه أن يخطئ كي يتعلم بالتجربة.
- احترم عقله و فهمه للامور حسب عمره، فلا تسخر من افكاره و كلماته و اسئلته البسيطة .
- احترم مشاعره و احاسيسه و تعامل معها بجدية فلا تتجاهل غضبه و لا تقلل من قيمه مشاعره، و لا تهمل فرحته و سعادته.
- احترم لغته و الفاظه و طرق التعبير عن ذاته ولا تهزأ بطريقة نطقه للكلمات أو بأسلوب كلامه كالتهتهة مثلا .
- احترم قدراته و امكانياته فلا تكلفه مالا يطيق و لا تقلل من حجم ملكاته ومهاراته .
- احترم اشياءه و ملابسه و لعبه فلا تتعامل معها وكانها ملك عام ؛ بل استأذنه إن احتجت شيئا منها .
- احترم شكله و ملامحه ولا تسخر منها .
- احترم رغباته و حاجياته بان توافقه عليها وتناقشه فيها ولكن لا تسارع إلى تلبية أي رغبة إلا في حدود المعقول والمقبول.
- احترم علاقاته و اصدقاءه فلا تسخرمنهم و لا تكن دائم النقد لهم و العيب فيهم.
- احترم مدرسيه و مدربيه الذين يحبهم، فلا تذكرهم امامه بما يكرهه.
- حاول أن تتعامل مع طفلك كانسان محترم تقدره و تحترمه حتى ينشا كما تريد.
وإليك بعض السلوكيات المدمرة لاحترام  الطفل لنفسه و لك و للآخرين:
- النواهي مع التهديد  بدون فهم؛ لماذا هذا منهى عنه.
- الأوامر مع التهديد بدون فهم لماذا هذا مامور به .
- النقد الهدام و التركيز على الفشل والأخطاء.
- الإهمال لحديثه و الانشغال المستمر عنه، و عدم منحه الوقت الكافى للحديث معه.
- العبوس فى وجهه بشكل مستمر.
- المقاطعة لفترة طويلة.
- السخرية من شكله أو تصرفاته أو بعض صفاته و كلماته.
- اللمز و التغامز عليه.  
- التنابز بالالقاب والقاء القاب ساخرة أو معيبة عليه.
- الحديث عن اخطائه امام الناس(الفضيحة ).
- الغيبة و ذكر اخطائه وعيوبه للناس، وتعريفه أنك قلت عنه هذا.  
- السب و الشتم و التجريح و التعيير.
- الضرب  والصراخ وهو من أبشع الإيذاء النفسي، والذي نتهاون فيهما كثيرا.
التعامل مع الطفل يحتاج قدر كبير من الحساسية للاسف نفتقدها فى تعامل الكبار بعضهم مع بعض ..و لكن تأثيرها على الطفل توجد جروحا وندوبا قد تؤثر على التكوين العام لشخصيتة .
وكما ترعى الشجيرة الصغيرة بتغذيتها و حمايتها من الامراض ..لابد أن تعطيها من الفيتامينات و الاملاح التى تساعد على نموها
وإليك سلوكيات تساعد الطفل على احترام ذاته، و تعلمه كيف يحترم الآخرين:
- افصل دوما السلوك عن الشخصية : لاتقل أنت مهمل و لكن قل : أنت لا ترتب حجرتك ..لا تتهم الطفل بصفات عامة حتى لا تترسخ فى عقله صورة سلبية عن نفسه.
- الطفل غير مسئول عن تحقيق طموحك و توقعاتك،  فلا تكلفه من المذاكرة و الاجتهاد ما لا يطيق .فلكل طفل قدرات .
- اعترف باستقلاله و فرديته، فهو ليس صغيرا و ليس تافها .
- امنح لكل طفل ما يسعده، واحترم الاختلاف بين ابنائك.
- تقبل اقتراحات ابنك و ناقشه فيها : الطفل مبدع يطرح افكار مبدعة.
- تقبل صداقات الطفل .و ناقشه حول المشاكل و الاخطاء التى تقابله معهم .
- قارن  بين واقع الطفل و ماضيه ليس بينه و بين الآخرين : درجاتك  الشهر الماضى  كانت أفضل من درجاتك هذا الشهر
- كلف الطفل ببعض المهمات التى تتناسب مع قدراته و شجعه و علمه. كيفية تنفيذها فان ذلك يعطيه الثقة فى نفسه و احترام ذاته.
وأخيرا تعامل مع طفلك كما تعامل انسان كبير فى احترامه و تقديره حتى يعاملك بنفس الاحترام و التقدير.
فما تزرعه ستحصده بعد حين.
المصدر: موقع اون اسلام (دعاء راجح)

Sunday, May 13, 2012

نتائج قياسات ضغط الدم.. ومدلولاتها



معدلاتها الطبيعية تؤمن حياة صحية
د. عبير مبارك
قلب الإنسان يعمل في حالة متواصلة من تعاقب الانقباض والانبساط، وفي كل انقباضة للقلب يتم ضخ الدم إلى شرايين الجسم، وهذا الضخ الساري بقوة في الشرايين يشعر به أحدنا كنبضة القلب إذا ما وضع أصبعه على الشريان الموجود في باطن معصم اليد. وفي كل ارتخاء وانبساط للقلب يسكن القلب ويهدأ كي يتم استيعاب الدم الوارد إليه، ونشعر بسكون ارتخاء وانبساط القلب عند السكون في شريان المعصم في اللحظات القصيرة ما بين كل نبضة والتي تليها.قياسات ضغط الدم إن شرايين الجسم عبارة عن شبكة لأنابيب تمديدات توصيل الدم من القلب إلى أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة، ولكي يتم ضمان توصيل الدم إلى هذه الأعضاء والأنسجة يجب على الشرايين أن تهتم بأمرين، الأول: ضمان استمرارية وصول الدم إلى هذه الأعضاء والأنسجة. والثاني: ضمان أن لا تتلف هذه الأعضاء والأنسجة ولا تتأثر سلبيا بالقوة الهيدروليكية الهائلة نسبيا التي يتدفق الدم بها حال ضخ القلب له. والحل الذي تقوم به الشرايين للاهتمام بهذين الأمرين هو تكوين مقدار معين من الضغط للدم Blood Pressure داخل مجاري الشرايين. وإذا ما كان ضغط الدم مرتفعا Hypertension فإن أعضاء الجسم وأنسجته ستستقبل قوة هيدروليكية عالية طوال الوقت، ما يعني ارتفاع احتمالات حصول التلف واختلال الوظيفة مع مرور الوقت. وإذا ما كان ضغط الدم منخفضا Hypotension فإن أعضاء الجسم وأنسجته لن تستقبل الكميات اللازمة لها من الدم، ما يعني انخفاض مستوى تغذيتها وانخفاض مستوى تزويدها بالأكسجين، وبالتالي تلفها وضعفها عن أداء وظائفها.
من هذا ندرك أهمية أن يكون هناك مقدار معتدل من ضغط الدم داخل الشرايين، وندرك أضرار ارتفاعه أو انخفاضه، كما ندرك معنى الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي.
ويتم عادة تسجيل قراءة قياس ضغط الدم كرقمين، يتم كتابة أحدهما فوق الآخر مثل البسط والمقام للكسر، وذلك بالهيئة التالية: 117/ 76. وتُقرأ 117 على 76 ملليمتر زئبق. ويمثل الرقم الأعلى 117، مقدار قراءة قياس ضغط الدم الانقباضي Systolic، أي مقدار ضغط الدم داخل شرايين الجسم في لحظات حالة انقباض عضلة القلب لضخ الدم إلى جميع شرايين الجسم. أما الرقم الأسفل 76، فهو مقدار قراءة ضغط الدم الانبساطي Diastolic، أي مقدار ضغط الدم داخل الشرايين في لحظات حالة انبساط وارتخاء عضلة القلب لاستيعاب الدم المقبل إليه من أوردة الجسم الكبيرة.
وما يحرص الطبيب عليه هو الحصول على «التقييم الدقيق» لوضع مقدار ضغط الدم داخل الشرايين لدى الإنسان، ويُعد جدولا بيانيا لمقدار قراءات قياس ضغط الدم لديه عبر مرور الزمن. وتتضمن إرشادات رابطة القلب الأميركية ضرورة قياس الضغط في الشرايين بدءا من بلوغ المرء 20 سنة، ثم تكرار قياسه مرة كل سنتين على أقل تقدير في حال ما تكون نتائج قراءة ضغط الدم أقل من 120/ 80 ملليمتر زئبق.
تغير المقادير ومقدار ضغط الدم شيء متغير بشكل ديناميكي متحرك، وكما أن مقدار الضغط الانقباضي يرتفع عن مقدار ضغط الدم الانبساطي، أي يتغير أثناء مراحل النبضة الواحدة للقلب، فإن ضغط الدم الانقباضي والانبساطي كذلك يتغيران بين كل نبضة والتي تليها، وكذلك يتغير بين دقيقة وأخرى، وأيضا يتغير بين أوقات النهار وأوقات الليل، وكذا حال الراحة وحال القيام بأنواع شتى من المجهود البدني، وكذلك يختلف بين حالة استلقاء الجسم أو الجلوس أو القيام، ويتغير كذلك بعد تناول الطعام أو شرب القهوة أو الشاي أو التدخين عن الحالات الأخرى. ولكن مع كل هذه التغيرات والاختلافات في مقدار ضغط الدم، يجب أن يكون ضغط الدم أقل من 120 على أقل من 80 بالنسبة للإنسان البالغ الذي تجاوز عمر 20 سنة كي يقال عنه «ضغط دم طبيعي». وتذكر الإحصائيات الطبية في الولايات المتحدة، وفق ما تشير إليه رابطة القلب الأميركية، أن واحدا من بين كل ثلاثة بالغين لديه ارتفاع في ضغط الدم، وتحديدا 33 في المائة من البالغين هم كذلك.
وإذا ما كانت قراءة قياس ضغط الدم أعلى من المقدار الطبيعي، سواء في الانقباض أو الانبساط، فإن الطبيب سيقوم بإجراء قياس متكرر لمقدار ضغط الدم خلال فترة زمنية تمتد لبضعة أسابيع، أو يطلب من المرء أن يُجري قياس ضغط الدم بشكل متكرر في المنزل، وذلك قبل الإعلان عن إصابة الشخص بمرض ارتفاع ضغط الدم. وهذا أمر تؤكد عليه رابطة القلب الأميركية لعموم الأطباء ولعموم الناس كي يتم تشخيص الإصابة المرضية لارتفاع ضغط الدم على يقين. وتحديدا تنص الرابطة بالقول: «إن قراءة واحدة مرتفعة لمقدار ضغط الدم ليس معناها بالضرورة أن الشخص لديه مرض ارتفاع ضغط الدم، ولكن إذا ما تكررت ملاحظة أن نتائج قراءات قياس ضغط الدم هي 140/ 90 أو أعلى من ذلك عبر فترة زمنية، أي إما أن الضغط الانقباضي هو 140 أو أعلى من ذلك، أو أن الضغط الانبساطي هو 90 أو أعلى من ذلك، فإن الطبيب سيذكر للمريض إصابته بمرض ارتفاع ضغط الدم وسيباشر البدء ببرنامج علاجي للعمل على خفض ضغط الدم لعودة قراءات قياسه إلى المقدار الطبيعي».
ارتفاع ضغط الدم
* والجدول البياني المرفق بعنوان «فئات ارتفاع ضغط الدم» هو من وضع رابطة القلب الأميركية American Heart Association في إصداراتها الحالية لتصنيف ارتفاع ضغط الدم. ولمن تجاوزوا سن الثامنة عشر عاما، تصنف الهيئات الطبية في الولايات المتحدة قراءات قياس ضغط الدم إلى أربعة فئات، وهي:
* الفئة الأولى: ضغط الدم الطبيعي، وهو حينما يشير القياس إلى أقل من 120/ 80 ملم زئبق.
* الفئة الثانية: ضغط دم في مرحلة ما قبل الارتفاع المرضي، أي حينما يشير القياس إلى ما بين 120 إلى 139 بالنسبة للضغط الانقباضي، وإلى ما بين 80 إلى 89 بالنسبة للضغط الانبساطي.
* الفئة الثالثة: ضغط دم في المرحلة الأولى من مرض ارتفاع ضغط الدم، أي حينما يشير القياس إلى ما بين 140 إلى 159 للضغط الانقباضي، أو ما بين 90 إلى 99 بالنسبة للضغط الانبساطي.
* الفئة الرابعة: ضغط دم في المرحلة الثانية من مرض ارتفاع ضغط الدم، وهي المرحلة الأكثر شدة، أي حينما يشير القياس إلى ما فوق 160 بالنسبة للضغط الانقباضي، وإلى ما فوق 100 بالنسبة للضغط الانبساطي. ومن المهم ملاحظة أن أي ارتفاع في مقدار الضغط الانبساطي أو الانقباضي عن المعدل الطبيعي، هو شيء مهم لتشخيص الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم. ولذا، فإن هناك من هم مصابون بمرض ارتفاع الضغط الانقباضي، وآخرون بمرض ارتفاع الضغط الانبساطي، أو بكليهما.
* أما مرحلة «أزمة ارتفاع ضغط الدم» hypertensive crisis، فيكون فيها مقدار الضغط الانقباضي 180 وما فوق، أو يكون فيها مقدار الضغط الانبساطي 110 وما فوق. وهنا ترشد رابطة القلب الأميركية إلى ضرورة الانتظار بضع دقائق وإعادة القياس، وإذا ما كان مرتفعا بالمقدار المتقدم ذكره، فإن الواجب النظر إلى الحالة بأنها حالة إسعافية تتطلب تدخلا طبيا طارئا للعمل على خفض هذا الارتفاع في ضغط الدم بطريقة متدرجة، وليس بطريقة متسرعة لخفض الضغط إلى مستويات متدنية, وهذا أمر مهم، أي العمل على الخفض المتدرج لارتفاع ضغط الدم.
* استشاري بقسم الباطنية في المستشفى العسكري بالرياض a.mobarek@asharqalawsat.com

Tuesday, May 01, 2012

الاحتفال بعيد العمال بدأ عالميا فى 1886 مع إضراب عمال أمريكا.. ومصر احتفلت به عام 1924 بالإسكندرية..




تعود فكرة الاحتفال بعيد العمال بعد تطور الحركة النقابية الأمريكية ونجاح مجموعة من القيادات النقابية فى تكوين هيئة قومية للعمال عام 1886 وهى "الاتحاد الأمريكى للعمل" وتبنى هذا الاتحاد الدعوة لاعتبار يوم الأول من مايو 1886 يوم للإضراب العام، من أجل مطلب يوم العمل ذى الثمانى ساعات فى جميع الصناعات.

وجاء أول مايو 1886 ليشهد أكبر عدد من الإضرابات العمالية فى يوم واحد فى تاريخ أمريكا، حيث وصل عدد الإضرابات التى أعلنت فى هذا اليوم نحو خمسة آلاف إضراب واشترك فى المظاهرات 340 ألف عامل وكان الشعار المطلبى المشترك لأحداث هذا اليوم هو "من اليوم ليس على أى عامل أن يعمل أكثر من 8 ساعات".

وفى اليوم التالى 4 مايو عقد العمال مؤتمرًا فى ميدان عام بالمدينة للاحتجاج على وحشية الشرطة، وبدأ المؤتمر بحضور نحو 1300 عامل وكان عمدة المدينة قد حضر جزءا من المؤتمر ثم انصرف، بعد أن اطمأن أن الوضع الأمنى تحت السيطرة، ولكن عندما أعلن الزعيم العمالى صمويل فيلدن ليختتم الاجتماع اقتحمت قوات الشرطة المؤتمر وبدأت تأمر بفضه، وسرعان ما تحول الوضع إلى مواجهات دامية بين العمال والشرطة قتل فيها أربعة من العمال، وأصيب مائة فى حين قتل أيضًا سبعة من رجال الشرطة.

وتعرض خلال الليلة التالية عمال شيكاغو إلى حملة إرهابية وقمعية غير مسبوقة من قبل الشرطة وأصحاب الأعمال، تضمنت مداهمة البيوت والتفتيش وحملات اعتقال واسعة النطاق، وأسفرت الحملة عن إلقاء القبض على ثمانية من القادة العماليين وجرت محاكمتهم بصورة عاجلة فى جو من الإرهاب، وأصدر القاضى الذى كان فى نفس الوقت رئيس إدارة شركة الصلب الأمريكية، وكان عمالها من المشاركين فى إضرابات أول مايو أصدر حكمًا بالإعدام على القيادات الثمانية، وفى الحادى عشر من نوفمبر 1887 نفذ حكم الإعدام فى أربعة منهم، وهم: أوجست سبينز وأدولف فيشر والبرت بارسونز وجورج إنجيل. 

أما فى مصر وبالتحديد عام 1924 نظم عمال الإسكندرية احتفالاً كبيرًا فى مقر الاتحاد العام لنقابات العمال، ثم ساروا فى مظاهرة ضخمة حتى وصلت إلى سينما "باريتيه"، حيث عقد مؤتمر ألقيت فيه الخطب.
ورغم حظر الحزب الشيوعى المصرى الأول والسياسات القمعية للحكومات البرجوازية ومحاولات منع المسيرات والمؤتمرات بمناسبة أول مايو، ظلت الحركة النقابية المصرية تحتفل بالمناسبة وتنظم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينيات والأربعينيات رغم الصعوبات والقمع ولكن مع وصول جمال عبد الناصر إلى السلطة والتأميم التدريجى للحركة العمالية أخذت المناسبة شكلاً رسميًا وتم استيعاب المناسبة، وفى عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام القيادات يتقبله هؤلاء النقابيين بالتهليل والتصفيق والشكر والإجلال لانحيازه للعمال الكادحين.

واستمر الاحتفال الرسمى بعيد العمال بهذا الشكل الرسمى حتى الاحتفال بعيد العمال عام 2011 عقب سقوط الرئيس المخلوع مبارك، فلأول مرة يتغيب الوزراء ورئيسهم عن الصفوف الأولى، ويفتتح الاحتفال الدكتور أحمد البرعى وزير القوى العاملة والهجرة، ولم يهتف العمال خلال هذا الاحتفال "العلاوة يا ريس".